سيد احمد رضا المؤمن رئيس ملتقى النجف الأشرف الثقافي للوفاق

إيران لم تتخلّ يوماً واحداً عن حلفائها

خاص الوفاق: محور المقاومة يعتمد في أغلبه على الشعوب وليس الحكومات والأنظمة

2025-01-08

سهامه مجلسي

—-

يبذل أعداء المقاومة جهودهم في التخطيط لإيقاع الفتنة بين مكونات ومجتمعات محور المقاومة في محاولة مستمرة لتشويه صورة التضامن والموقف الموحد لهذا المحور، وهم ينفقون لذلك مليارات الدولارات التي تذهب أدراج الرياح، ولا تجد لها صدى يُذكر في أوساط الشعوب التي بدأت تُدرك وتفهم مغزى موقف محور المقاومة من فلسطين وشعبها وباقي قضايا الأمة العادلة والمحقّة. فمحور المقاومة بأكمله ما زال ثابتاً في موقفه ولم يتخلَّ أي طرف منه عن أصدقائه، ولم يُظهر أي تهاون أو مساومة تجاههم مع العدو، إن محور المقاومة، رغم كل التحديات، لا يزال ثابتاً، وعزيمته أقوى من أي وقت مضى، ليواصل طريقه نحو تحقيق أهداف الأمة وصون كرامتها، وفي هذا السياق حاورت صحيفة الوفاق السيد احمد رضا المؤمن رئيس ملتقى النجف الأشرف الثقافي، وفيما يلي نص الحوار :

 

ما هي رؤيتكم للأوضاع في منطقة غرب آسيا في ظل التغيّرات الخطيرة الأخيرة في سوريا وإستمرار العدوان الصهيوني على غزة ؟

 

لا شك أن الوضع عموماً يشهد تغييرات سياسية خطيرة تستهدف شعوب المنطقة عموماً ومحور المقاومة خصوصاً ومحاولة القضاء عليه، هذه التغييرات جرت ولا تزال برعاية مخابرات الإستكبار العالمي وبالتعاون تام مع إحدى دول المنطقة التي وفرت أقصى أشكال الدعم لما حدث من إنقلاب الجماعات المسلحة وإيصالها للسلطة. ويبدو أن الأمر في طريقه للتصاعد والتطور مع إستلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهامه الرئاسية وحرصه على تحقيق الأحلام الصهيونية ومنها توسيع رقعة نفوذ الكيان الصهيوني أو كما يسمونه الصهاينة في أدبياتهم (من النيل إلى الفرات). وهذا الأمر يتطلب من محور المقاومة إعادة تموضع لمناطق القوة والضعف العسكرية لها في المنطقة وتغيير الكثير من إستراتيجياتها وإسلوب التعاطي مع الجبهات الداخلية والخارجية وعدم الإعتماد على منطق العقل عند الأعداء لأنه أمر مفقود عندهم تماماً وليس لديهم شيء يفهمونه سوى منطق القوة والخوف .

 

كما تعلمون فإن هناك حملة إعلامية ضخمة تستهدف الجمهورية الاسلامية الإيرانية ما هي أبعاد هذه الحملة برأيكم؟

 

طبعاً هي حملة ظالمة كاذبة منافقة لأن إيران لم تتخل يوماً واحداً عن حلفائها وفي أصعب الظروف بدليل أن دمشق كان متوقعاً لها أن تسقط منذ العام ٢٠١١ م بكل الحسابات السياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها ولكنها بقيت صامدة وإستعادت الدولة عافيتها بشكل شبه كامل لغاية العامين الماضيين لولا سوء تقدير حكومة بشار الأسد الذي إستبدل حليفه الوفي  بحلفاء من بعض الدول فكانت النتيجة هي ما رأيتم من إنهيار النظام بأكمله خلال أقل من عشرة أيام .

 

إيران لم تخذل حزب الله في لبنان ولا لحظة بل قدمت كبار قادتها في الحرس الثوري شهداء خلال معركة «أولي البأس» وعلى رأسهم الشهيد نيلفروشان الذي إستشهد مع سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله ولا تزال تتحمل مسؤولية إعادة إعمار لبنان من آثار القصف الصهيوني رغم كل العقبات التي يضعها العملاء في طريقهم،  وكما هو معروف للجميع دعمها بكل الأشكال أيضاً إلى الشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة .

 

إلا أن الأعداء يركزون على أحداث ونقاط معينة يحاولون من خلالها إستفزاز القيادة الإيرانية للحصول منها على رد إنفعالي غير محسوب يحقق لهم أهداف أخرى يعملون عليها بالوقت الذي إشتهر القادة الإيرانيون بعقلية «حائك السجاد» الإستراتيجية التي تخطط للمدى البعيد . كما أن محور المقاومة يعتمد في أغلبه على الشعوب وليس الحكومات والأنظمة وهو ما يعني صعوبة بالغة في إمكانية إتخاذ مواقف وقرارات في صالح المحور وأقرب مثال على ذلك هو المشكلة الجغرافية، فلكم أن تتخيلوا كيف كان يمكن أن يكون شكل المنطقة لو كانت إيران مجاورة لفلسطين أو حتى سوريا !

 

وعلى أي حال فإن أبناء وأنصار محور المقاومة مطالبون أكثر من أي وقت بممارسة جهاد التبيين للرد على هذه الحملات المنافقة .

 

بالنسبة إلى سوريا.. ما هو توقعكم للمشهد السياسي والأمني فيها مستقبلاً؟

 

أتوقع بأن تتحقق قراءة ونبوءة ولي أمر المسلمين سماحة الإمام السيد القائد الخامنئي دام ظله الوارف الذي أكد بأن غيارى الشعب السوري سوف لن يسكتون على العدوان والإحتلال الصهيوني وأنهم سيقاومونه بلا شك .

 

أما النظام السوري الحالي لا أتوقع وجود أي أفق سياسي للتعامل معه ولذلك أرى بأن الحل هو أن يتم الدفع والضغط بإتجاه المجيء بقوى سياسية معتدلة عبر الأنتخابات أو غيرها تقود إلى تهدئة الاوضاع ويمكن التعامل معها سياسياً .

 

وماذا عن العراق ، كيف تقرأون المشهد السياسي فيه ؟

 

المرحلة القادمة تتطلب رجال قلوبهم كزبر الحديد لا يبالون بالتضحيات في سبيل قضيتهم وهذا الأمر مطلوب في العراق أكثر من غيره، أتوقع في الأيام القادمة أن الولايات المتحدة الأمريكية ستعمد إلى التضييق الإقتصادي على العراق للضغط على قوى المقاومة والحشد الشعبي لتحقيق تراجع في مواقف العراق وصولاً إلى محاولة حصول تطبيع علني مع العدو الصهيوني.

 

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص