د.محمد علي صنوبري
دراساتي في مجال لبنان ليست عميقة جداً، لكن لبنان دائماً كان له مكانة خاصة في ذهني وفي متابعتي للأخبار، وكذلك في دراساتي المحدودة على مدى اثنين وعشرين عاماً مضت.
لا أنسى عندما كنت في العاشرة من عمري، حيث تم الإعلان في نشرة الساعة السابعة مساءً على القناة الأولى للتلفزيون، والتي كانت الوحيدة التي تقدم الأخبار الوطنية في ذلك الوقت، عن اغتيال الشهيد السيد عباس الموسوي، الأمين العام الثاني لحزب الله اللبناني، الذي ذهب لإلقاء كلمة في مراسم الذكرى الأولى لاستشهاد الشيخ راغب حرب، حيث تم اغتياله مع زوجته وطفله بواسطة مروحيات الكيان الصهيوني الإرهابي أثناء عودته.
لا أنسى صورة السيد عباس الموسوي بجانب صورة رجل الدين الشاب والجميل جداً السيد حسن نصر الله، إلى جانب هذه الصور، كانت الصورة التي رسمت في ذهني عن حزب الله منذ طفولتي هي عرض لمجاهدي حزب الله وهم يضربون الأرض بكل قوتهم ويهتفون: «يا قدس، حزب الله، قادمون…».
أحياناً يمكن لعمل فني أو صورة أو صوت أن يجعل الإنسان عاشقاً ومفتوناً، ومنذ ذلك الحين أصبحت عاشقاً ومولعاً بحزب الله والسيد حسن نصر الله.
لا أنسى أنه كلما كنت أغضب وأرغب في الانفصال عن عائلتي أو أصدقائي، كنت أمزح أو أقول بجدية أنني سأذهب إلى لبنان وأقاتل في صفوف السيد حسن نصر الله ضد العدو.
الآن أنا موجود في أحد المنعطفات الكبرى لتاريخ لبنان في بيروت وأرغب في سماع وتسجيل واقع الحقبة والأحداث من جميع شرائح المجتمع.
حزب الله قاوم ولم يستسلم. دُمرت مبانيه، واستشهد قادته، لكن لا يزال حزب الله حياً، يقاوم، ويستهدف قلب تل أبيب بالصواريخ الباليستية، ويفرض شروطه على العدو بكرامة.
وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، كنت أشعر بحس الحياة والأمل والعزة والفخر…