مدير عام دائرة السينما والمسرح العراقي لـ "الوفاق":

المهرجانات تصدّر الثقافة؛ والمسرح يضيء الحياة

سنرى إن شاء الله الكثيرمن التقدّم فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية الثقافية، ونأمل أن تستمرهذه العلاقات للوصول الى تكامل ثمين

2023-01-28

مهرجان فجر الدولي للمسرح بنسخته الـ 41 يواصل نشاطاته وعروضه في أجواء ايران الجميلة التي ترى حيوية ونشاط ثقافي في هذا الشهر، من خلال إقامة فعاليات في مختلف مجالات السينما والمسرح والموسيقى والفنون التشكيلية وغيرها. ففي هذه الأيام تستضيف طهران فنانون وخبراء دوليون من مختلف أنحاء العالم، في أجواء تدخل السرور لكل محبي الفن، وفي ضلها أصبح الشتاء ربيعاً دافئا لإجراء العروض المسرحية المختلفة.

إلتقينا بالدكتور أحمد حسن موسى، مدير عام دائرة السينما والمسرح التابع لوزارة الثقافة العراقية، ورئيس مهرجان بغداد الدولي للمسرح، وهو أيضاً عضو لجنة التحكيم في مهرجان فجر الدولي للمسرح، حيث إستقبلنا بوجه بشاش، فسألناه حول نشاطاته ورأيه بالنسبة للمسرح وغيرها،  وفيما يلي نص الحوار:

 تفضلوا نبذة عن سيرتكم الذاتية ونشاطاتكم التي تقومون بها؟

انا مدير عام دائرة السينما والمسرح التابع لوزارة الثقافة العراقية، ورئيس مهرجان بغداد الدولي للمسرح، وأنا أحد المخرجين في العراق، وعضو الفرقة الوطنية للتمثيل، ومخرجا فيها، وحصلت على جوائز عربية ودولية، وبلغت أعمالي 22 عرض مسرحي، لكن شاءت الأقدار أن أكون ضمن السلك الإداري، لإدارة هذه المؤسسة وكما تعلمون، انا ابن الدائرة وإبن المؤسسة. وإبن الإختصاص، حينما يقود هذه المؤسسة فإنه يعرف كل تفاصيلها، يعرف تفاصيل وأسباب النجاح وتفاصيل وأسباب الفشل وكيف يمكن له أن يخطو خطوات ثابتة لأجل الوصول إلى الهدف. إذا جاء أحد من خارج المؤسسة وإن كان يحمل نفس الإختصاص، فيحتاج الى زمن معين مثلا حوالي ثلاثة أو ستة أشهر حتى يعرف النواقص الحقيقية لهذه المؤسسة. للأسف هذه الإدارة جعلتني أنسى أنني مخرج في هذه الدائرة، ولكن شعوري كمخرج، أشعر أن أي عمل مسرحي يقدّم من خلالي ومن خلال دائرتي، فإن نجاحه يعتبر نجاح لي، وأي شخص يخرج عمل مسرحي فأعتقد أنه أنا المخرج بدلاً عنه، وهكذا عملنا وفق نظام أسرة وعائلة، ودائماً نتساءل كيف يمكن أن ننجح وما هي الخطوات التي نستطيع من خلالها أن نختصر الزمن للنجاح؟

ما هو رأيكم حول مهرجان فجر الدولي للمسرح الذي يقام حالياً في ايران؟

أنا حقيقة أنتمي لإيران وأهلي هم أهل إيران، أنا أحب الشعب الإيراني، بغض النظر عن كل المرجعيات السياسية السابقة، أنا أحب هذا البلد و أسمي هذا البلد بالبلد العتيق، ومواطنوه أناس محبين، كما أحب دمشق أيضاً واعتبرها من البلدان العتيقة، وكذلك بيروت والمغرب. فحينما أتينا الى مهرجان فجر، كان لدينا اطلاع كامل على هذا المهرجان الذي في دورته الـ 41 ويستقطب كل العروض العربية والأجنبية، والعروض الإيرانية المتميزة من مدن ايران، وأكيد كان لنا شرف كبير أن نكون من ضمن أعضاء لجنة التحكيم في هذا المهرجان، وكما تعلمون أو ربما كنتم تعلمون، لدينا بروتوكل تعاون مع مهرجان الفجر، لكي نتبادل العروض والورش والشخصيات والضيوف ،مهرجان بغداد الدولي للمسرح ومهرجان فجر الدولي للمسرح ثنائية متكاملة على مستوى التخطيط والتحكيم وتبادل العروض، وأعتقد أن النمو و التطور في علاقات المستقبل سيكون أكبر، وهذه الإتفاقية تم توقيعها في العام الماضي بوجود السيد “كوروش زارعي” وكان هو أيضاً عضواً في لجنة التحكيم في مهرجان بغداد الدولي، وسنمضي بهذه النحو وصولاً الى التكامل فيما بيننا.

مهرجان بغداد الدولي للمسرح

ويتابع الدكتور أحمد حسن موسى: مهرجان بغداد الدولي للمسرح توقف عام 2013 وعدنا في عام 2021 ، وهناك مشكلة كبيرة ودائمية في العراق وهي أنه كلما تولى مسؤول جديد الأمور  يلغي أعمال الذي قبله، دائماً عندما يقام مهرجان يكتب الدورة الأولى، وحينما تنظم مؤتمر يكتب الدورة الأولى، ولكن نحن قلنا من البداية علينا أن نكمل ما بدأ به الآخرون، لأن الآخرون لهم إنجازاتهم وبصماتهم، علينا أن نستكملها فكانت الدورة الثانية والسنة الماضية كانت الدورة الثالثة، وهكذا نحن مقبلون على مهرجان المسرح العراقي، وأحد الأمور التي فكرت بها مع أصدقائي في الإدارة هي أن نلغي المركزية، يعني يكفي أن تكون بغداد هي المركز للفن والثقافة، ولكن علينا أن نتجاوز هذه المركزية، وهيمنة العاصمة على المدن الأخرى، فقررنا أن نعيد هذا المهرجان الذي توقف عام 2001 وكان في دورته الخامسة، يعني أكثر من 22 سنة توقف، الآن في 22 من الشهر القادم سنقيمه في مدينة السليمانية، وسميناه دورة السليمانية ، وهكذا الحال وسنستنفر كل مدن العراق وأي منها لديها ثلاثة مسارح سنقدّم لهم هذا المهرجان ليكون دورتهم. وأحدى الأمور التي نريد أن نطورها هي الواقع الثقافي للعراق. داخل العراق دائماً تعودنا أن بغداد هي التي تتصدر المشهد، بغداد التي تعمل الموسيقى والمسرح والتشكيل، والمحافظات دائماً منسية، علينا أن نتجاوز هذه الفكرة، وهذه واحدة من الأمور التي نؤمن بها، أن المركز هو امتداد للأقاليم والأقاليم هي إمتداد للمركز.

ما هو رأيكم حوا إجراء عروض مشتركة بين ايران والعراق؟

هذه هي إحدى  الأمور التي خطتنا لها، وهي احدى النقاط من ضمن البروتوكل ، أي أن يكون هناك إنتاج مسرحي متكامل،  طرفيه العراق وجمهورية ايران الإسلامية. هناك أهداف كثيرة فكّرنا فيها وأحدها هو وجود داعش مثلاً، لأن الجميع تضرر من داعش.

و لو ابتعدنا قليلا عن المسرح، أيضاً لدينا إتفاقية في مجال المسرح مع هيئة السينما في الجمهورية الإسلامية، ولدينا توقيع بروتوكل للتعاون في مجال انتاج أعمال سينمائية مشتركة وتبادل الخبرات، حتى أن الإخوة في السينما الإيرانية قرّروا إهداءنا مجموعة من الأفلام الحديثة وأفلام الطفل الأنيميشن، وأجهزة العرض السينمائي، ووعدوا بهدايا كثيرة. وإحدى الأفكار تتعلق بإعمار المسارح العراقية ودور السينما، وهي من الأمور التي تمّ تبنيه وتم التوقيع عليها من قبل وزير الثقافة الإيراني الحالي. الأيام القادمة ستكون  حبلى إن شاء الله بالكثير من التقدّم فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية الثقافية، ونأمل أن تستمر هذه العلاقات للوصل الى تكامل ثمين.

ما هو تقييمكم للعروض التي رأيتموها حتى الأن؟

أنا طبعي صريح في هذا الموضوع، أنا ضد هذا العدد الكبير من المشاركة الإيرانية في هذا المهرجان، حقيقتاً 14 عرض مسرحي كاف لتمثيل المسرح الإيراني وقلتها للإخوة الإيرانية في لجنة التحكيم، كان ينبغي لنا أن نختار بدل 14 عرض مسرحي ، 5 او 6 أعمال تكون أكثر تميزاً، لأن واحدة من الأشياء التي يصدرها أي مهرجان تقيمه أي دولة هو أنه يصدر الثقافة والتميّز. وجدت أنه الإخوة يتعاملون بعاطفة و يقولون هذه الأعمال تابعة للمدن الإيرانية، نعم، المدن الإيرانية من حقها أن تستضاف داخل طهران، وتعمل مهرجان وطني لهذه العروض، ولكن حينما تدخل على مهرجان دولي عليك أن تختار المتميزين، لأن واحدة من الأشياء كما قلنا هي الرسالة التي تبثها الجمهورية الإسلامية ووزارة الثقافة و القطاع الفني للعالم، حول الفن الإيراني والمسرح الإيراني المتميّز، واعتذر لصراحتي ولكن محبتي لإيران وللمسرح الإيراني وللثقافة الإيرانية تدفعني أن أكون واضحاً و صريحاً.

ما هو رأيكم بشأن المسرح والسينما بصورة عامة؟

نحن في العراق شعارنا دائماً في إقامة المهرجانات: “المسرح يضيء الحياة”، المسرح يختلف كثيراً عن السينما، السينما تشاهد عبر شاشة معينة، وجانب الكتروني وصناعة برغم تميزها، لكن المسرح، هو التواصل المباشر بين الممثل والجمهور وهو أكثر تأثيراً عاطفياً. ما يميز طهران هو وجود المسارح العديدة فيها والتقنيات المتكاملة و هي حقيقة من المسارح النادرة، والمهرجانات التي شاركت فيها كثيراً لم أجد مسارح بهذا العدد، مسارح مجهزة بهذه الإضاءة ومنظومة الصوت، بشكل متميز، يعني لدينا بنية تحتية متميزة للمسرح في ايران، و هو ما نحتاجه لأهمية ونوعية وطبيعة العروض.

أما فيما يتعلق بالسينما، السينما الإيرانية سينما متطورة وصلت الى العالمية، وإذا أردنا أن نقارن فإن أكيدا السينما الإيرانية أقوى بكثير من المسارح، ولكننا نتعاطف كثيراً مع المسرح، لأنني مسرحي، وأنتمي للجيل المسرحي، فلهذا أقولها بخجل أن السينما أفضل من المسرح في ايران، ولكن نتمنى للمسرح الإيراني أن يسمو أكثر وأن يصبح كما هي السينما الإيرانية مؤثرة عالمياً. و حينما تتحدث عن أي فلم سينمائي ايراني تقول السينما الإيرانية متطورة عالمياً، وأخيراً تحياتي لكم وللشعب الإيراني الشقيق.

 

المصدر: الوفاق/ خاص/ موناسادات خواسته