تجاوز عدد الذين ماتوا تجمدا بسبب البرد الشديد في أفغانستان منذ بداية فصل الشتاء الحالي 170 شخصا. وتشهد أفغانستان أبرد شتاء في الأعوام الأخيرة حيث انخفضت درجة الحرارة في العاصمة كابل ليلا إلى 10 درجات تحت الصفر، فيما بلغت 30 دون الصفر في مناطق أخرى. وتعيق الظروف الجوية السيئة الوصول إلى العديد من المناطق سيما في الأرياف، ويأتي هذا فيما يتجاهل الغرب حاجة الأفغان الى تعزيز المساعدات الدولية لا سيما بعد تردّي أوضاعهم على خلفية الإنسحاب الأمريكي الفاشل من بلادهم وقيام واشنطن بنهب أكثر من 7 مليارات دولار من أموال الشعب الأفغاني.
وفي حديث للأناضول، قال شفيع الله رحيمي، المتحدث باسم وزارة الدولة المسؤولة عن الكوارث الطبيعية التابعة لحكومة طالبان المؤقتة، إن مالا يقل عن 170 شخصا لقوا حتفهم تجمدا في عموم البلاد.
*المساعدات الدولية مهمة
ولفت رحيمي إلى أن معظم الخسائر تم تسجيلها في ولايات غور، وبدخشان ، وباميان ، وباكتيكا، وباكتيا. وأشار رحيمي إلى أن هناك العديد من القرى التي لا يمكن الوصول إليها في ولايتي باميان وغور سيما تلك الواقعة على جبال هندوكوش. وأردف: المساعدات الدولية مهمة بنسبة مائة بالمائة هذه الأيام لأن مساعداتنا ليست كافية ولدينا نقص في الإمدادات، لا يمكن السيطرة على الوضع إذا لم يكن بالإمكان مساعدة المحتاجين.
وذكر أنهم لم يتمكنوا من إيصال المساعدات الإنسانية إلا لنحو 30 ألف شخص حتى الآن . وكانت السلطات أعلنت وفاة 45 مدمن مخدرات يعيشون في الشوارع بولاية هرات غربي أفغانستان، تجمدا من البرد، منذ بداية فصل الشتاء الحالي. من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الزراعة والري والثروة الحيوانية في حكومة طالبان نفوق نحو 260 ألف رأس من الأبقار والأغنام والماعز في 20 ولاية في ظل تردي الأحوال الجوية.
*أزمة كهرباء
في سياق متصل، تواجه السلطات صعوبة في تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء في ظل الطقس البارد. وتحدث ساعات طويلة من انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك وسط العاصمة كابل، الذي يصله الكهرباء لمدة تتراوح بين 8 و 10 ساعات على الأكثر في اليوم.
*أمريكا ونهب أموال الأفغان
لا تكتفي الولايات المتحدة بفرض عقوبات اقتصادية على الدول، بل تَمضي في إجراءاتها هذه إلى أبعد من ذلك، لتتصرف بأموال الشعوب وحقوقها لمصلحتها. وتطال العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة الدول والشخصيات والكيانات السياسية الأخرى وفي هذا السياق، تجمّد أرصدتهم البنكية، وقد تتصرف بجزء منها.
وعقب الانسحاب الامريكي من أفغانستان، وقّع الرئيس الأميركي، جو بايدن، أمراً تنفيذياً يقضي بتجميد 3.5 مليار دولار من الأموال الأفغانية المحفوظة في الولايات المتحدة، كتعويض لضحايا أحداث 11 أيلول . كما تم الإفراج عن النصف الآخر من أصل المبلغ (7 مليار دولار) لإنشاء صندوق ائتماني “لمصلحة الشعب الأفغاني”. أدّت هذه الخطوة إلى استياء شديد في أفغانستان، وأحدثت أيضاً ضجة في المجتمع الدولي.
وكانت قد نشرت صحيفة “غلوبال تايمز” رسماً كاريكاتورياً تنتقد فيه القرار الأميركي. ويُظهر الرسم أن واشنطن أكلت نصف الطعام الموجود في الطبق (الأفغاني)، في إشارة إلى استخدامها نصف الأموال لمصلحتها.
* أمريكا تتجاهل صوت المجتمع الدولي
وبعد أن جمّدت الولايات المتحدة أصول البنك المركزي الأفغاني العام الماضي، أعرب المجتمع الدولي عن قلقه على نطاق واسع، لأن واشنطن جمّدت في الماضي أصول دول أخرى، الأمر الذي أدّى إلى أزمات إنسانية.
وقالت الصحيفة إنه “لا يحق للولايات المتحدة التصرف، بصورة تعسفية، في الأصول الخارجية للدول الأخرى من خلال قانونها المحلي، سواء كان ذلك تجميداً أو توزيعاً مباشراً”، مؤكدة أن قرارت واشنطن تفتقر إلى الأساس القانوني والدافع الأخلاقي”.
*ما حجم الأموال التي تحتجزها واشنطن؟
بعد قرابة شهر من سيطرة حركة “طالبان” على الحكم في أفغانستان، وانهيار السلطة التابعة للولايات المتحدة، قامت واشنطن بتجميد معظم أصول البنك المركزي، والبالغة 9.5 مليارات دولار، والتي يُحتفظ ببعضها في نيويورك، وفق صحيفة “إنسايدر”. وقال القائم بأعمال محافظ البنك المركزي الأفغاني، أجمل أحمدي، في وقت سابق، لصحيفة “نيويورك تايمز”، إن مخزوناً يبلغ نحو 7 مليارات دولار من احتياطيات البنك المركزي كان يحتفظ به بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، في حين تم إيداع 1.3 مليار دولار في حسابات دولية.