مبادئ رعاية الطفل

لقد كان من المعتقدات الخاطئة والذائعة الشيوع أن إبعاد الطفل عن بيته سينتهي به إلى نسيانه والبدء من جديد. وقد أدى هذا الاعتقاد الزائف إلى ممارسة منع الأطفال والآباء من أن يرى كل منهما الآخر، اعتقاداً بأن الأطفال بذلك سيكونون أكثر استقراراً. وهذه الافتراضات تهزأ بكل ما هو معلوم عن صغار الأطفال وتقف في وجه كل حجة صالحة.

2025-01-15

كان هناك تردد من مؤسسات رعاية الطفل في الزمن الماضي، وحتى الآن في أغلب الأحيان، في الاعتراف بالمبادئ الثلاثة الآتية:

 

(أ) لا يمكن الفصل بشكل قاطع بين الطفل وبيته.

 

(ب) ليس في استطاعة دور الرعاية والمؤسسات إمداد الأطفال بالأمن والمحبة اللذين هم في حاجة إليهما، إذ أن هذه المؤسسات ترمز دائماً إلى الانفصال في نظر الطفل.

 

(ج) الترتيبات التي تتخذ من يوم إلى يوم تخلق في الطفل شعوراً بعدم الأمن وعدم الرضا عن المربية. والخطط الطويلة الأجل المعقولة ضرورية منذ البداية إذا أريد للطفل ألا يتألم.

 

لقد كان من المعتقدات الخاطئة والذائعة الشيوع أن إبعاد الطفل عن بيته سينتهي به إلى نسيانه والبدء من جديد. وقد أدى هذا الاعتقاد الزائف إلى ممارسة منع الأطفال والآباء من أن يرى كل منهما الآخر، اعتقاداً بأن الأطفال بذلك سيكونون أكثر استقراراً. وهذه الافتراضات تهزأ بكل ما هو معلوم عن صغار الأطفال وتقف في وجه كل حجة صالحة.

 

وقد أدى التحقق من أن الطفل في دور الحضانة (أو في المعهد) يعيش في عالمين – دور الحضانة أو المعهد وبيته – إلى النظرة الجديدة الخاصة برعاية الطفل. ولم يعد من الممكن أن يتخيل الباحث الاجتماعي وجود بيت يعتبره الطفل بديلا تاماً لبيته فمهما تكن الأم بالتربية صالحة، فإن الطفل يعتبرها لا أكثر ولا أقل من عوض سخيف عن أمه سيتخلص منه بأسرع ما يمكن. أما إذا أودع الطفل قبل الثانية من عمره تقريباً، فمن المحتمل أن يشعر بخلاف ذلك. والباحثة الاجتماعية قادرة على مساعدة الأم بالتربية على فهم حقيقة موقفها المؤقت والتكيف وفقاً له لأنها تعرف ما سيشعر به الطفل، ولأن تشجيع هذه الأم على الاعتقاد بأنها ستحصل على كل ما يرضي الأم الحقيقية إنما هو مجرد رفع لروحها المعنوية التي يمكن أن تتحطم.

 

وفضلا عن ذلك فإن الباحثة الاجتماعية بعلمها لأهمية الطفل بالنسبة لأبويه الحقيقيين ستدرك الحاجة إلى مساعدتهما أيضا إذا أريد أن يكون مستقبل الطفل مضموناً. ولهذا فمن الضروري، قبل النظر في النتيجة التي طال الجدل حولها والخاصة بكيفية رعاية الطفل بعيداً عن منزله، أن تتبصر في بعض الأمور الهامة التي يجب أن تراعي مع الآباء إذا ما أريد لوضع الطفل في مكان ما خارج بيته الطبيعي أن يكون خطوة إيجابية في حياته. وتؤدي هذه الخطوة به إلى مستقبل سعيد، لا إلى فترة طويلة من الشك والحيرة حيث تقوده تماسته وشعوره بعدم الأمن في أثنائها، إما إلى أن يتقوقع وإما إلى أن يصبح نشيطاً نشاطاً مزعجاً.

 

المصدر: وكالات