كيف تقضي أمسياتك؟ اكتشف العادات التي قد تعيق طريقك نحو النجاح

كيف تقضي أمسياتك؟ قد تبدو الإجابة بسيطة، لكنها في الواقع تكشف الكثير عن مستقبلك. بينما ينشغل الكثيرون في تمضية وقتهم أمام التلفاز أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي حتى ساعات الليل المتأخرة، هناك من يستثمرون هذا الوقت الثمين لبناء حياة أفضل وأكثر إشراقًا...

2024-12-31

كيف تقضي أمسياتك؟ قد تبدو الإجابة بسيطة، لكنها في الواقع تكشف الكثير عن مستقبلك. بينما ينشغل الكثيرون في تمضية وقتهم أمام التلفاز أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي حتى ساعات الليل المتأخرة، هناك من يستثمرون هذا الوقت الثمين لبناء حياة أفضل وأكثر إشراقًا.

 

وفقًا لموقع Global English Editing، الأشخاص الذين يتقدمون دائمًا في الحياة يملكون سرًا مشتركًا: 8 عادات مسائية تميّزهم عن غيرهم. هؤلاء الأفراد يدركون أن المساء ليس مجرد وقت للاسترخاء، بل هو فرصة لإعادة شحن الطاقة، وصقل المهارات، والتخطيط للأهداف المستقبلية.

 

ربما تفكر الآن: ما هي تلك العادات؟ وهل يمكن لتغيير بسيط في روتينك المسائي أن يحدث فرقًا كبيرًا في حياتك؟ الإجابة نعم، فالحياة لا تتغير بضربة حظ، بل بمجموعة من القرارات والعادات الصغيرة التي نمارسها يوميًا، وتحديدًا في تلك الساعات الهادئة من الليل.

 

استعد لتكتشف كيف يمكن لأمسياتك أن تتحول إلى قوة دافعة نحو النجاح، وكيف يمكن لهذه العادات أن تأخذك من مجرد “العيش” إلى “التألق”. الأمر يتطلب فقط أن تبدأ برؤية الوقت الليلي كأداة للنمو، وليس مجرد محطة استراحة عابرة.

 

1) البوم الليلي

 

إن كونك شخصًا ليليًا ليس أمرًا سيئًا بطبيعته، ولكن وفقًا لعلم النفس، قد يكون ذلك عادة تعيقك.

 

يحب الكثير منا مشاهدة مسلسلات Netflix في وقت متأخر من الليل أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي حتى ساعات الصباح الأولى. لكن هذا الروتين قد يؤدي إلى اضطراب نمط النوم، وبالتالي يوم أقل إنتاجية.

 

لقد أثبت العلم أن النوم الجيد والمنتظم أمر حيوي لصحتنا العقلية والجسدية. ويمكن أن يؤثر قلة النوم على حالتنا المزاجية ومستويات تركيزنا ورفاهيتنا بشكل عام.

 

والأسوأ من ذلك، أنه يمكن أن يخلق حلقة مفرغة حيث تشعر بالتعب الشديد لدرجة أنك لا تستطيع إنجاز المهام خلال اليوم، مما يؤدي إلى الشعور بالإحباط والركود.

 

2) العمل لساعات طويلة في الليل

 

قد تظن أن العمل لساعات متأخرة من الليل يعد علامة على الإنتاجية والتفاني. ففي نهاية المطاف، كلما أمضيت وقتًا أطول في العمل، كلما تمكنت من إنجاز المزيد، أليس كذلك؟ حسنًا، ليس بالضبط.

 

يخبرنا علم النفس أن الإفراط المستمر في العمل قد يعيق تقدمنا في الحياة. الأمر لا يتعلق بعدد الساعات التي تقضيها في العمل، بل يتعلق بجودة العمل الذي تنتجه خلال تلك الساعات.

 

يؤدي الإفراط في العمل إلى الإرهاق وانخفاض الإنتاجية وحتى المشاكل الصحية. وبدلاً من المضي قدمًا، قد تجد نفسك عالقًا في حالة من الإرهاق المستمر، وغير قادر على التفكير بوضوح أو اتخاذ قرارات فعّالة.

 

إن الاستمرار في تجاوز حدودك ليس وسام شرف – بل هو عادة تمنعك من النمو والمضي قدمًا في الحياة.

 

لذا، بدلاً من البقاء مستيقظاً حتى وقت متأخر من الليل لإنجاز مهمة أخرى، فكر في تحديد وقت نوم صارم والالتزام به. امنح عقلك الراحة التي تحتاجها للعمل على النحو الأمثل والتوصل إلى أفكار جديدة ومبتكرة.

 

3) إهمال التأمل الذاتي

 

في نهاية يوم طويل، قد يكون من المغري أن تغلق عقلك وتسترخي أمام التلفزيون. ولكن قضاء بعض الوقت في التفكير في يومك وأفعالك وأهدافك قد يكون بمثابة نقطة تحول في نموك الشخصي.

 

إن التأمل الذاتي يعد أداة قوية للتنمية الشخصية، فهو يسمح لنا بفهم أفكارنا وعواطفنا وسلوكياتنا بشكل أفضل.

 

عندما نفكر، فإننا نكتسب نظرة ثاقبة إلى نقاط قوتنا وضعفنا، والتي يمكن أن تساعدنا في إجراء التعديلات اللازمة للتحسين.

 

ومع ذلك، فإن أولئك الذين نادراً ما يمارسون التأمل الذاتي قد يجدون أنفسهم محاصرين في أنماط سلوكهم القديمة، غير قادرين على تحديد ما يعيقهم أو كيف يمكنهم التحسن.

 

بدلاً من قضاء أمسياتك في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي أو مشاهدة العروض دون وعي، حاول تخصيص بعض الوقت للتأمل الذاتي.

 

قد يكون الأمر بسيطًا مثل تدوين أفكارك في دفتر يوميات أو القيام ببعض التأمل الهادئ. قد يفتح هذا الباب أمام النمو الشخصي والتقدم في الحياة.

 

4) عدم الاهتمام بالنفس

 

قد تكون الحياة مزدحمة، وفي بعض الأحيان، نشعر وكأن الوقت في اليوم لا يكفي للقيام بكل شيء. وفي خضم كل هذه الفوضى، من السهل أن ننسى الاهتمام بأنفسنا.

 

ولكن تذكر أنك مهم بقدر أهمية أي مهمة في قائمة مهامك.

 

العناية بالنفس ليست ترفا، بل ضرورة

 

يتعلق الأمر بأخذ الوقت الكافي للقيام بالأشياء التي تجعلك تشعر بالسعادة، سواء كان ذلك قراءة كتاب، أو أخذ حمام دافئ، أو مجرد الحصول على ليلة نوم جيدة.

 

قد ترى أن هذه الأنشطة غير منتجة، ولكنها ضرورية لصحتك العقلية والعاطفية.

 

عندما تهمل العناية بنفسك باستمرار، فإنك لا تمنح نفسك الفرصة لإعادة شحن طاقتك وتجديد نشاطك. وقد يجعلك هذا تشعر بالاستنزاف وانعدام الحافز، مما يجعل من الصعب المضي قدمًا في الحياة.

 

5) البقاء في منطقة الراحة الخاصة بك

 

نحن جميعًا لدينا مناطق الراحة الخاصة بنا، تلك الأماكن والروتين المألوف الذي يجعلنا نشعر بالأمان.

 

لكن رغم أنها مريحة، إلا أنها لا تساعد دائمًا على النمو.

 

دعونا نرسم صورة هنا. ربما تجلس كل مساء بعد العمل في ركنك المريح مع فنجان من الشاي ومشاهدة المسلسل الكوميدي المفضل لديك.

 

إنه أمر مريح ومألوف وسهل. ولكن هل يساعدك على المضي قدمًا في الحياة؟

 

قد يكون تجاوز منطقة الراحة أمرًا مخيفًا، ولكن هذا هو المكان الذي يحدث فيه السحر. هناك تتعلم أشياء جديدة، وتنمي مهارات جديدة، وتستكشف وجهات نظر جديدة.

 

اختر كتابًا حول موضوع لا تعرف عنه شيئًا، أو تعلَّم لغة جديدة عبر الإنترنت، أو غيِّر روتينك ببساطة. قد تتفاجأ من مدى قدرة هذه التغييرات الصغيرة على إحداث قفزات كبيرة إلى الأمام في الحياة.

 

6) فقدان فرص التعلم

 

تخيل أن لديك صديقًا يقضي كل مساء في مشاهدة برامج تلفزيون الواقع. إنه يستمتع بذلك، ويساعده على الاسترخاء، ولا يرى فيه أي ضرر.

 

لكن في الوقت نفسه، فإنهم غالبًا ما يشكون من شعورهم بأنهم عالقون في الحياة، وكأنهم لا يحرزون أي تقدم.

 

الحقيقة هي أن أمسياتنا يمكن أن تكون وقتًا ثمينًا للتطور الشخصي والتعلم. فبدلاً من مجرد استهلاك المحتوى، يمكننا استخدام هذا الوقت لتعلم شيء جديد، أو تطوير مهارة، أو توسيع نطاق معرفتنا.

 

يمكن للصديق في هذا السيناريو أن يستغل وقته المسائي في مشاهدة التلفاز لمشاهدة فيلم وثائقي أو برنامج تعليمي بدلاً من ذلك. يمكنه قراءة كتاب أو التسجيل في دورة تدريبية عبر الإنترنت في مجال يهتم به.

 

الحياة عبارة عن رحلة تعلم مستمر، وكل لحظة هي فرصة للنمو. الأمر لا يتعلق بحرمان أنفسنا من الاسترخاء ووقت الفراغ، بل يتعلق باستغلال الوقت الذي لدينا على أكمل وجه.

 

7) نسيان قوة الاتساق

 

هناك مقولة تقول “لم تُبنى روما في يوم واحد”. إنها تذكير بأن الأشياء العظيمة تتطلب وقتًا وجهدًا مستمرًا. وينطبق الأمر نفسه على النمو الشخصي والتقدم في الحياة.

 

إذا كنت تقضي أمسياتك دون أي ثبات في تصرفاتك، وتنتقل من شيء إلى آخر دون الالتزام بأي شيء، فلا عجب أن تشعر وكأنك لا تتحرك للأمام.

 

الاستمرارية هي مفتاح التقدم، ويتعلق الأمر بإجراء تغييرات صغيرة وإيجابية كل يوم والالتزام بها.

 

سواء كان الأمر يتعلق بتعلم أشياء جديدة باستمرار، أو الخروج من منطقة الراحة باستمرار، أو الاهتمام بصحتك العقيلة باستمرار، فإن هذه العادات يمكن أن تتراكم بمرور الوقت وتؤدي إلى تقدم كبير.

 

تذكر أن كل فعل صغير له قيمته. لذا لا تقلل من شأن قوة الاتساق في عاداتك المسائية. قد يبدو الأمر بطيئًا في البداية، ولكن مع مرور الوقت، سترى الفرق الذي يحدثه في حياتك.

 

8) التسويف وعقلية “سأفعل ذلك غدًا”

 

هناك مقولة تقول: “لماذا تفعل اليوم ما يمكنك تأجيله إلى الغد؟” ولكن عندما يصبح هذا شعارًا يوميًا، فقد يعيق تقدمك في الحياة بشكل خطير.

 

يخبرنا علم النفس أن التسويف المزمن لا يتعلق فقط بسوء إدارة الوقت. بل إنه في الواقع قضية معقدة تنطوي على صعوبات في تنظيم الذات، والخوف من الفشل، وحتى السعي إلى الكمال.

 

على سبيل المثال، إذا كنت تخبر نفسك باستمرار أنك ستبدأ مشروعًا جديدًا أو ستتقدم بطلب للحصول على وظيفة “غدًا”، فأنت في النهاية تهيئ نفسك للركود. إنه ليس مجرد تأخير في العمل – بل إنه تأخير في تقدم حياتك.

 

إن هذه العادة المتمثلة في التأجيل الدائم تدفعنا إلى حلقة لا تنتهي من التقاعس عن العمل. والجزء الأسوأ من ذلك هو أنها قد تجعلنا نشعر بالذنب والتوتر، ومع ذلك نجد أنفسنا عالقين في نفس المكان.

 

الحياة ليست سوى مجموعة من العادات والاختيارات الصغيرة التي نبنيها يومًا بعد يوم، والساعات المسائية تحمل مفتاحًا كبيرًا للتغيير. سواء كنت تستثمرها في التعلم، أو التأمل الذاتي، أو الراحة الجيدة، فإن الاستفادة من هذا الوقت بطريقة ذكية قادرة على فتح آفاق جديدة لنموك الشخصي والمهني. لذا، ابدأ الآن بمساء مختلف عن البارحة، واجعل من أمسياتك نقطة انطلاق نحو حياة أكثر اتزانًا وإشراقًا.

 

أوس ستار الغانمي

 

 

المصدر: شبكة النبأ