الخبير اللبناني "جهاد أيوب" لـ "الوفاق":

الشهيدان “سليماني” و “المهندس” بيادر المقاومة والإنتصار

خاص الوفاق: المقاومة تعني الجمهورية ا لإسلامية وحزب الله اللبناني واليمن والعراق وفلسطين، هذه مقاومة الله ضد أمريكا التي نحن نقاتلها.

2025-01-03

موناسادات خواسته

 

حين تكون الشهادة ولادة جديدة لنهج وخط لطالما آمن بحق الشعوب بالعيش بكرامة، ولطالما آمن بضرورة مواجهة المحتل. نتكلم عن مثال واضح وباهر، وهو شهادة القادة الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما، في الذكرى الخامسة لإستشهاد القادة الشهداء، من إيران إلى العراق مروراً بلبنان وسوريا وغيرها، ذكرى القادة ما زالت حية لا تموت. وفي الذكرى الخامسة للقادة الشهداء.

 

كلام من القلب إلى القلب، كلام من الشهيد أبو مهدي المهندس بحق قاسم سليماني، وكلام من الشهيد قاسم سليماني بحق أبو مهدي المهندس. على أعتاب ذكرى استشهاد قادة النصر الشهيد سليماني والشهيد أبومهدي المهندس أجرينا حواراً مع الناقد والإعلامي اللبناني الأستاذ “جهاد أيوب” الذي له كثير من النشاطات وتكرّس إسمه كناقد بفعل تراكم الخبرة، وقدّم خلال خمسين عاماً مسيرة متفردة في مجال الصحافة والإعلام، وبَصمَته المهمة في هذا المجال تتحدث عنه، فكان الحوار عن دور قادة النصر في المنطقة، الحديث عن الصواريخ اليمنية التي دكّت الكيان الصهيوني، وفيما يلي نص الحوار:

 

اليوم نحتاج الشهيد سليماني

 

بداية سألنا الأستاذ “جهاد أيوب” عن دور الشهيد سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس في المنطقة ومواجهة داعش والكيان الصهيوني، فقال: اليوم نحتاج الشهيد سليماني، نحتاج الفكر الإستراتيجي، والإنسان الصبور، والقيمة الإنسانية الربانية… نحتاجه بكل جوارحنا، وبكل فصل من زماننا هذا… الشهيد سليماني لم يكن مجرد حالة عابرة، ولا قائد لجبهة معينة، كان ولا يزال من قادة جنود المهدي المنتظر(عج)، وكل ما قدّمه في سيرته الدنيوية إلى حين استشهاده ” بروفا” ليوم ظهور المخلص.

 

والشهيد أبو مهدي المهندس السند والصادق والوفي وصاحب الرايات والعفيف، كان المفكر والقائد، والرحمن جمعه مع الشهيد سليماني لتتحقق معجزات النصر على صناعة الشيطان الأكبر أميركا!

 

نعم داعش صورة عن الصهيونية في بلاد المسلمين، والصهيونية نظير الشيطان في بلاد الغرب، ولا تقوم هذه الصهيونية إلا على الدماء والقتل والفناء، ولكن الله أرسل إلى هذه الصهيونية جنوده بقيادة السيد حسن نصرالله وسليماني والمهندس… هذا الثالوث أنقذ المنطقة، وطهّر الأرض، وزرع في البشرية كيفية الجهاد ضد أعداء الله والإسلام والمسيحية والإنسانية… إنهم ثالوث الحقيقة، والثنائي سليماني والمهندس بيادر المقاومة والإنتصار.

 

إغتيال قادة المقاومة

 

وعندما سألنا “أيوب” لماذا أميركا تقوم بدعم الكيان الصهيوني، وخرق سيادة الأراضي واغتيال قادة المقاومة؟ هكذا رد علينا بالجواب: نحن في كل حروبنا لا نقاتل الصهاينة والكيان المؤقت، “إسرائيل” مجرد عصابة زرعتها بريطانيا كي تحتل من خلالها خيرات بلادنا، وحمتها أميركا التي بدورها تؤمن باستحمار واستغلال الشعوب وتمزيق الإسلام، وبصراحة هذا المشروع يحصد النتائج الجيدة، ولكنه لا يعرف ماذا ينتظره من قبل المقاومة، والمقاومة يعني الجمهورية الإسلامية وحزب الله اللبناني واليمن والعراق وفلسطين، هذه مقاومة الله ضد أميركا التي نحن نقاتلها، وهي تريد منّا أن نتلهى بربيبتها “إسرائيل”، و “إسرائيل” مجرد عصابة تحتل مساحة من الأرض العربية وضعت عليها طائرات وصواريخ إجرامية أميركية!

 

من هنا ندرك أن قادة المقاومة يشكلون الخطر الأول على الجبروت والاحتلال الأميركي فتعمل هذه الأخيرة على اغتيالهم!

 

ما يميز أميركا إنها تفكّر باستراتيجية استغلال الشعوب وأرضهم وتشويه دينهم على المدى الطويل، ولا تؤمن بالذبح من خلال القطنه، هي واضحة ولكن المصيبة بمن يصدقها، وينتظر كذبها، ويفرح لإحتلالها لبلاد الأشقاء والأهل والمسلمين، وجعنا يأتي من خيانات من يدعي صديقنا وابن عمنا!

 

أميركا أكثر دولة شيطانية واضحة، وكل قائد وناجح ومقاوم يشكل ضرراً على مصالحها فتعمل على إغتياله… إن الإغتيالات الأميركية لقادتنا المقاومين ولعلماء العلوم والأطباء شعار بقاء كيانها الإستثماري الإستعماري… وهذا لا يتحقق اليوم إلا من خلال إحتلال النفوس وتشويه الدين بإدخال إسرائيليات عليه!

 

نعم أميركا الشيطان الأكبر، وفي المقابل هنالك من باع حياته لنصرة الله، ومؤمن بنصرالله، ويقرأ كتاب الله، ويجهز العدة لعتاد الله، هؤلاء المقاومة المؤمنة بالله، وفي كل حروبنا مع أميركا أو مع فروعها يخرج الإيمان كله لمواجهة الكفر كله!

 

مستقبل المنطقة جُبل بدماء القادة الشهداء

 

وحول تأثير إستشهاد قادة المقاومة على مستقبل المنطقة، يقول أيوب: نحن في لبنان جربنا استشهاد القادة، ومع سقوط كل شهيد كان النصر حليفنا… واليوم بعد استشهاد سليماني والمهندس ونصرالله المعادلات اختلفت، والجبهات أيضاً أصبحت أكثر وضوحاً، والأحلاف واقعية بكل تموضعها، والثأر اختلف… نحن اليوم نقتل من خلال الثأر، وهنا الخلاص والانتصار والانتظار اليقين!

 

مستقبل المنطقة جبل بدماء القادة الشهداء في المقاومة، والمقاومة خط استراتيجي متعدد الخطوط لكنه ذا هدف موحد، والهدف ينطلق منه أهدافاً حسب تموضع المقاومة في منطقتها، وهذه الأهداف تصب في خدمة رسالة الله، والله رحمن لمن يعتمد عليه!

 

رغم كل هذه الرسائل الإعلامية والسياسية الملغومة، وسقوط دمشق، وتزايد عدد الشهداء في فلسطين ولبنان، وسياسة الأرض المحروقة التي تعتمدها إسرائيل بقرار أميركي وبريطاني والماني وفرنسي وغربي، إلا أن النصر قريب وحليف المقاومة، فالتاريخ علمنا أن النصر لأهل الأرض، والرحمن أخبرنا أن الفوز للصابرين أصحاب البصيرة والمؤمنين!

 

نعم المنطقة تغلي من همجية الحضارة الأميركية والغربية الدامية، وسعي هذه الأفعال الشيطانية إلى إسقاط دول المقاومة بحجة السيطرة على المنطقة لن يتحقق، ولن تدوم هذه الأفعال، لآن هكذا أفعال شيطانية تولد انفعالات إيمانية راسخة فيها رحمة وقوة، وهذا هو سر رجال المقاومة اشداء على الأعداء ورحماء فيما بينهم… أنا متفائل جداً لوضوح الصورة والمساحة والمنطقة، ومن يؤمن بالله لن ينزله الله عن الحق والحقيقة.

 

الجبهة اليمنية تفعل فعل العجائب

 

فيما يتعلق بالصواريخ اليمنية التي دكت العدو الصهيوني، يقول أيوب: الجبهة اليمنية تفعل فعل العجائب، وهي اليوم أكثر إلاماً على العدو، إن اليمن يشكل في ذاكرة التاريخ أصول التاريخ، وفي العروبة أصل العرب وليس الأعراب، وفي الإسلام الثبات والإيمان، وهذه حقائق يدركها العدو ومن معه… من هنا تأتي الصواريخ اليمنية في مكانها الجهادي الصح، وتفعل فعلتها في حروب ضرورية للجم الشيطان الأميركي وفروعه!

 

هذه العصابة الصهيونية في فلسطين المحتلة لا تفهم بالسلام والاتفاقات والمعاهدات، بل تفهم وتُلجم بالقوة!

 

وأقول لمن يراهن على الدبلوماسية الأميركية بحجة تحقيق اهدافه باحلامه هو واهم، ولا يقرأ التاريخ، وستجره هذه العباطة إلى المجهول… أميركا دولة استعمارية استثمارية شيطانية لا تؤمن بحرية الشعوب، ولا تؤمن بالدول بل تؤمن أن كل الدول من حولها مجرد مزارع لها، وعلينا أن نعترف أن كل الدول التي أبرمت معاهدات مع أميركا رؤساءها مجرد نواطير عندها، ومصلحة أميركا الاستثمارية الاستحمارية للشعوب هي الأساس، أما الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان استبدلتها أميركا بحقوق الحيوان كما تشتهي!

 

يد الله مع الحق

 

وفي الختام يقول أيوب: نحتاج إلى التبصر أكثر بفهم قيمة الأوطان وحقوق الإنسان في القرآن، وإلى أن يد الله مع الحق، وتنظيم الصفوف، والابتعاد عن أن أميركا دولة العدل، وبأننا نستطيع إجرام اتفاقات سلام هدنة معها، فهكذا عقلية ساذجة وعبيطة… لا تخاف أميركا إلا من المقاومة، ولا تنتهي العصابة الإسرائيلية في فلسطين إلا من خلال القوة… انتبهوا أي عباطة في كذبة الدبلوماسية مع أميركا ستوصلنا إلى التلاشي والهاوية!

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص