لم تكن هذه المرة، أولى ولا أخيرة يُمارَسُ الإسلاموفوبيا في العالم خاصة في الغرب بحق المسلمین،حيث كان الأمر مسبوقاً منذ قرون ماضية حتى الآن.
إن مصطلح الإسلاموفوبيا أُستخدم أول مرة ، من قبل بعض الموظفين الفرنسيين في عام ١٩١٠ .م حيث إتخذت السلطات الفرنسية سياسيات إستعمارية معادية للإسلام وأتباعه لاسيما في البلدان الأفريقية.
بعد مضي سنوات إستخدم مؤلفان فرنسيان هذا المصطلح في كتابيهما ليُظهروا مدى جهل الأوروبيين بالنسبة للتعاليم الإسلامية ومعلوماتهم الخاطئة تجاهها.
تُعتبر حادثة ١١ سبتمبر نقطة تأريخية مهمة جدا في ممارسة الإسلاموفوبيا بحق المسلمين في الغرب حيث حاولت وسائل الإعلام الغربية زرع الحقد والكراهية في المجتمعات الغربية ضد أتباع الديانة الإسلامية الحنيفة وهذا مافعله الأعداء و كرّروه أكثر من مرة.
هناك سؤال يخطر ببال كل قارئ و هو هل تمكنت وسائل الإعلام الغربية من التأثير على الرأي العام من خلال ممارسة الإسلاموفوبيا أم لا؟
بشكل عام نستطيع أن نرد على هذا السؤال من زاويتين لايعارضان البعض. الأولى: نعم، هناك أشخاص تأثروا بهذه العمليات النفسية والضغط الإعلامي عليهم وهذا ما رأيناه في أمريكا بالتحديد حيث قام بعض المتطرفين بحرق بيوت المسلمين عقب حادثة ١١ سبتمبر.
الزاوية الثانية: أجرى الكثير من المراكز البحثية الغربية إستطلاعات عن مدى تأثر الرأي العام بالإسلاموفوبيا الذي مورس بحق المسلمين بعد حادث ١١ سبتمبر وتثبت أنّ هذه الخطوات النفسية الإعلامية لم تتمكن من التأثير القوي على الناس. على سبيل المثال أجرى مركز أبحاث kfc إستطلاعاً عن حادث ١١ سبتمبر في أمريكا ، وأظهرت نتيجتها المفاجئة أن ١٦ % من المشاركين في الإستطلاع اقتنعوا بالرواية الأمريكية عن تورّط المسلمين في هذا الحادث والبقية أو لم يقتنعوا بها أو كذّبوها.
وبالرغم من الحملة الدعائية الشرسة التى تعرض لها الدين الإسلامي الحنيف إلا أن تلك الحملة كانت مدعاة للبحث بالنسبة للغرب فكانت خير دعاية للإسلام دون أن يعرف مروجوها.
فبعد مضي فترة قصيرة من أحداث 11 سبتمبر أكد مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية ومقره واشنطن أن عدد معتنقي الإسلام في الولايات المتحدة، تزايد أربعة مرات منذ الهجمات التي استهدفت نيويورك وواشنطن على عكس ما يروج له الإعلام المعادي.
واستند مسؤولو المجلس في تقييمهم هذا إلى مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” آنذاك تحدثت فيه كاتبته عن إقبال الأمريكيين على اعتناق الإسلام بعد هجمات مورت على الإسلام.
في السياق ذاته قال المهندس “محمد عرب” والذي كان يعيش آنذاك في أمريكا وينحدر من أصول إيرانية ونالت قصة حياته شهرة كبيرة في وسائل الإعلام الإيرانية: أنا ولدت في أمریکا بین عائلة مسلمة إيرانية ولكن لست من هؤلاء الذين يلتزمون بالأحكام الدينية ولم يهمّني المعتقدات الإسلامية بل كنت أعمل في مجال هندسة الكهرباء وأتصرف في فلوسي للجولة في مهرجانات الرقص والكازينوهات. أنا كنت متاثر بالإعلام ولم أکن أعرف عن القرآن الکریم شیئاً.
تابع محمد: يوما ما أردت أن أذهب إلى البرازيل للمشارکة في مهرجان الرقص الذي أقیم هناك وقبل مغادرة البیت أعطتني شقيقتي مصحفاّ وقالت لي إحمل معك هذا المصحف معك حتى يحفظك من المخاطر. وانا أخذته كي لا أكسر قلبها وجعلته في جيبي ثم ركبت الطائرة لأذهب الى البرازيل. ما اعرف بأي سبب وبعدما وصلت الی الفندق فی البرازیل فتحت المصحف الذي أعطتني إياه أختي لأقرأ بعضا منه وذلك بسبب فضولي للإطلاع على فحواه. أخرجته من حقيبتي وبدأت بقراءة الترجمة الفارسية لبعض آيات سورة البقرة والتي كانت عن صفات المتقين.
تابع عرب: قراءة القرآن كانت بمثابة مطرقة تُضرب على قلبي ليوقظني من النوم. من ذلك اليوم بدأت بالتحقيق عن المصحف الشريف حتى أسلمت من جديد. انا في ذلك الفترة لم أشارك في مهرجان الرقص بل ذهبت إلى منطقة بمعزل عن الناس لقراءة القرآن. شعرت بأني أمرّ بأزمة الهوية حيث لك أكن أعلم من أين أنا؟ وما هو سبب خلقي؟ و لماذا جئت إلى هذه الدنيا؟.
في هذا الإطار قالت المقكرة اليابانية أتسكو هوشينو: بعد حادث ١١ سبتمبر أردت أن أعلم عن الإسلام أكثر. أنا كنت آنذاك طالبة جامعية في بلادي اليابان وكنّا نسمع عن ديانة خطيرة إسمها الإسلام فبهذا السبب قمت بالتحقيق عنها لأطلع عليها أكثر.
أضافت هوشينو: أنا كنت بوذية ولكن حصلت على نسخة الكترونية من ترجمة القرآن الكريم لأقرأه وأطلع على فحواه. حينما اشتغلت بقراءة سورة الياسين شعرت بحالة روحانية كأني أجلس وراء نبيّ من أولياء الله وهو يتكلّم معي ويأمرني بإصلاح أموري.
تابعت هوشينو: بعد تحقيق كامل خلال ٦ أشهر، إعتنقت الإسلام وتشرفت به.
وأضافت أتسكو هوشينو والتي أختارت “فاطمة” إسماً لها بعد تشرفها بالإسلام: بعد كل ممارسة للإسلاموفوبيا، هناك الكثير من الناس في العالم يعتنقونه ويدخلون فيه وسبب إعتناقهم هو أنهم لم يكونوا يعرفون شيئاً عن الإسلام ولكن جعلهم الإسلاموفوبيا أن يحققوا عن الإسلام حتى يطلعوا عليه.
وأردفت: برأيي كلّما نرى ممارسة الإسلاموفوبيا أو حرق القرآن الكريم في الغرب، نرى في نفس الوقت موجة اعتناق الإسلام وتوجه الناس نحو هذا الدين الحنيف.
نعم، هناك الكثير من الأشخاص الذين جعلهم الإسلاموفوبيا أن يقوموا بالبحث عن التعاليم الإسلامية وحقائق القرآن الكريم والذين إعتنقوا الإسلام لاحقا.
قالت أستاذة جامعية دنماركية طلبت عدم الكشف عن إسمها: زرع الإسلاموفوبيا الفضول في قلبي وجعلني أحقق عن القرآم الكريم. في هذا السياق التقيت بالكثير من المسلمين الذين كان لديهم معلومات عن الإسلام واهتديت.
تابعت مازحة : مثيروا الإسلاموفوبيا في الغرب هدوني الى سبيل الرشد لأنهم دفعوني أن أقرأ القرآن الكريم لأول مرة.