القضية الفلسطينية في إيران تكاد لا تخلو من أي مناسبة أو حدث إيراني، فذكرها والتذكير بها بات أمر أساسي، ودعمها لا منازع له كون أحد المبادئ الأساسية في القانون الإيراني، هي الوقوف إلى جانب المظلومين والدفاع عنهم في كل العالم.
وبهذه المناسبة يقام معرض في متحف الفنون الفلطسينية المعاصرة بالعاصمة الإيرانية طهران تحت عنوان (مفاتيح أقدم من “إسرائيل” بالصور الذي إلتقتها “وهب رامزي” الذي توجه إلى لبنان ومخيمات الشتات فيها خاصة ليروي تجربة خاصة عن الفلسطينين وأوضاعهم وكيف يعيشون وكم هم مرتبطون بوطنهم الأم رغم سنين اللجوء الطويلة وهل بالفعل ما زالوا يريدون العودة واستمرار الدفاع والمقاومة عن بلدهم.
عاد “وهب” من لبنان ومعه البومات من الصور والحكايا التي تركت بداخله الكثير من احاسيس الوجع والألم والقهرـ قصص روى بعضها لنا وهو متحمس خاصة تلك التي تتضمن مفاتيح بيوت الفلسطينين الذين أجبرت على ترك بلدهم بنية يوم واحد أو عدة أيام ومرّ أكثر من سبعة عقود ولم يعودوا، ومازالت مفاتيح البيوت شاهد على جذور الفلسطينين، ومفاتيح عمرها تجاوز عمر الإحتلال، مفاتيح أمل العودة لبيوت قد يكون بعضها مازال قائماً وأخرى قد تكون سويت بالأرض او استولى عليها المستوطنون.
يحكي هذا المعرض قصة حياة أشخاص يعيشون في مخيم النازحين والذين احتفظوا بمفاتيح منازلهم معهم على أمل العودة إليها يوماً ما، كما يتكون المعرض من 4 أقسام؛ الأول: قسم “التهجير” الذي يلتقي الجمهور من خلاله بالجيل الأول من الفلسطينيين، وقسمي “المقاومة” و”الحياة”، حيث ترى من خلالهما الأجيال التالية من الفلسطينيين وحياتهم الطبيعية واليومية، كما أن قسم “العودة” هو الجزء الأخير من المعرض، والذي يشير إلى حلم الفلسطينيين الطويل الأمد بالعودة إلى وطنهم الأصلي.
عند الورود إلى هذا المعرض، نواجه أجواء مظلمة ولكن مفعمة بالأمل، كأنک دخلت فعلاً مخيماً للاجئين. كل شعار أو لوحة أو صورة أو رمز تراه في هذا المعرض يمثّل رمزاً للأمة الفلسطينية. الحفاظ على مُثُل الوطن وحلم العودة من خلال الصور هو عنصر حيوي لإعطاء الهوية للأجيال التي ولدت في لبنان. في كل جزء من المعرض ستشعر بالألم والحزن وتلمس الحياة في مخيم اللاجئين الفلسطينيين. حيث توجد في زاوية من المعرض، صورة لمحمد عبد الغني، الذي يعتبر من أبناء الجيل الاول لفلسطين، بنظرته العمیقة وكأنه يتطلع نحو الأمل والنور.
وفي الجزء الخاص بالمعرض الذي يصور حياة الأطفال ولعبهم، تروي مجموعة من الصور أطفالاً يلعبون في مخيم اللاجئين. وجاء في شرح رواية هذه المجموعة: “لقد أزهر الفقر والقيود إبداعهم وموهبتهم ووفرت لهم ألعاب مجانية… يضعون المفرقعات النارية على الأنبوب ويشعلون النار فيها، ثم يلقون بها ويصرخون فرحاً بعد تصويبهم الدقيق.. لعبة طبيعية وشائعة بين الأولاد الذين هم في مرحلة الطفولة والإنتقال إلى مرحلة المراهقة، وربما تكون موجودة في كل مكان في العالم، غیر أنه لا يمكن للمرء أن يتجاهل الوضع المحزن الذي يعيشه هؤالاء الأطفال الفلسطینیین المحرومین عن أبسط حقوقهم.