بعد التأخير الذي فرضته جائحة كوفيد والقيود المفروضة على الدورة الأولمبية السابقة التي احتضنتها العاصمة اليابانية طوكيو، نظمت العاصمة الفرنسية النسخة الأخيرة للأولمبياد دون أي قيود، حيث استهلتها بحفل افتتاح طموح على ضفاف نهر السين، واستفادت من المواقع الشهيرة التي تمتلكها.
لقد جلب الحضور الجماهيري الضخم الحماسة والبهجة على المنافسات، وقد كافأهم ذلك بتألق البطل المحلي ليون مارشان، الذي فاز بأربع ميداليات ذهبية في منافسات الألعاب المائية.
واحتل الفريق البارالمبي البريطاني المركز الثاني في جدول الميداليات خلف الصين، بينما تألق رياضيون أمثال كيلي هودجكينسون وأليكس يي وفريق التجديف في الألعاب الأوليمبية، لكن نقص الذهب أدى إلى هبوط فريق بريطانيا العظمى إلى المركز السابع بجدول الميداليات.
قبل بضعة أسابيع من أولمبياد باريس، كان المنتخب الإنجليزي على مشارف التتويج بأول لقب كبير في مسيرته منذ عام 1966 خلال مشاركته ببطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2024)، التي استضافتها ألمانيا في الصيف الماضي.
وتمكن المنتخب الإنجليزي من اجتياز الأدوار الإقصائية في البطولة القارية، قبل أن يصعد للمباراة النهائية، التي خسرها 1 / 2 أمام منتخب إسبانيا، ليكتفي بالحصول على الوصافة.
ورغم الثبات في البطولات الكبرى الذي لم يضاهيه أي من أسلافه، قرر جاريث ساوثجيت، المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، أن الوقت قد حان للتخلي عن منصبه، ليخلفه المدرب الألماني توماس توخيل، الذي بات مكلفا بمحاولة تحقيق أفضل نتيجة لمنتخب (الأسود الثلاثة) في نهائيات كأس العالم 2026 بالولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وعلى مستوى الأندية، حقق مانشستر سيتي إنجازا تاريخيا باحتفاظه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للموسم الرابع على التوالي، ولكن رغم الدفعة التي حصل عليها بعد تمديد الإسباني جوسيب جوارديولا عقده مع النادي، فإن الفريق السماوي عانى من نتائج كارثية في الفترة الأخيرة، جعلته بعيدا تماما عن سباق المنافسة على لقب المسابقة العريقة مبكرا.
وقادت الأمريكية إيما هايز فريقها تشيلسي للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات مرة أخرى، قبل أن تخوض تحديا جديدا عبر المحيط الأطلسي وتقود منتخب الولايات المتحدة للظفر بالميدالية الذهبية في منافسات كرة القدم النسائية بأولمبياد باريس، في حين حصل فريق سيلتيك على الثنائية المحلية (الدوري والكأس) بأسكتلندا في موسم 2023 / 2024.
وشهد عام 2024 رحيل اثنين من أساطير التنس، فيما فرض النجوم الشباب هيمنتهم على ألقاب اللعبة البيضاء بعد انتظار طويل.
واعترف كل من البريطاني آندي موراي والإسباني رافائيل نادال بالهزيمة في معاركهما ضد الإصابات التي طاردتهما في السنوات الأخيرة، وتسببت في تراجع مستواهما.
وتلقى موراي وداعا مؤثرا في بطولة إنجلترا المفتوحة (ويمبلدون)، قبل أن يخرج من دور الثمانية في منافسات زوجي الرجال بأولمبياد باريس، الذي خاضه برفقة مواطنه دان إيفانز.
كانت الألعاب الأولمبية أيضا هدفا رئيسيا لنادال، الذي فشل في الحصول على ميدالية إلى جانب مواطنه كارلوس ألكاراز، قبل أن يقرر النجم المحنك إنهاء مسيرته الحافلة مع التنس، عندما خاض الأدوار النهائية لبطولة كأس ديفيز، التي أقيمت بإسبانيا.
وفاز ألكاراز بلقبين آخرين في بطولات (جراند سلام) الأربع الكبرى، حيث توج ببطولتي فرنسا المفتوحة (رولان جاروس) وإنجلترا المفتوحة (ويمبلدون).
لكن لاعب الموسم كان بلا شك هو الإيطالي يانيك سينر، الذي فاز بأول بطولتين له في المسابقات الأربع الكبرى، ليتربع حاليا على صدارة التصنيف العالمي للاعبي التنس، رغم أن قضية المنشطات التي تورط فيها مؤخرا لا تزال معلقة وتركت طعما مرا بالنسبة له.
وفاز النجم الصربي المخضرم نوفاك ديوكوفيتش بالميدالية الذهبية الأولمبية التي طال انتظارها، قبل أن يقرر تعيين أندي موراي مدربا له.
ولا يزال الهولندي ماكس فيرستابن يهيمن على بطولة العالم في فئة السائقين بسباقات سيارات فورمولا1 للعام الرابع على التوالي، رغم المنافسة التي وجدها من منافسه البريطاني لاندو نوريس خلال الموسم المنصرم.
كما نعى عالم الرياضة وفاة أسطورة ليدز يونايتد الإنجليزي روب بورو عن عمر يناهز 41 عامًا بعد معركة بطولية مع مرض العصبون الحركي، التي أدت إلى زيادة الوعي وجمع الأموال في مكافحة هذه الحالة المرضية المدمرة.
برز نجم رياضي جديد في عالم السهام، حيث وصل لوك ليتلر، الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 16 عامًا، بشكل مذهل إلى نهائي بطولة (بي دي سي) العالمية قبل أن يثبت بشكل قاطع أنه لم يكن مجرد صدفة بعدما قدم موسما رائعا.
سيثير تقدم المراهق الإنجليزي الكثير من الاهتمام في عام 2025، بينما ستحتل الرياضة النسائية مركز الصدارة مع كأس العالم للرجبي في إنجلترا وبطولة أوروبا لكرة القدم للسيدات وكأس العالم للكريكيت.