في ذكرى استشهاد الحاج قاسم والحاج أبومهدي:

حكاية دمٍ ينبتُ وطناً

خاص الوفاق : على أجنحة الفجر، تحلّ ذكرى لا تمحوها الأيام، حيث ارتفعت أرواحٌ سطّرت بأقدامها قصائد الوطن، وأيقظت بصمتها شوارع الكرامة. هنا، نتوقف عند ذكرى استشهاد رجلين كانت خطاهما ترتّل أهازيج النصر: الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس

2025-01-01

الدكتورة بتول عرندس

 

على أجنحة الفجر، تحلّ ذكرى لا تمحوها الأيام، حيث ارتفعت أرواحٌ سطّرت بأقدامها قصائد الوطن، وأيقظت بصمتها شوارع الكرامة. هنا، نتوقف عند ذكرى استشهاد رجلين كانت خطاهما ترتّل أهازيج النصر: الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس.

 

هما لحن الخنادق، وصهيل الأرض،

 

رجلان من طين هذا العالم، لكنّ أرواحهما حكاية عن سماء لا تغيب. كانا يقفان عند حواف الجراح، ينظران إلى الخوف في عينيه ويهزمانه. ما بين صوت القذائف ونبض الأرض، كانا يبنيان وطناً من ضوءٍ لا ينطفئ.

 

في وجه العاصفة، كانت أكتافهما سوراً،

 

لا يهتزّ أمام رياحٍ تعربدت في ظلال الظلم. كانا يعرفان أن الدم حين يكتب على جدران الوطن، لا يمحو صموده أحد. مثل نسمة الريح في حقول القمح، امتدت أرواحهما لتزرع أملاً يتجدّد، ويغني للحياة في وجه الموت.

 

هما وجع الأرض وفرحها،

 

دمٌ سال لكنه لم ينطفئ، بل صار نهرًا يسقي صبر الأمهات ويكبر مع حلم الأجيال. من بغداد إلى طهران، ومن كل أرضٍ عربية، كان للحزن أن يكتب، وللشهادة أن تنشد أهازيجها.

 

يا قاسم، يا أبا مهدي،

 

يا من كنتم أسراراً تمشي على الأرض، نذوراً مرفوعة لأجل كل طفلٍ يشتهي الأمن، وكل أمٍّ أرهقتها الحرب، وكل شيخٍ وقف تحت زيتونةٍ يقرأ آيات النصر.

 

في ذكراكم، تُضاء القناديل،

 

وتعود الشمس لتلقي بشعاعها على مقابر الشهداء، حيث الأزهار لا تذبل، وحيث العهد يبقى حيًّا في القلوب.

 

سلامٌ عليكم، أيها العابرون إلى الخلود،

 

يا من نحتتم من وجوهكم طابعَ الكرامة، وتركتم لنا إرثًا من المجد، نحمله في قلوبنا مثل أغنية لا تنتهي.

 

هكذا أنتم، ذكرى لا تُمحى، وقصة لا تموت، وشعلة تُنير دروب الأحرار.

 

المصدر: الوفاق/ خاص