“18 ألف قدم”.. وثائقي یروي تواجد إيران في سوريا

یحکي الفيلم الوثائقي "18 ألف قدم"(18 هزاربا) من إخراج مهدي شامحمدي قصة مختلفة عن حصار مدينة الفوعة في سوريا ومقاومة أهالي هذه المدينة بمساعدة الإيرانيين ضد جبهة النصرة، والتي لم یتناولها أحد حتی الآن.

 

يبدأ هذا الفيلم الوثائقي بقصة حياة أحد سكان الفوعة السورية الذي يروي أجواء هذه المدينة قبل الحرب، ثم قصة حصار هذه المدينة من قبل جبهة النصرة والمعاناة التي عاشها أهالي هذه المدينة لمدة ثلاث سنوات. والجزء الأخير من هذا الفيلم یروي مساعدة الإيرانيين لأهالي هذه المدينة عبر طائرة تحمل الوقود والدواء والغذاء، مما يجعل أهل هذه المدينة يقاومون الحصار الجائر الذي تفرضه جبهة النصرة.

 

لكن هذا الفيلم بعيدا عن موضوع الحرب والأضرار التي تسببها لحياة الناس، فإنه يحاول في جزء منه أن يظهر إلى أي مدى يمكن للتيار المنحرف أن يجعل الناس عنيفين وقاسيين، لأنه قبل هجوم جبهة النصرة في مدينة الفوعة، يعيش أهالي هذه المدينة المكونة من سنة وشيعة وعلويين حياة طيبة وهادئة معا، ولا يؤثر اختلاف الدين على حياة الناس. وهنا يُظهر مخرج الفيلم جيدا كيف أن التفكير التكفيري المثير للانقسام يتسبب في أن یتنازع أناس كانوا أصدقاء وجيران من قبل.

 

وعلی الصعید ذاته، تحدث المخرج شامحمدي عن تفاصيل هذا الفيلم وقال: حققت مجموعة الطيران العسكري الإيرانية في سوريا (قوات الإنزال الجوي) أرقاما قياسية فريدة خلال فترة إيصال المساعدات الجوية إلى أهالي الفوعة وكفريا في سوريا حیث أرسلوا ومن ارتفاع 18 ألف قدم، طرودا من المواد الغذائية والوقود إلى الشعب الذي حاصرته جبهة النصرة لمدة ثلاث سنوات.

 

وأضاف: كان ينبغي أن يتم رمي طرود المواد الغذائية والوقود إلى منطقة الفوعة وكفريا بدقة بالغة حتى لا تقع هذه الطرود في أيدي مسلحي جبهة النصرة المتواجدين على مسافة قصيرة من قوة المقاومة الشعبية. وتم ذلك في الوقت الذي کان یتم فيه إطلاق العديد من الصواريخ على الطائرات مما کان یجبر الطيارين الإيرانيين على التحليق على ارتفاع 18 ألف قدم.

 

وأكد المخرج أن الطيارين الإيرانيين لم يفعلوا ذلك من أجل تسجيل الرقم القیاسي والدعاية، وكان هدفهم الوحيد هو مساعدة الآلاف من النساء والأطفال الذين وقعوا في الحصار القاتل في سوريا، لكن من الجيد أن يتم ذكر هذه القضايا أيضا في وسائل الإعلام.

 

وختم بالقول: هناك أشياء كثيرة لم تذکر حول تواجد إيران في سوريا والمساعدات الإنسانية التي قدمتها إيران للشعب السوري خلال هجوم داعش على هذا البلد، والتي لم يتم تناولها في وسائل الإعلام مطلقا وآمل أن يكون الوثائقي “18 ألف قدم” فرصة لإثارة هذه القضايا وذکر الحقائق.

 

وجاء في ملخص الفیلم: “منذ أكثر من ثلاث سنوات والفوعة محاصرة من قبل مسلحي جبهة النصرة، ويعيش الأهالي ظروفا صعبة جدا. أدت التحيزات الطائفية إلی إشعال نار حرب فتاکة في مدينة كان الشيعة والسنة يعيشون یوما فيها جنبا إلى جنب. كل يوم يقتل المزيد من الأطفال والأمل الوحيد للناس یعلق علی الطائرات التي تسقط لهم طرود الغذاء والوقود.”

 

المصدر: ايسنا