فنّان ورسّام إيراني للوفاق:

علي(ع) أسطورة الخلق

خاص الوفاق: بحريني: نحن مدينون للإمام علي(ع) بقدر تاريخ كامل في مجال الفن، وأنا مع كل مجموعة دينية أمارسها، أشعر بالحياة مرة أخرى.

2025-01-12

موناسادات خواسته

 

قال رسول الله(ص): “عَلي خَیرُ الْبَشَرِ، وَمَنْ أَبی فَقَدْ کفَر”، وكيف لا، وهو المولود الوحيد الذي خصه الله تعالى بولادته في الكعبة، وميّزه بهذه الميزة منذ الولادة، وقد أثبت خلال حياته الطيبة بأنه شخصية مميزة، اجتذب الجميع، من مختلف الديانات، فالعدالة تُعرف باسم الإمام علي(ع)، كما كتب الفيلسوف المسيحي “جورج جرداق” مجلّدات عن العدالة عند أميرالمؤمنين(ع)، تحت عنوان “علي(ع) صوت العدالة الإنسانية”.

 

الإمام علي(ع) في حياته كان أنموذجاً مميزاً ، وسيبقى خالداً إلى يوم القيامة، وكل شخص يظهر حبّه لأمير المؤمنين(ع) بطريقته الخاصة، إمّا بقلمه او فنّه، وغيره، ولا يترك الفنانون الساحة، حيث نشهد خلق آثار خالدة، ومجموعات فنية، نذكر بعضها، على أعتاب ميلاده المبارك.

 

لوحات “محمود فرشجيان”

 

أحد الفنانين البارزين الذي لديه لوحات فنية رائعة، هو الفنان الإيراني “محمود فرشجيان”، والذي لديه 4 لوحات عن أمير المؤمنين(ع) منذ ولادته حتى إستشهاده، تحت عناوين: “مولود الكعبة”، “غدير خم”، “الملجأ”، و “الشهادة”.

 

– لوحة “مولود الكعبة”: اللوحة الأولى تحت عنوان “مولود الكعبة”، تظهر خروج “فاطمة بنت أسد” وهي تحمل مولودها الإمام علي (ع). في هذه اللوحة إختار فرشجيان اللون الأبيض كلون مهيمن، ويمكن رؤية الملائكة حول اللوحة. وهذا العمل قصة واضحة عن عظمة وأهمية ظهور الإمام علي (ع) للعالم.

 

في هذه اللوحة يصور الرسام الحالة المثالية التي يراها للعالم من حوله. صورة عالم الأمثلة، عالم متسامٍ بين العالم المادي والآخرة. قد تبدو صور المخلوقات والأشياء فيها غير عادية، لكن في الحقيقة هذا يدل على أن هذه الصورة غير العادية هي أجمل أشكالها من وجهة نظر الرسام، والقدرة العالية للرسم لدى الرسام تضمن له القدرة الكاملة على تصوير الحقيقة.

 

– لوحة “غدیر خم”: التي تشير إلى أحد أهم الأعياد الدينية لدى الشيعة، في هذا العمل يظهر الرسول(ص) والإمام علي (ع) من الخلف.

 

– لوحة “الملجأ”: التي تشير إلى عطف الإمام علي (ع) ورعايته للأيتام.

 

– لوحة “الشهادة”: في هذه اللوحة يقدم فرشجيان رواية مريرة عن استشهاد الإمام علي(ع) في مسجد الكوفة.

 

لوحات “حسن روح الأمين”

 

أما الفنان الإيراني القدير الآخر هو “حسن روح الأمين” الذي أيضاً لديه لوحات فنية مختلفة عن أمير

 

المؤمنين(ع)، منها لوحة “أسدالله” التي قام بإزاحة الستار عنها في ميلاد الإمام علي(ع)، وهي عبارة عن صورة أمير المؤمنين(ع) وبيده سيف ذوالفقار، وأسدين على جنبيه.

 

ولديه لوحة أخرى تحت عنوان “أسد الغابة” والتي هي عبارة عن الإمام علي(ع) وهو راكب الفرس وبيده سيف ذوالفقار وأسدين على جنبيه، كما أن لديه لوحة عن واقعة الغدير، ولوحة تحت عنوان “شمعة بيت المال” التي تم رسمها في إشارة إلى موضوع طلب أخيه عقيل لكي يعطيه من بيت المال، فالإمام علي(ع) يذكّره بنار جهنم، وكذلك لوحات أخرى.

 

لوحات “علي بحريني”

 

من جهة أخرى الفنان الإيراني “علي بحريني” الذي هو أحد الأساتذة المعروفين في مجال الفن التشكيلي، وقد أقام العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل وخارج ايران، شوهدت لوحاته الدينية عدة مرات في الفضاء الإفتراضي، وحصل على جوائز عديدة وتم اختياره كشخصية بارزة والأفضل لفن الثورة الإسلامية، قام برسم لوحات خالدة عن أميرالمؤمنين(ع)، ومنها مجموعة خاصة تحت عنوان “مهر وماه” أي “الشمس والقمر”، التي تتطرق إلى حياة أميرالمؤمنين(ع) والسيدة فاطمة الزهراء(س) منذ ولادته حتى استشهاده، فعلى أعتاب ميلاد مولى الموحدين، أميرالمؤمنين(ع)، إغتنمنا الفرصة وأجرينا حواراً معه للتعرف على أسلوبه الفني، واللوحة التي رسمها عن ميلاد الإمام علي(ع)، فيما يلي نص الحوار:

 

 

مجموعة “مِهر وماه”

 

بداية، تحدث الأستاذ بحريني عن مجموعة “مِهر وماه”، وقال: لقد تمنيت حقاً أن أقوم يوماً ما بتقديم مجموعة فنية لأميرالمؤمنين الإمام علي(ع) والسيدة فاطمة الزهراء(س)، وعملت على ذلك دون جدوى حتى بدأت مجموعة “مهر وماه” بجدية في عام 2014، واستغرق الأمر حوالي 5 سنوات لإكماله حتى اللوحة الأخيرة من المجموعة المكونة من 20 لوحة.

 

بالطبع، قبل هذه المجموعة، في التسعينات قدّمت مجموعة أخرى تُسمى “ساقي”، ولكن أدركت لاحقاً أنني لم أرسمها بالصورة التي تليق بها وقمت بتدمير جميع لوحات تلك المجموعة.

 

أسلوب العمل

 

فيما يتعلق بأسلوب عمله يقول بحريني: عادةً ما أجمع بين الواقعية والإنطباعية في أعمالي. وأحياناً أتجاوز هذين الأسلوبين وأتجه نحو السريالية.

 

لكن الشيء المهم في عملي هو تجنب التفاصيل غير المعتادة وإضافة المشاعر إلى العمل، ولعل تعليقاتي هذه تبدو أكثر وضوحاً في المجموعتين “مهر وماه” و”رستاخيز” أي “القيامة” التي هي عن أحداث عاشوراء.

 

لوحة “مولود الكعبة”

 

 

وحول لوحة “مولود الكعبة” يقول الفنان الإيراني: في هذه اللوحة حاولت أن أقدم لوحة هادئة للجمهور حتى يستطيع أن يفهم موضوع العمل في نظرة واحدة. تم استخدام الألوان الباردة والمهدئة لنقل الشعور بالفرح لميلاد هذا المولود المبارك.

 

وعندي إشارة إلى الفجوة في الكعبة، وهناك رمز من الكعبة حاولت إيصاله باستخدام القماش وبعض الحجارة لنقل إحساس مكان الولادة، ولدي أيضاً إشارة إلى الملائكة، والألوان التي استخدمتها في ملابس الأم والطفل هي تذكير بالنقاء والقداسة.

 

العمل لأهل البيت(ع)

 

عندما سألنا الأستاذ بحريني عن مدى تأثره أثناء رسم اللوحات، هكذا رد علينا بالجواب: مع كل مجموعة دينية أمارسها، أشعر بالحياة مرة أخرى. حياتي الحقيقية هي اللحظات التي أعمل فيها من أجل أهل البيت(ع).

 

في كل عمل أشاهد الحدث من زوايا مختلفة، وأكون سعيداً جداً في المواضيع السعيدة وحزيناً جداً في المواضيع الحزينة.

 

ويضيف: الإمام علي(ع) أسطورة الخلق وأنا هائم في بحر حبّه أبحث عن العجائب، نحن مدينون للإمام علي(ع) بقدر تاريخ كامل في مجال الفن. إن متعة أداء العمل الديني لا نجدها في أي عمل فني آخر.

 

مجموعة “المنجي”

 

وفي الختام، يقول بحريني: أرجو أن لا يحرمني الله وأهل البيت عليهم السلام من فضلهم إلى آخر حياتي، وأن أتمكن من مواصلة هذا الطريق والرسم إلى آخر لحظات حياتي.

 

وقد بدأت برسم مجموعة تحت عنوان “المنجي” التي تحكي أحداث آخر الزمان وظهور حكومة صاحب الزمان(عج)، وفي هذا الأسبوع سيتم إزاحة الستار عن أول لوحة من هذه المجموعة تحت عنوان “الحضور” في “حوزه هنري”، بطهران.

 

المصدر: الوفاق/ خاص

الاخبار ذات الصلة