على أعتاب ميلاده المبارك

الإمام علي(ع) كعبة وُلِدَ في الكعبة

أمير المؤمنين (ع) هو كعبة الأحرار وقبلة القلوب في السير على منهج النبوة وامتدادها للوصول بالإنسان إلى الكمال في رحاب الله وتوحيده.

2025-01-12

د. محمد العبادي

 

لم يخلق الإنسان عبثاً ولم يترك سدى، وليس في البين صدفة، بل الأشياء والحوادث مترابطة وتتحدث عن معانيها ورموزها .

 

ولد علي(ع) في جوف الكعبة، وكأنّها احتضنته ليصنع في عين الله.. إنها نقطة البداية المباركة لذلك المولود الذي علا ثم علا ودنى ثم تدلى وانتخب اسمه علي(ع) ليشدّ به أزر النبي الأعظم(ص).

 

ليس صدفة أن يتربّى الإمام علي(ع) في بيت محمد(ص) وخديجة(س)، كما ليس صدفة أن يتربّى موسى في قصر فرعون ويعود إلى أُمّه كي تقرّ عينها وليصنع صناعة إلهية .

 

إنّها السماء تخطط للإمامة لتصنع في بيت النبوّة، وإنّه الإله العظيم وقدرته التي يصفها لقمان لإبنه: “يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ” (لقمان/ 16).

 

تأمّلوا مثقال حبّة من خردل وأين ما تكون تلك الحبّة والهباءة الصغيرة يأت بها الله ..

 

إنّ جميع ما في هذا الكون العظيم حتى لو كان مثقال ذرّة من خردل تحت نظر الله وقيموميته وقدرته، فكيف بهذا الإنسان فهل يترك للعبث والعشوائية؟

 

إنّ ولادة علي(ع) كانت في حقيقتها ولادة لفجر الإنسانية، والتي شقت دياجير ظلامها شمس محمد(ص).

 

لا مكان للعبثية والصدفة في هذا الكون الذي تخضع جميع ذراته لعلم الله وقدرته: “وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ” (الأنعام/ 59).

 

إنّ كل شيء في كتاب مبين، فكيف بمصير وحياة هذا البشر ؟ كيف تكون ورقة في شجرة تطاولت ورقصت مع نسمات الهواء عند تفتحها ثم يبست وسقطت بعد عمرها في علم الله وتخطيطه وفي كتاب مبين، ثمّ لمّا نأتي إلى ولادة علي(ع) نُفسِّرها بالصدفة العمياء.

 

لِمَ العجب من ولادة علي(ع) في الكعبة وحرمة الإنسان المؤمن أشدّ من حرمة الكعبة وليس في ذلك تهوين أو توهين لحرمة الكعبة وشرفها، بل في ذلك إشارة إلى كرامة الإنسان المؤمن ومنزلته فكيف إذا كان ذلك الإنسان هو علي الذي خصّه النبي(ص) بالمنزلة الرفيعة منه، ونحن نعرف في علي(ع) أنه أول المسلمين إسلاماً وأول المؤمنين إيماناً وهو رأس المؤمنين وأميرهم .

 

إنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) هو كعبة الأحرار وقبلة القلوب في السير على منهج النبوة وامتدادها للوصول بالإنسان إلى الكمال في رحاب الله وتوحيده .

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص

الاخبار ذات الصلة