​المطران شكرالله نبيل الحاج؛

رسالة السيد المسيح (ع) إلى العالم هي السلام

أشاررئيس أساقفة أبرشية "صور" الكاثوليكية المارونية في لبنان المطران "شكر الله نبيل الحاج" في حديث خاص له مع وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية بمناسبة عيد رأس السنة الميلادية وذكرى مولد سيدنا المسيح (ع).

2025-01-01

قال أسقف أبرشية “صور” الكاثوليكية المارونية في لبنان ​المطران “شكر الله نبيل الحاج”​ بأن السيد المسيح (ع) الذي ولد في مثل هذه الأيام بشّر برسالة سلام وأوصى بحبّ الإنسان لا سيما من قريب منا.

 

وأشار إلى ذلك، رئيس أساقفة أبرشية “صور” الكاثوليكية المارونية في لبنان المطران “شكر الله نبيل الحاج” في حديث خاص له مع وكالة “إكنا” للأنباء القرآنية الدولية بمناسبة عيد رأس السنة الميلادية وذكرى مولد سيدنا المسيح (ع).

 

إن نصّ الرسالة كما يلي:

 

ما هی دروس السيد المسيح (ع) للبشرية جميعاً في هذا العصر؟

 

إن السيد المسيح (ع) نادى بوصية واحدة يقول فيها كل الوصايا وهي “حبّ الله وحبّ الإنسان” وحبّ قريبك بشكل خاص أي أنه (ع) يشير إلى الإنسان عامة والقريب الذي نعيش معه خاصة.

 

لا أظن أنه يكون لديه تعليم مختلف لو كان قد ظهر في هذه الأيام. “محبة الله بكل إرادة وإخلاص كما تحبّ نفسك ومحبة الآخر مثل ما تحبّ نفسك” هذه هي الرسالة.

 

نحن نؤمن بأنه عندما ولد المسيح (ع) أنشد ملائكة السماء وقالوا “الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَالرجاء الصالح لبني البشر” يعني السلام هي رسالة المسيحية الأولى بين الشعوب.

 

ما هو الدور المطلوب الذي على المسيحيين أداءه بالوضع العالمي الحالي؟

 

أنا أستطيع أن أتحدّث عن دوري وليس عن جميع المسيحيين وأستطيع أن أقول بأن علّمني السيد المسيح (ع) أن أحبّ الإنسان القريب مني وأحاول أن أتوصل أنا وهو إلى تفاهم وأن نتقبل بعضنا البعض وأن نتعايش مع الآخر بسلام وأخوة ومحبة وتعاطف وهذا ما جاءت به الديانة المسيحية وهذا هو دور كل مسيحي أن يصنع السلام من حوله.

 

ويقول السيد المسيح (ع) “طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون” إذا رسالة المسيحية هي رسالة سلام ورسالة محبة بالدرجة الأولى.

 

من الناحية العالمية، كل إنسان له الحق في الدفاع عن نفسه وبلده وحضارته وبالتالي يفترض على المسيحي الفلسطيني أن يدافع عن بلده كما يحقّ للبناني أن يدافع عن بلده وبالتأكيد يجب أن يكون هناك تضامن عربي مع الشعب الفلسطيني وهذا مطلوب من جميع شعوب المنطقة ونحن مع إحقاق الحق في فلسطين وإن فلسطين بالتاكيد هي العلامة الحصرية والتأريخية لمجيء المسيح (ع) على الأرض وهناك قضى حياته وجاء برسالته وبشّر بإنجيله.

 

ولهذا السبب تهمّنا القضیة الفلسطينية كثيراً ونحن مع العدالة في فلسطين ومن المفروض على كل مسيحي أن يتعرف على الوضع في فلسطين وأن يعرف بأن هناك غبناً كبيراً جداً بحقّ الفلسطينيين وإن الشعب الفلسطيني يحقّ له بدولة وإن المؤتمر العربي الذي أقيم في لبنان عبّر عن تضامن كبير مع الشعب الفلسطيني وإن كان ذلك على الورق.

 

على جميع شعوب العالم التضامن مع الشعب الفلسطيني حتى يكون لهم دولة مميزة ويكون شعبها حرّاً فيها ونحن نؤمن بأنه من خلال دعم الدول العربية وتخطيط سياسي ـ فلسطيني يمكن للشعب الفلسطيني إعادة بناء دولته.

 

بالتأكيد نحن نؤمن بأن للشعب الفلسطيني الحق في بلاده ولكن على ضوء الواقع وإن اليهود قاموا بإنشاء دولتهم(الكيان الصهيوني) منذ 1948 فنقول بأنه يحق للشعب الفلسطيني أيضاً بناء دولته ومن خلال الحلّ السلمي الذي يصل إلى دولة فلسطينية حرة.

 

كيف ينظر المفكرون المسيحيون اللبنانيون إلى المشروع الصهيوني والتدخل الإسرائيلي في سوريا بعد سقوط بشار الأسد؟

 

نحن نأمل أن يضع الحكم بسوريا في سلّم أولوياته القضية الفلسطينية مثل ما كان في عهد الرئيس بشار الأسد وإن شاء الله كل العرب يعودوا إلى التضامن مع فلسطين قولاً وفعلاً.

 

ما هي النقاط المشتركة بين تعاليم الديانات السماوية الثلاثة والمشاكل التي تعرقل التقارب اللاهوتي بين الديانات التوحيدية الثلاث؟

 

إن النقاط المشتركة بين الديانات هي كثيرة أولها وأهمها أن الديانات الثلاثة تؤمن بالله الواحد فإن الديانات اليهودية والمسيحية والإسلامية تؤمن بالله كما تؤمن بالأخوة بين البشر وهذا مبدأ لديها وفضلاً عن ذلك فإنها تنادي بالسلام وهذا الأمر الذي يجب العمل عليه.

 

ولكن السلام أمامه عقبات كثيرة وبالتأكيد هو بحاجة إلى تضحيات وإصرار ووقفة مشتركة من الدول العربية جميعاً لبناء دولة فلسطينية تجمع الشعب الفلسطيني الذي يستحق أن يكون له أرض ودولة وأن يتمتع بحرية وحق تقرير المصير ونحن يجب أن نتضامن معهم وأن نكون قريبين منهم.

 

المصدر: ايكنا