موناسادات خواسته
الأحداث التي يمر بها الشرق الأوسط لها صدى كبير، ومحور المقاومة يسجل يوماً بعد يوم إنجازات كبيرة، ومن الواضح أن اليمنيين اكتسبوا خبرة من أحداث الأشهر الأخيرة والصراع المباشر مع الولايات المتحدة والتحالف الغربي والكيان الصهيوني.
إن أرض اليمن والمقاومة الأسطورية لشعبها منذ عام 2015، رغم الهجمات الشديدة والحصار الرهيب واللاإنساني للتحالف المناهض لليمن، شهدت فترة مليئة بالعجائب في تاريخ هذه المنطقة من العالم.
بعد عملية “طوفان الأقصى”، كانت حركة أنصار الله والقوات المسلحة اليمنية هما اللتان شنّتا سلسلة من الهجمات الصاروخية وعبر الطائرات بدون طيار دعماً لشعب غزة المضطهد، وألحقتا ضربات قاصمة بالبنية العسكرية والاقتصادية الصهيونية، ومنها الصواريخ في الفترة الأخيرة التي دكّت عمق الكيان الصهيوني، وبهذا الصدد أجرينا حواراً مع الدكتور عمرو معديكرب حسيـن الهمداني، عضو مجلس الشورى اليمني ورئيس المجلس العلمي للدار المحمدية الهمدانية للدراسات والأبحاث، وهو باحث آكاديمي له العديد من الدراسات والمؤلفات، وفيما يلي نص الحوار:
تطورات المنطقة
كانت بداية الحديث عن التطورات الأخيرة التي نشهدها في المنطقة، حيث قال الدكتور عمرو معديكرب الهمداني: شهدت المنطقة عدة متغيرات منذ بداية عملية “طوفان” الأقصى والتي تعتبر أهم متغير في العقد الأخير والذي نتج عنه إنهيار منظومة التطبيع التي عمل عليها الإحتلال خلال عقود من الزمن وإن كان التطبيع قائما فعلياً؛ لكن تأثيراته ستكون هشة غير متماسكة.
في 27 نوفمبر 2024 دخل إتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والإحتلال الصهيوني، بوساطة أميركية – فرنسية، حيّز التنفيذ، ليطوي بذلك شهوراً من المواجهة العسكرية وجبهة الإسناد لغزة التي ذهب إليها حزب الله في أعقاب السابع من أكتوبر 2023، التي تحوّلت في سبتمبر 2024 إلى جبهة مواجهة رئيسة، نفّذ من خلالها الكيان سلسلة من الضربات للحزب وقياداته. في المقابل، كان هناك نصر محقق لحزب الله فكما نعلم أن العدو الصهيوني ومَن يسانده لا يرضخ للإتفاقات بصورة حقيقية إلا تحت ضغط حقيقي وانتصار محقق وهو ما حققه حزب الله بامتياز.
كما أضاف المتغير السوري، عبر التطورات الأخيرة وسقوط نظام بشار الأسد، بُعداً آخراً مهماً في الحسابات الإستراتيجية للفاعلين الإقليميين، وحاول الكيان الغاصب أن يسوّق له على أنه إضعاف إضافي للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، التي باتت وحيدة ومنعزلة وفقاً للتوصيف الصهيوني.
الصواريخ اليمنية والقضية الفلسطينية
عندما سألنا عضو مجلس الشورى اليمني عن الصواريخ اليمنية الأخيرة التي أربكت حسابات التحالف الأمريكي- الصهيوني، والتأثير الذي تركه في المنطقة، قال: هنا يأتي الدور اليمني الذي انحاز منذ البداية إلى القضية المركزية قضية فلسطين المحتلة ووقف مجاهداً ومقاتلاً وحقق إنتصارات عظيمة في معركة الفتح الموعود المساندة لعملية “طوفان الأقصى”.. حقق اليمنيون انتصارات متتالية على أعظم القوى العالمية واستطاعوا أن يفرضوا قواعد اشتباك جديدة تتناسب مع قدراتهم العالية .تشعر الدول العظمى (الدول الاستكبارية) أمريكا وبريطانيا أنها أمام معضلة حقيقية غير قادرة على تحقيق أي انتصار ممكن أمام الهجمات اليمنية الناجحة تماماً.
لقد أصيبت أمريكا وبريطانيا بالإحباط العسكري فهما منذ عشر سنوات تمارسان الإرهاب ضد اليمن واليمنيين من خلال دعمهما ومساندتهما للعدوان على اليمن؛ ولكنها لم تستطيعا تحقيق أي اهداف تذكر وكلما زادت عملياتهما زادت صلابة اليمنيين وقدرتهم على الصمود وتطوير قدراتهم العسكرية باستمرار ووصولاً إلى صواريخ الفرط صوتية.
تطور الصواريخ اليمنية
أما حول تطور الصواريخ والصناعات الدفاعية في اليمن ودول محور المقاومة التي أثبتت هشاشة الكيان الصهيوني، قال معديكرب الهمداني: مرحلة صواريخ الفرط صوتية مرحلة مهمة ومتطورة في حركة الجهاد والمقاومة انتقل فيها اليمن إلى بُعد آخر ومؤثر تماماً على قوى الاستكبار وأثبت ذلك هشاشتها وهشاشة الكيان الصهيوني الذي أصبح عاجزاً اليوم عن اتخاذ أي رد فعل عسكري وكل ما قام به لا يتعدى عدة ضربات غير مؤثرة يتلقاها الشعب اليمني منذ عشر سنوات وتعتبر عادة لدى المجتمع اليمني منذ بداية العدوان في 2015 .
تمكنت الضربات الصاروخية اليمنية من إحراز انتصار حقيقي ومؤثر على الكيان الصهيوني ومَن يسانده من القوى الاستكبارية العظمى أمريكا وبريطانيا ولم يعد أمام العدو الصهيوني إلا الرضوخ الى شروط صنعاء لإنهاء هذه العمليات التي أثبتت نجاحها وقدرتها العالية.
قادة النصر ومحور المقاومة
وعندما سألنا الدكتور معديكرب الهمداني عن رأيه حول دماء قادة الشهداء وكيف تركت أثرها وهل باغتيالهم تتوقف المقاومة؟ هكذا ردّ علينا بالجواب: دماء الشهداء دائماً هي المحرّك الرئيس والمهم لقوى المقاومة ومهما كانت التضحيات فدائماً نجد تلك الدماء هي نافذة أمل جديد نحو تحقيق انتصارات كبيرة مستقبلاً بإذن الله .ولن تتوقف عمليات محور المقاومة طالما تلك الدماء أمام أعيننا ويجب أن يستوعب العدو أنه كلما زادت عملياته وزادت تضحياتنا زادت في المقابل قدراتنا على الصمود والتطور، وما يحدث في اليمن هو أكبر دليل.
دماء قادة الشهداء المحرّك الرئيس للمقاومة
وأخيراً، سألنا الدكتور الهمداني: لماذا الكيان الصهيوني الجبان، وبدعم أمريكي، يقوم باغتيال قادة المقاومة وعدم احترام سيادة الأراضي الدولية؟ فقال: يعتقد الكيان الصهيوني أنه باغتيال القيادات المقاومة يحدث انكسار في صفوف المجاهدين والحقيقة أثبتت العكس من ذلك، وقد أثبت حزب الله خطأ حسابات العدو الصهيوني، فبعد استشهاد سيد المقاومة زادت حدة العمليات وحقق حزب الله انتصاراً واضحاً وهاماً ضدّ العدو ولم يتأثر الحزب والمقاومة باستشهاد السيد حسن نصرالله، وإنما العكس منذ ذلك كانت دماء السيد حسن وغيره من القيادات هي المحرك الرئيس لتلك المقاومة الصلبة والمؤثرة.
وأخيراً، أكرر أنه يجب علينا اليوم، أقصد كافة محاور المقاومة، توحيد صفوفها وإعادة قدراتها لتوجيه ضربات موجعة ومؤثرة في المدى القريب فالعدو لا ينام وأيضاً نحن لن ننام.