لطالما كانت مكتبة ومتحف ملك الوطني واحدة من الوجهات لمحبي الثقافة والفن الإسلامي الإيراني من مختلف دول العالم، لذلک تحاول هذه المجموعة الثقافية توسيع علاقاتها وتعاونها على الصعید الدولي لتکون قادرة على تقديم نفائس وقدرات مکنزها للعالم أكثر من أي وقت مضى.
تمكنت هذه المجموعة، التي وقفها الحاج حسين آغا ملك، الواقف المعاصر الکبیر في إيران، لصالح الحرم الرضوي الشریف عام 1937، من تقديم خدمات قيمة لعامة الناس، بما في ذلك غير الإيرانيين، كأول متحف وقفي خاص في إيران وواحدة من المكتبات الست المهمة في البلاد في مجال المخطوطات.
في ما يلي سنستعرض مجموعة مختارة من أهم أنشطة وإنجازات مكتبة ومتحف ملك الوطني علی الصعید الدولي.
القدرات الدولية للمتحف
تحاول هذه الموقوفة التواصل مع بعض المؤسسات الدولية مثل المجلس الدولي للمتاحف (ICOM) أو المعهد الثقافي ECO أو بعض المتاحف في العالم والتعريف بمتحفها.
وفي هذا الصدد، كان عدد من الخبراء من متاحف العالم من الصين وفرنسا، وكذلك الدول العربية في المنطقة، ضيوفا على متحف ملك الوطني، مما أدى إلى عقد لقاءات متخصصة وورش عمل تعلیمیة والتعریف بهذه المتاحف في هذه الموقوفة.
من ناحية أخرى، كان خبراء من مكتبة ومتحف ملك الوطني حاضرين أيضا على الساحة الدولية وعرفوا العالم علی قدرات هذا المتحف.
على سبيل المثال، يمكننا أن نذكر حضور هؤلاء الخبراء في مؤتمر «المخطوطات وقواعد البيانات» في باريس وبعض مؤتمرات ICOM.
مما لا شك فيه أن مكتبة ومتحف ملك الوطني، الذي يحتوي على مکانز متنوعة، لديه أيضا قدرات واسعة في المجال الدولي، على سبيل المثال، يمكن ربط هذه المجموعة بالبلدان التي تقع ضمن حدود إيران الثقافية، أي أن لديها تراثا ثقافيا مشتركا مثل المخطوطات والعملات المعدنية التاريخية و…
وقد استفادت هذه الموقوفة في الماضي من هذه القدرة لإقامة معرض « أعمال میرسيد علي الهمداني» بالتعاون مع طاجيكستان ومعرض « التراث المشترك لإيران والعراق كما ترويه أعمال مكتبة ومتحف ملك الوطني».
أحدث إنجاز دولي للمجموعة
في السنوات الأربع الماضية، كان لمتحف ملك الوطني أيضا تعاون مشترك قيم مع بعض المتاحف الصينية ، مما أدى إلى عرض مجموعة مختارة من لوحات مکنز ملك في معرض « مکانز مشرق الأرض» في متحف شنغهاي للفنون و المقتنيات، وحضور متحف ملك الوطني في ثلاث نسخ من مؤتمر السياحة الإيراني الصيني المشترك، وزيارة مجموعات من الخبراء والفنانين الصينيين إلى متحف ملك الوطني.
في غضون ذلك، في الحدث الأخير، الذي تم إبرام مذكرة تفاهم مشتركة بين متحف شنغهاي للفنون والمقتنيات في الصين ومكتبة ومتحف ملك الوطني، شهدنا افتتاح معرض مشترك للأعمال الثقافية والفنية الإيرانية والصينية بعنوان «غيوم طريق الحرير التي لا نهاية لها» في أكتوبر من هذا العام في هذه الموقوفة في طهران.
في الواقع، تضمن المعرض أعمالا من مكتبة ومتحف ملك الوطني، مثل لفيفة فريدة بالخط الصيني تعود إلى 500 عام، بالإضافة إلى مخطوطة لفن مدرسة هرات، بما في ذلك صور سلاطين كاشغر، ومجموعة مختارة من الأعمال الثقافية والفنية من متحف شنغهاي للفنون، التي جاءت إلى طهران تماشيا مع التبادلات المتحفية والدبلوماسية الثقافية من قبل هذه الموقوفة الثقافية للعتبة الرضویة المقدسة.
كما أقيم حفل افتتاح معرض «غيوم طريق الحرير التي لا نهاية لها» في مكتبة ومتحف ملك الوطني بحضور ضيوف مميزين مثل« زونیک بی وو» السفير الصيني لدى إيران،و«هو مو تشین»، مدير متحف شنغهاي للفنون المقتنية، وكذلك حسن الفرطوسي، الأمين العام للجنة الوطنية لليونسكو في إيران.
تقديم الخدمات للباحثين الأجانب
كما يرتبط جزء من أنشطة مكتبة ومتحف ملك الوطني علی الصعید الدولي بتقديم الخدمات للمجموعات البحثية الدولية، في الواقع تقدم هذه المجموعة خدمات واسعة للباحثين الأجانب على مدار العام، بما في ذلك الباحثين في المخطوطات والفنون الإسلامية والعلوم الإسلامية والثقافة والحضارة الإيرانية.
وفي هذا العام، تواصل الجمهور غير الإيراني مع مكتبة ملك الوطنية شخصيا وعبر الفضاء الإفتراضي، مثل إرسال رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية، واستفادوا من خدمات المكتبة مثل استلام نسخة مصورة من مخطوطات مكنز مکتبة ومتحف ملك.
تضم هذه الموقوفة الثقافية العديد من البرامج أیضا، مثل التوسع في نشر الكتالوجات والموارد والأعمال متعددة اللغات.
فعلى سبيل المثال، تقوم بإعداد كتيبات باللغتين العربية والإنجليزية، كما وفرت مكتبة ومتحف ملك الوطني الأرضية لإعداد الکتالوجات باللغة الصينية بالتعاون مع هذا البلد.
استضافة الزوار غير الإيرانيين
تعد مكتبة ومتحف ملك الوطني أيضا واحدة من الوجهات السياحية المهمة في طهران التي لفتت انتباه الزوار الأجانب منذ فترة طويلة، حيث قام في الأشهر التسعة من هذا العام 149 شخصا غیر ایراني بزيارة هذه المجموعة وتعرفوا على مکنز ملك ونفائسه التي لا مثيل لها في قاعات المتاحف المختلفة والجذابة.
کما استضافت هذه المجموعة زيارات لمجموعات من الطلاب غير الإيرانيين في يوم الطالب هذا العام.
كما أقامت مكتبة ومتحف ملك الوطني حفل استقبال عيد النوروز 1403 في آذار من العام الماضي، بحضور مجموعة من طلاب اللغة الفارسية من غير الإيرانيين المقيمين في طهران في هذه المجموعة الثقافية.
من ناحية أخرى، حاولت هذه الموقوفة تجاوز الزيارات المادیة للمتاحف، إلى طرق الاتصال الرقمية والافتراضية، ومن خلال ذلك التواصل مع مختلف دول العالم.
