وأكّدت المصادر السبت، إصابة صهيونيين اثنين بجروح خطرة بإطلاق نار في القدس، مشيرة إلى أن مجموعة كبيرة من قوات الاحتلال هرعت إلى المكان في الأثناء.
وقالت وسائل اعلام صهيونية: إن “إصابة الجريحين الإسرائيليين تعدّ خطرة”، وأن “واحداً منهما فاقد للوعي”.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل فيديو قيل إنه من مكان عملية إطلاق النار في سلوان في القدس المحتلة.
*منفذ العملية يبلغ من العمر 13 عاماً
وذكر الإعلام الصهيوني: أن منفذ العملية حالته حرجة.
وتداول الناشطون فيديو قالوا إنه لمنفذ العملية الذي كان يتجول في المنطقة وحين شاهد المستوطنين أخرج مسدساً كان بحوزته وأطلق النار تجاههما.
وأفادت تقارير بأن منفذ العملية يبلغ من العمر 13 عاماً، وأن الاحتلال يقوم الآن بالتحقيق معه رغم إصابته.
وتحدّثت وسائل إعلام عن “صدمة في الكيان الصهيوني بعد إصابة إسرائيليين بجروح خطرة في عملية إطلاق نار جديدة في القدس”، وأكّدت “استمرار العمليات الفدائية في القدس برغم الانتشار الأمني الكبير لقوات الاحتلال”.
وأشارت إلى أن “60% من جيش الاحتلال الصهيوني ينتشر في الضفة الغربية”.
وبعد العملية، رأت وسائل إعلام صهيونية أن “الإشكالية في هذه الهجمات أن لا عنوان للتوجه إليه فالمنفذ هو منفرد يملك السلاح ويختار الوقت الذي يريده”.
يشار إلى أن عملية سلوان في القدس المحتلة أتت بعد ساعات قليلة على عملية القدس، حيث أعلنت شرطة الاحتلال الجمعة وقوع 7 قتلى، بالإضافة إلى 3 جرحى في القدس المحتلة.
*رفع حالة الاستنفار إلى أعلى مستوى
الجدير بالذكر أن وسائل إعلام صهيونية نقلت قرار المفتش العام للشرطة الصهيونية كوبي شفتاي، برفع حالة الاستنفار إلى أعلى مستوى لدى الاحتلال الصهيوني، وذلك في أعقاب تقدير للوضع أجراه على خلفية عملية القدس.
يشار إلى أن قوات الاحتلال الصهيوني نفذّت مجزرة في مخيم جنين قبل أيام، راح ضحيتها 10 شهداء.
*الفصائل الفلسطينية تشيد بعملية سلوان البطولية
في السياق أشادت الفصائل الفلسطينية، السبت، بعملية سلوان البطولية التي تأتي في أعقاب عملية الشهيد خيري علقم، الجمعة، في القدس المحتلة.
وعدّ المتحدث باسم حركة “حماس”، حازم قاسم، العملية الفدائية في سلوان في القدس المحتلة، تأكيداً على استمرار الفعل المقاوم على كل الأرض المحتلة.
بدورها، باركت حركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين العملية الفدائية في مدينة القدس، التي تنتفض من جديد في وجه الاحتلال.
وبارك المتحدث باسم حركة “الجهاد الإسلامي”، طارق عز الدين، العملية البطولية في القدس، وعلى الاحتلال أن يدفع ثمن جرائمه.
وقال عز الدين، إنّ العمليات البطولية هي “الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال”، مشيراً إلى أنّنا “نعيش حالة انتفاضة مسلحة حقيقية، وهذا هو المشهد الطبيعي حتى إزالة الاحتلال”.
ورأت “الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين” في بيان، أنّ هذه العملية من قلب مدينة القدس، تؤكّد أنّ الصراع مفتوح مع العدو الصهيوني على كل بقعة من أرض فلسطين.
من جهتها، قالت “حركة المجاهدين” الفلسطينية إن عملية سلوان “ترسخ صوابية النهج المقاوم في الرد على جرائم المحتل وغطرسته وبطشه”.
هذا وشددت لجان المقاومة في فلسطين على أنّ عملية سلوان البطولية “رسالة للعدو الصهيوني بأنّ الثأر لدماء الشهداء لن ينتهي ولن يتوقف إلا بزوال هذا الكيان عن أرضنا ومقدساتنا”.
*عزاء جنين يتحوّل إلى أفراح.. والاحتفالات تعمّ فلسطين المحتلة
هذا وتحوّل عزاءٌ أقامته عائلات بعض الشهداء، الذين ارتقَوا في مجزرة جنين، إلى فرح عارم، بعد أن وصلت أخبار تنفيذ عملية ضد المستوطنين الصهاينة في القدس المحتلة.
وتعالت أصوات التكبير في بيوت العزاء، في مخيم جنين، وتفاعل المعزّون بالهتاف لفلسطين والشهداء، والتبريك بنتائج العملية، الأمر الذي حوّل بيوت العزاء إلى مكان لاستقبال المهنئين بالعملية البطولية.
وعمّت الاحتفالات القدس المحتلة، عندما خرج مئات المواطنين تعبيراً عن فرحهم بالعملية، التي شكّلت انتقاماً عاجلاً بعد المجزرة التي قام بها الاحتلال الصهيوني في مخيم جنين.
وخرج مئات المواطنين إلى شوارع مدن قطاع غزة، ابتهاجاً بالعملية، وتحوّلت تجمعات المواطنين إلى مسيرات جابت الشوارع والساحات في جنوبي القطاع المحاصَر ووسطه وشماليه.
وكانت شرطة الاحتلال أعلنت وقوع 7 قتلى، بالإضافة إلى 3 جرحى إصاباتهم خطرة للغاية، و2 جروحهما متوسطة، في عمليةٍ وُصفت بالمعقدة والخطيرة للغاية، شمالي القدس المحتلة.
وأطلقت المقاومة الفلسطينية صاروخين من قطاع غزة، فجر الخميس، في اتجاه مدينة عسقلان المحتلة، رداً على العدوان الصهيوني على مخيم جنين، والذي أدّى إلى ارتقاء 10 شهداء، بينهم سيدة، ووقوع عدد من الإصابات.
*الاحتلال يقتحم سجن “مجدو” ويعزل 40 أسيراً خارج غرفهم
بموازاة ذلك ذكرت وسائل اعلام عبرية ، أنّ “مصلحة السجون تعاقب أسرى أعربوا عن فرحتهم بعملية إطلاق النار في القدس”.
وأشار الإعلام الصهيوني إلى أنّ قوات الاحتلال “عاقبت عشرات الأسرى الأمنيين بالانفرادي لأنّهم أعربوا علناً عن فرحتهم بعملية الجمعة في القدس”.
وأضاف: أنّه “في عددٍ من السجون، أعرب الأسرى الأمنيين علناً عن فرحتهم بالنداءات والتصفيق في أعقاب العملية”، مشيراً إلى أنّ “جميع الأسرى المتورطين عوقبوا بالسجن الانفرادي، وفي عدة وحدات جرت عمليات اقتحام وتفتيش شامل”.
من جانبها، قالت جمعية واعد للأسرى إنّ عمليات اقتحام لثلاثة سجون هي مجدو وعوفر والنقب خلال الساعات الماضية شهدت نقلاً تعسفياً وعزلاً انفرادياً بحق عدد من الأسرى.
*الشرطة الصهيونية تقتحم منزل منفذ هجوم القدس
إلى ذلك اقتحمت الشرطة الصهيونية فجر السبت منزل خيري علقم منفذ هجوم القدس، واعتقلت 15 شابا كانوا بداخل المنزل في منطقة رأس العامود في بلدة سلوان.
واحتجزت السلطات الصهيونية 42 شخصا من أقارب عقلم وأصدقائه، للتحقيق معهم، حسبما أفادت وسائل إعلام فلسطينية وصهيونية السبت.
ورفعت الشرطة الصهيونية حالة التأهب إلى أعلى مستوى اعتبارا من صباح السبت، في جميع أنحاء البلاد، ودعا المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، المواطنين للتبليغ عن أي حالة اشتباه.
واندلعت مواجهات بين المقدسيين والشرطة في نقاط عديدة من أطراف مدينة القدس، منها سلوان وسلواد وبيت حنينا والطور والعيسوية وشعفاط.
ودارت في سلوان مواجهات أعنف، حيث أطلق الشبان المفرقعات النارية بكثافة على الشرطة، بينما ردت الأخيرة بإطلاق وابل مكثف من قنابل الغاز المسيل للدموع على البيوت.
*منفذ عملية القدس اسمه كجده الذي أعدمه مستوطن قبل 25 عاما
هذا وكشفت مواقع محلية فلسطينية أن منفذ عملية القدس المحتلة، والتي قتل فيها ثمانية مستوطنين الجمعة، يحمل اسم جده، خيري علقم، الذي استشهد على يد مستوطن متطرف عام 1998.
وخيري علقم الحفيد من مخيم شعفاط ويبلغ 21 عاما من العمر، ولا يوجد أي نشاط تنظيمي له، ويعمل في قطاع الكهرباء بعد أن أنهى دراسته من مدرسة الطور الشاملة في مدينة القدس المحتلة.
وبحسب مصادر محلية، فإن الشاب خيري علقم، يحمل اسم جده وهو الشهيد خيري علقم، الذي استشهد بتاريخ 13 أيار/ مايو 1998، بعدما طعن على يد مستوطن حتى الموت.
واعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني ، والد الشهيد خيري علقم، بعد وقت قليل، من إعلان هوية منفذ العملية، فيما تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد للحظة الاعتقال.
*حزب الله: عملية القدس أربكت العدو وكشفت هشاشة أمنه وإجراءاته
في السياق اشاد حزب الله بالعملية الاستشهادية البطولية التي نفذها الشهيد المجاهد خيري علقم في القدس المحتلة وادت الى سقوط عشرات المستوطنين بين قتيل وجريح.
ويعتبر حزب الله أن هذه العملية رد فعل سريع وحاسم وجريء على العدوان والمجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني في مخيم جنين، وصفعة قوية لحكومة المتطرفين والفاسدين.
ويدين بشدة ازدواجية المعايير الظالمة والمرفوضة التي تمارسها بعض الحكومات الغربية ومعها بعض الحكومات العربية بالتواطؤ والصمت عن المجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني في مخيم جنين وأدت إلى استشهاد العديد من أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم، وفي الوقت نفسه تبادر هذه الحكومات إلى إدانة العملية الدفاعية التي نفذها الشهيد علقم وسائر العمليات التي تنفذها المقاومة الفلسطينية، وهي عمليات تقرها الشرائع السماوية والقوانين والمواثيق والأعراف الدولية دفاعا عن الحق والأرض والسيادة.
*الجهاد الإسلامي: مواقف الإمارات وتركيا من عملية القدس “خيانة للشعب الفلسطيني”
بدورها وصفت حركة “الجهاد الإسلامي” المواقف التي أبدتها كل من تركيا والإمارات بشكل خاص، عن عملية القدس بأنها “خيانة للشعب الفلسطيني الذي يقتل يوميا بفعل الإرهاب الصهيوني”.
مدير المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي داود شهاب، قال إن بيانيْ الإدانة اللذين أصدرتهما الخارجيتان التركية والإماراتية، بشأن عملية القدس، يمثلان “ردة عن الموقف العربي والإسلامي والأخلاقي، وخيانة للشعب الفلسطيني الذي يقتل يوميا بفعل الإرهاب الصهيوني “.
وقال الناطق باسم الحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، طارق سلمي، إن “المواقف العاجلة التي صدرت عن سفراء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن عملية القدس البطولية، تفضح مجددا ازدواجية المعايير الغربية، وتكشف وجها من أوجه سياسة الكيل بمكيالين التي تتبعها تلك الدول، والتي تتجاهل حجم الألم والمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بفعل الإرهاب الذي يمارسه جيش الاحتلال”.
*عملية القدس تثير قلق الاحتلال: الشرطة تطلب من المستوطنين حمل السلاح
من جهة اخرى نقلت وسائل إعلام صهيونية، السبت، عن الناطق باسم شرطة الاحتلال أنّ من “لديه رخصة حمل سلاح فليحمل سلاحه معه”.
وأشار موقع عبري، إلى أنّ رئيس الأركان الصهيوني هرتسي هليفي أعلن استدعاء قوات من لواء المظليين، صباح السبت، للانتشار في مناطق الضفة الغربية المحتلة.
*غالانت يقطع زيارته لواشنطن
كما أكّدت وسائل إعلام صهيونية، في وقت متأخر من مساء الجمعة، أنّ رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وصل إلى مكان العملية الفدائية في القدس المحتلة، بعد أن ذكرت، في وقت سابق، أنّه “سيُجري في وقت عاجل تقييماً للوضع الأمني”.
وأفاد الإعلام العبري ، في أعقاب العملية، بأنّ وزير الأمن، يوآف غالانت، سيقطع زيارته للولايات المتحدة، ويعود الليلة على متن أوّل رحلة متوجهة إلى الأراضي المحتلة.
*مستوطنون يحملون بن غفير مسؤولية الهجوم
ووصل وزير الأمن القومي للاحتلال، المتطرف إيتمار بن غفير، إلى مكان العملية في وقت متأخر، وواجهه مستوطنون بهتافات تحمّله مسؤولية ما حدث، قائلين له إنّ “الهجوم وقع في ظلّ مسؤوليتك عن الأمن”، بينما ردّ بن غفير، متوجهاً إلى المستوطنين، بأنّه يجب أن يهتفوا: “الموت للمخرّبين”.
وبعد أن اشتد الصراخ في وجهه، انسحب بن غفير سريعاً من موقع العملية، وسط حراسة أمنية مشددة.