“التضليل الإعلامي”، سلاح جديد وخطير للاحتلال الصهيوني ضد محور المقاومة

تُظهر التطورات الأخيرة أن الاحتلال الصهيوني يسعى من خلال صناعة الروايات الإعلامية الزائفة إلى إظهار مدى نفوذه في هيكل المقاومة، وعرض تفاصيل تسلطه على المنطقة.

2025-01-04

وكالة مهر للأنباء- قسم الشؤون الدولية : في أعقاب إعادة ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، أعلن القادة العسكريون والخبراء في مجال الدراسات الاستراتيجية عن مفهوم “الحرب الهجينة” الجديد. في هذه المرحلة الجديدة من الحروب الحديثة، تهدف الدول إلى تحقيق أهدافها ضد المنافسين والأعداء باستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب التقليدية، والتكتيك، والحرب النفسية، والتشكيلات غير المنتظمة، والأعمال الإرهابية، والقوة العشوائية الناجمة عن الأفعال الإجرامية. واحدة من الأدوات الفعالة في هذا النوع الجديد من الحروب هي استخدام “السلاح الإعلامي”، وبالتحديد “العمليات النفسية”.

أثناء الصراع بين محور المقاومة والاحتلال الصهيوني، كانت وكالات الإعلام الغربية تحت تأثير ونفوذ اللوبي اليهودي، حيث كانت تقوم بالتغطية الإعلامية لصالح تل أبيب، محاولين تنفيذ ثنائية “الهمجية” و”التمدن” وفقًا لمعايير نتنياهو. في أحدث جولة من العمليات النفسية ضد جبهة المقاومة، يحاول كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين في إسرائيل من خلال مقابلات مع وسائل الإعلام المختلفة، إظهار سيطرتهم المعلوماتية على “المنطقة الرمادية” وكشف تفاصيل إجراءاتهم للجمهور. يبدو أن هذه السياسة تهدف إلى إظهار القوة المعلوماتية للاحتلال الصهيوني أمام الدول المجاورة، وخاصة أعضاء محور المقاومة.

 

في 20 ديسمبر 2024، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” مقابلة مع بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، الذي ادعى فيها “الانتصار على محور المقاومة”. في بداية المقابلة، حاولت الصحيفة أن تصور موضوع محاكمات نتنياهو في سياق الصراع بين محور المقاومة والاحتلال الإسرائيلي على أنه أمر غير مناسب.

 

في المقابلة، بدأ نتنياهو بشرح الوضع الأمني في “السابع من أكتوبر” والهجوم الذي شنته حماس. وادعى أن هذه المعركة كانت أسوأ من حرب “يوم كيبور” وأن هدفه كان تغيير النظام في الشرق الأوسط. وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن إدارة بايدن طلبت منه عدم شن هجوم على حزب الله. كما تحدث عن الخلاف مع أمريكا بشأن الهجوم البري على غزة، حيث كانت أمريكا تسعى إلى “تقليم أظافر حماس” بينما كانت إسرائيل ترغب في “استئصال” حماس. كما أشار إلى بعض القضايا الخلافية مثل نهاية الحرب في غزة ووجود القوات الصهيونية في محور فيلادلفيا.

 

وفيما يخص بداية الحرب في لبنان، ادعى نتنياهو أنه لم يكن هناك خيار لتجاهل حزب الله في الجبهة الشمالية، ولذلك قرر الهجوم على الحزب في أكتوبر، أي قبل انتخابات نوفمبر الأمريكية. وأضاف أن حسن نصر الله كقائد عسكري لم يكن يقود الحرب فحسب، بل كان يقود محور المقاومة بأسره، ولذلك كان يجب استهدافه. كما ادعى أن إسرائيل قد استهدفت أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية في 26 أكتوبر وهاجمت مصنعًا لإنتاج الصواريخ ذات الوقود الصلب في إيران.

 

وفي نهاية المقابلة، أشار نتنياهو إلى سقوط بشار الأسد، مدعيًا أن إسرائيل دمرت المنشآت العسكرية السورية “حتى لا تقع هذه الأدوات في أيدي الجماعات الجهادية (الإرهابية)”. وطرح هذه الادعاءات رغم أن أحمد الشرع قد وصف التغيير السياسي في سوريا كحدث يصب في مصلحة أمن إسرائيل ويمنع نشوب حرب. يبدو أن الهدف من هذه المقابلة هو أن نتنياهو يحاول تسويق رواية لانتصار مزعوم في المعركة التي استمرت 15 يومًا مع إيران.

 

أعلنت شبكة سي. بي. إس الأمريكية يوم الخميس 19 ديسمبر أنه من المقرر أن تجري ليسلي ستال مقابلة مع اثنين من العملاء السابقين لجهاز الموساد، تحت الأسماء المستعارة “مايكل” و”جابرييل”، حول عملية “البيجر” في برنامج “60 دقيقة” يوم الأحد الساعة 19:30. خلال المقابلة، من المتوقع أن يتحدث عملاء الموساد بشكل سري ومع تغيير في أصواتهم عن تفاصيل العملية، التي وقعت في السابع عشر والثامن عشر من سبتمبر، حيث تم الكشف عن تفاصيل العملية وأسرارها، وأدى الهجوم الإرهابي إلى استشهاد ما لا يقل عن 30 شخصًا وإصابة 3 آلاف آخرين.

 

المصدر: وكالة مهر

الاخبار ذات الصلة