وتأكيد على انتصار المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن

إحياء مُهيب لذكرى إستشهاد الفريق سليماني ورفاق دربه

أحيا الإيرانيون الذكرى الخامسة لإستشهاد الفريق الحاج الشهيد قاسم سليماني ورفيقه الحاج الشهيد أبو مهدي المهندس ورفاقهما، بمراسم تأبينية في مختلف محافظات البلاد.

2025-01-03

وتوافد الإيرانيون على مزار الشهيد الحاج قاسم سليماني في محافظة كرمان )جنوبي البلاد(، أمس، وأقيمت العديد من الفعاليات في مختلف المحافظات لإحياء الذكرى السنوية الخامسة لاستشهاد الفريق سليماني، وشدد المشاركون في المراسم على مواصلة نهج الشهيد، معربين عن إيمانهم بانتصار المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن.

 

واحتضنت العاصمة طهران مؤتمرات وفعاليات لتكريم ذكرى الشهيد سليماني وفاقه الشهداء وأدواره الكبيرة في دعم جبهة المقاومة، حيث انطلقت الفعاليات في طهران تحت شعار “أنصار سليماني” في مركز المؤتمرات الدولية ببرج ميلاد، بحضور القادة العسكريين وشخصيات سياسية بارزة إلى جانب كبار المسؤولين وأجانب، كما تميزت بتنظيم خاص يهدف إلى تكريم عوائل شهداء الدفاع عن المقدسات والأمن.

 

وأكد المشاركون في الفعالية على أهمية إحياء ذكرى الشهداء، لتقدير تضحياتهم من أجل استقرارنا وعزتنا، مؤكدين على دور الحاج قاسم في الدفاع عن المستضعفين ونصرة المظلومين في جميع أنحاء العالم.

 

وتتضمّن الفعالية، التي تستمر لأيام، فقرات تكريمية لعوائل الشهداء، وكلمات رسمية من الشخصيات الحاضرة، وعروضا فنية وثقافية تعكس القيم الوطنية والمبادئ التي دافع عنها الشهيد سليماني ورفاقه في ميادين الشرف والكرامة، وأيضاً تشكل فرصة لتجديد العهد مع تضحيات الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الدفاع عن الوطن.

 

وجاءت هذه الفعالية كجزء من سلسلة أنشطة تستمر لأيام، تشمل مراسم تكريمية في مختلف أنحاء ايران، وتهدف هذه البرامج إلى تسليط الضوء على التضحيات الكبيرة التي قدّمها الشهيد سليماني في تعزيز جبهة المقاومة، إضافة إلى استحضار دوره الاستراتيجي في الحفاظ على أمن البلاد، بالإضافة إلى ترسيخ القيم التي دافعوا عنها.

 

*مراسم مهيبة في العراق

 

في العراق، نظّمت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بغداد حفلاً تأبينياً في الذكرى الخامسة لاستشهاد قادة النصر، وشارك في هذا الحفل عدد كبير من كبار المسؤولين والدبلوماسيين والشخصيات السياسية.

 

السفير الإيراني في العراق محمد آل صادق المستضيف في الحفل اعتبر أنه من الواجب تكريم دماء الشهيدين أبومهدي المهندس والحاج قاسم سليماني، كلاهما رمزاً للوحدة بين الشعبين. وقال آل صادق في كلمته: نحيي الذكرى الخامسة لاستشهاد قادة النصر وأبطال محاربة الارهاب العالمي في وقت تشهد فيه المنطقة بعد عمليات “طوفان الأقصى” تطورات كبيرة وسريعة ومؤثرة.

 

من جهته، اعتبر رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني، الذي رعى الحفل التأبيني، إن الدماء التي سالت في العراق ولبنان لن تذهب هدراً، بل هي رمز للنصر الحقيقي. وقال المشهداني في كلمته: هؤلاء ضحوا بأرواحهم وفعلوا ما يجب عليهم لكي ينالوا الشهادة، نصرهم الله (جل وعلا) ولم ينهزموا لحد الآن، لن ينهزموا إلى أن تقوم الساعة لأن الشهادة هي النصر الحقيقي وهي التكريم الرباني لعباده الصالحين.

 

كما أقيمت في القنصلية الإيرانية في النجف الأشرف في جنوب العراق مراسم تأبين شهداء قادة النصر. وأكد المشاركون السير على نهج القادة الشهداء في مواجهة التحديات وسيادة الأمة الإسلامية ودعم حركات المقاومة، كما شهدت روضة الشهيد أبومهدي المهندس في مقبرة “وادي السلام” توافد مئات الزوار لإحياء ذكرى الاستشهاد.

 

* الميزة البارزة للشهيد سليماني

 

من جانبه، قال النائب الأول لرئيس الجمهورية، محمد رضا عارف، في معرض إشارته إلى الخصائص والميزات البارزة للشهيد قاسم سليماني: إن هذا الشهيد العظيم لجبهة المقاومة كان يحمل مجموعة من الصفات والخصائص البارزة أهمها وعلى رأسها الأخلاق. وأضاف: إن ميزة الأخلاق كانت قد أثّرت على سائر خصائص الشهيد سليماني، ولذلك فإنه جعل سائر الميزات بمستوى ميزة الأخلاق.

 

*الشهيد سليماني كان قائد المقاومة العالمية

 

من جانبه، قال قائد القوة الجوية العميد حميد واحدي: إن ثقافة جبهة المقاومة هي نفس فكر وطريق سيد الشهدا(ع)، والتي تزداد قوة كل يوم، والشهيد سليماني لعب دوراً لا يعوض في قوة جبهة المقاومة، وقال: الشهيد سليماني كان قائد المقاومة العالمية ولعب دورا لا يعوض في جبهة المقاومة. وأضاف: من المؤكد أن في المستقبل القريب سيواصل عدد كبير من شباب وطلبة مدرسة الحاج قاسم طريق المقاومة بقوة أكبر. وتابع: ثقافة جبهة المقاومة هي نفس فكر وطريق سيد الشهداء(ع)، والمقاومة تزداد قوة كل يوم.

 

* سد منيع أمام الإرهاب

 

من جهته، قال نائب رئيس منظمة التعبئة لشؤون العمليات العميد نصرت الله سيف: إن الشهيد الحاج قاسم سليماني كان قائداً استطاع بتأثيره على قلوب المناضلين من أجل الحرية دحر الإرهاب خارج حدود إيران الإسلامية، وتوفير الأمن للمنطقة والبلاد. وأضاف العميد سيف، مساء الخميس، في مؤتمر “البصيرة والمقاومة” بمناسبة ذكرى استشهاد الحاج قاسم سليماني، في إشارة إلى المكانة الرفيعة لهذا الشهيد: إن لقب “قائد القلوب” لا يمنح لأحد بسهولة، وهذا اللقب أطلق عليه منذ عهد الدفاع المقدس (1980-1988) وقبل تواجده في جبهة المقاومة، وهو نتيجة سنوات من العزة والفخر والخدمة المخلصة للشعب والثورة.

 

إلى ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية، إسماعيل بقائي، في رسالة بمناسبة الذكرى الخامسة لاستشهاد قادة النصر: أن في الوقت الذي كانت فيه الحرب تعتمد على الأسلحة والكثير من القنابل وجثث القتلى، كان الجنرال سليماني يُعرف “بجنرال القلوب”.

 

من جانبه، رأى مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية “كاظم غريب آبادي”، خلال مراسم احياء ذكرى شهداء قادة النصر، ان مكافحة الإرهاب أمر صعب؛ ولكنه حياتي وحيوي؛ مضيفاً: إنه وفي حين كان الشرق الأوسط على وشك الوقوع في هاوية الإرهاب التكفيري، تولى الشهيد القائد قاسم سليماني قيادة مكافحة الإرهاب.

 

وبيّن مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية إن الإرهاب يدمر أمن واستقرار الدول، ويؤدي إلى انعدام الأمن وعدم الاستقرار السياسي؛ مُضيفاً بأن إيران لم تكن ضحية للإرهاب فحسب، بل أيضاً رائدة عالمياً في مكافحته.

 

المصدر: الوفاق/وكالات