الأسيرة اللبنانية المحررة "رسمية جابر" للوفاق:

خلعوا حجابي… وفي أشد أيامنا نستحضر معاناة السيدة زينب (ع)

إنّ لوطني كرامة أمام عدوي هي ذاتها كرامتي، أمَّا المقاومة فيفوق حبُّها كلَّ حبٍّ

2023-01-30

عبير شمص

الوفاق/ خاص

الذاكرة هي التاريخ، ومهما كانت قاسية ومؤلمة، تبقى هي فلسفة الأجيال والحقيقة الحية التي لا يمكن لشعب أن يتطور وينهض إن فقد ذاكرته ووعيه وتراثه. الذاكرة هي العقل والقلب وحكايات الشعوب.هي العدالة وحقوق الإنسان ومناهضة التعذيب وعدم الإفلات من العقاب.
انطلاقاً من هذه الرؤية للذاكرة، نتحدث اليوم في هذه المقالة في ذكرى يوم الحرية” الذي يصادف الثامن والعشرين من شهر كانون ثاني / يناير والذي دعا إليه الأمين العام لحزب الله  سماحة السيد حسن نصر الله (حفظه الله) خلال إطلاق الدفعة الأخيرة من الأسرى في السجون الإسرائيلية خلال عملية التبادل في العام 2004، للتعريف بمعاناة الأسرى اللبنانيين والقلسطينيين والعرب في المعتقلات التي أقامها العدو الصهيوني في لبنان وعلى عذابات ومعاناة هؤلاء الأسرى، والتي ليس الهدف منها أبداً أن تطال قلوبكم، ففيها من الحزن ما قد لا يطيق المرء سماعه، وإنما المقصود أن تخاطب العقل والوعي، كي لا ينسى أحدنا تفصيلاً من تفاصيل الإذلال الذي كان العدو يستمتع بممارسته ضدّ أبناء وطننا، وكي يبقى ذلك حاضراً في أذهاننا كردّ فعل احترازي على مجرّد الإحتمال بأنه قد يتكرر يوماً ما. نتعرف في هذه المقالة على تجربة الأسيرة رسمية جابر التي أخبرت بها صحيفتنا في لقاءٍ خاصٍ معها ومع الأستاذ أحمد طالب رئيس الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين الذي عرفنا بواقع الجمعية وتقديماتها للأسرى، بدايةً كان لا بد من التعريف بالمعتقلات التي اعتقل فيها الأسرى من مختلف الجنسيات العربية والموجودة على الأراضي اللبنانية.

معتقل “أنصار” الشاهد على حرية الأسرى وجرائم الاحتلال

أقام الكيان الإسرائيلي المؤقت منذ اجتياحه للبنان واحتلاله لقرى الجنوب في العام 1982 عدّة سجون ومعتقلات، كان من بينها معتقل “أنصار” نسبة لاسم البلدة الجنوبية التي كان يقع فيها، وقد افتتحه في 14 تموز / يوليو عام 1982 واعتقل به الآلاف من اللبنانيين والفلسطينيين قبل انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان. وذلك على أرض كانت منظمة التحرير الفلسطينية قد أنشأت عليها مطاراً أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، واستُعمل هذا المطار لفترة وجيزة من قبل الفلسطينيين. ثم جاء الإسرائيليون واستعملوه مطاراً لوجستياً أثناء الاجتياح وحوّلوه إلى معسكر أقاموا فيه المعتقل الشهير في تلك الفترة.

وبتاريخ 4 / 11 / 1984 ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة عرفت باسم “وادي جهنم” في هذا المعتقل بحق معتقلين كانوا يحاولون حفر نفق لانتزاع حريّتهم، وهم:الأسير الشهيد إبراهيم خضرا، والأسير الشهيد أحمد شعيتو، والأسير إبراهيم درويش. كما أن العديد من الأسرى المحررين من معتقل “أنصار” استشهدوا بعد الإفراج عنهم متأثرين بإصابات أو إعاقات جسدية ونفسية جراء التعذيب أو بالأمراض.

معتقل الخيام… مقبرة الأحياء

أمّا معتقل الخيام الواقع في بلدة الخيام اللبنانية المحاذية للحدود مع فلسطين المحتلة، والذي كان ثكنة عسكرية بناها الفرنسيون عام 1933، وتسلمتها الدولة اللبنانية لاحقاً وأبقتها ثكنة عسكرية. ففي عام 1978، اجتاحت اسرائيل الجنوب اللبناني، وحوّلت الثكنة بداية إلى مركز استجواب وتحقيق. تسلمتها الميليشيات المتعاملة مع “اسرائيل” ، التي قادها آنذاك العميل سعد حداد، وظلت الثكنة محافظة على دورها ما دام معتقل أنصار قائماً، إلا إنّ اتساع ضربات المقاومة الوطنية اللبنانية أدى إلى تنفيذ القوات “الاسرائيلية” انسحابات اضطرارية متتابعة من بيروت والجبل وصيدا والزهراني وصور والبقاع الغربي، واكتمل عقد التراجع “الإسرائيلي” في 4 نيسان / أبريل 1985 بإقفال معتقل أنصار، وهو ما دفع القوات “الاسرائيلية” إلى تحويل ثكنة الخيام إلى بديل من أنصار في عملية الاحتجاز والأسر.

بين عامَي 1985 (تاريخ تأسيسه) و1995، بقي معتقل الخيام معزولاً عن العالم. عشر سنوات كانت خلالها أبواب معتقل الخيام مقفلة أمام الدولة والمنظّمات الدّوليّة الإنسانيّة أو الحقوقيّة. يُطلق الأسرى اسم “مرحلة الجوع” على الفترة الممتدّة بين 1985 و1987.

ولقد كشف الشاباك (جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي) عن جزء من الوثائق الأرشيفيّة المتّصلة بمعتقل الخيام، بعد أكثر من 20 عاماً على تحريره، والتي بينت صنوف التعذيب التي تعرّض لها المعتقلون والتي لا يزالون يعيشون تداعياتها في كل يوم، حتى اليوم، وهو ما أكّدته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية والتي نشرت تقريراً أوردت فيه “وثائق مروّعة والتي ما هي إلا لمحة بسيطة عن الجحيم الذي كان يحدث هناك”، في إشارة إلى المعتقل الذي ضمّ بين جنباته مئات المعتقلين ممن كانوا عرضة للتجويع وفريسة للأمراض. في المقابل، هذه الوثائق تُبين بشاعة أساليب التعذيب التي أدّت إلى استشهاد 11 معتقلاً بحسب تقرير منظمة العفو الدولية، وكذلك تؤكد الدور المباشر لجيش الاحتلال والشاباك في كلّ ما كان يجري في المعتقل، وأنّ محقّقي “جيش لبنان الجنوبي” العميل للاحتلال كانوا يديرونه “تحت إشراف الجيش الإسرائيلي والشاباك”. ويكشف التقرير تورّط الشاباك الكامل في عمليات التحقيق في معتقل الخيام، على خلاف ما ادعاه  الإسرائيليين من عدم علاقتهم بالمعتقل.

أمّا عن صنوف التعذيب التي ذاقها أسرى المعتقل، فلقد كان أسلوب التحقيق والتعذيب قاسياً جدّاً. لا يترك العدو مكاناً في جسم الإنسان لا يعذّبه فيه كي يحصل على المعلومات التي يريدها، وقد كثُرت وتعددت أنواع  ووسائل التعذيب، ومنها الكرباج، السلك الكهربائي، العصا، كعب البندقية، الركل بالحذاء، بالإضافة إلى صعق كافة أنحاء الجسم بالكهرباء، والتركيع لفتراتٍ طويلة من دون طعام أو شراب، والتعليق على عمود التعذيب لمدّة أدناها يوم كامل، وقد تصل إلى ثلاثة أيّام من دون طعام وشراب. أتت كلّ أساليب الترهيب هذه في سياق التحقيقات بهدف الحصول على المعلومات المتعلّقة بعمل المقاومة وعملياتها العسكرية ضد الاحتلال.

كذلك أظهرت التقارير الصادرة عن منظمة الصليب الأحمر وعن منظمات إنسانية أخرى، عُمق المأساة التي عاشها هؤلاء المعتقلون، إذ كانوا لا يرون الضوء على الإطلاق، وتُمنع عنهم مياه الاستعمال لأسابيع عدة، ويقدم إليهم أطعمة تكون على الأغلب من الحبوب والأجبان التي ضربها العفن ونخرتها الحشرات. كما أكدت التقارير الصادرة عن منظمات طبية دولية، إصابة العديد من المعتقلين بأمراض مستعصية، وتوفي العديد منهم تحت التعذيب، وورد في الوثيقة نفسها أنّ نزلاء”هذه المنشأة (المعتقل) لا يقدمون للمحاكمة ولا توجد مذكرات توقيف بحقهم، ومدة حبسهم تكون حسب خطورة أعمالهم، أي أنه لا تحديد للفترة الزمنية التي يقضونها في المعتقل”.

بعد ظهر 23 أيار عام 2000 تحرر أسرى معتقل الخيام على أيدي الأهالي، وخرج الأسرى من معتقل الخيام ملوكاً تغمرهم العزة والكرامة تماماً مثلما دخلوه. وفي حرب تموز 2006 دمرت قوات الاحتلال معتقل الخيام، ولكنه بقي الشاهد على جرائمه وعنوان مقاومة شعب من خلف القضبان.

إرادة كسرت القيد.. الأسيرة رسمية جابر

تتراوح أعمار الأسيرات في الخيام بين 14 و 65 سنة، كالأسيرتين المحررتين مريم زراقط ورقية شرف الدين. أما خديجة الأسمر فعمرها سبعون سنة، بعض الأسيرات ادخلن المعتقل وهن حوامل، والعديدات من الأسيرات اعتقلن مع أزواجهن، واعتمدت معهم في التحقيق الأساليب ذاتها التي اعتمدت مع الشبان، كالضرب بالكرباج ، والتركيع، والتعليق، والتعذيب بالكهرباء، وتمزيق الثياب، وسكب الماء، والاحتجاز في زنازين فرادية.

تقول الأسيرة رسمية جابر عن التعذيب الذي تعرضت له: “اعتقلت في المرة الأولى في العام 1986 ومن ثم نقلت إلى داخل فلسطين لفترة محدودة، أمّا الاعتقال الثاني فكان في عام  1990 في معتقل الخيام الذي قضيت فيه سنتان من عمري، ضمن ظروف صحية سيئة جداً وخاصةً في فصل الشتاء البارد في تلك المنطقة، ما أدى إلى إصابتي بأمراضٍ مزمنة ما زلت أعاني منها إلى الآن.

تعرضت الأسيرة في المعتقل لأبشع أنواع التعذيب إذ تقول: “كانوا يتفنون بتعذيبنا حيث يقومون برمي المياه الساخنة علينا ومن ثم الباردة وتتكرر العملية عدة مرات، ومن ثم يسوقونا للضرب بالكرباج (السوط) ويستمر التعذيب به وبأسلاك الكهرباء طيلة اليوم من الصباح حتى المساء حتى كان يغمى عليّ لأكثر من مرة”.

وتضيف:” التعذيب يبقى مستمر طوال فترة التحقيق إبان الدخول للمعتقل ولا يقتصر الأمر على التعذيب الجسدي بل يتعداه ليشمل الكلام البذيء والسباب لشخصي ولعقائدي، ولكن الأصعب من كل هذا التعذيب بالنسبة لي هو خلع حجابي أمام المحققين إمعاناً في الإذلال حينها أحسست أنهم أخذوا مني شرفي وكرامتي وحريتي بل وسلبوني كل شيء، بقيت بلا حجاب لمدى أربعة أشهر، ولم يكن لدينا سلاح إلا الدعاء لرب العالمين والتقرب منه في أشد أيامنا وجعاً وألماً حينها استحضرت في ذاكرتي السيدة زينب (ع) يوم العاشر التي بالرغم مما حدث لها، لم تترك صلاة الليل ما شجعني ودفعني للقيام بصلاة الليل رغم كل أوجاعي وألامي بالرغم من عدم إرتدائي الحجاب وتقييدي بالأصفاد في يديّ وقدمي، تيممت وصليت على الأربع جهات حيث كنت لا أرى شيئاً أمامي بسبب الظلام الشديد” .

أمّا عن مدة التحقيق فتوضح الأسيرة:”لقد استمر التحقيق لمدة أربعين يوماً تقريباً تنوعت فيه وسائل التعذيب المختلفة والأصعب التهديد النفسي بالاغتصاب، ولكننا واجهنا السجان الذي سجن البدن ولكن تبقى الروح حرة، لقد سعينا على تقوية ايماننا بالله اكثر وعلى تحويل المعتقل إلى فرصة للتعلم حيث تبادلنا الخبرات فيما بيننا لنخرج من المعتقل أناساً منتجين ومقاومين وليس عالةً على المجتمع كما كان يتمنى السجان، وخرجنا أكثر معرفة بعدونا وأكثر قوةً.

وبعد تحريرها من المعتقل حطَّمت قيدها وكتبت. بعد اعتقال سنة ونصف، عانت خلالها ما عاناه الرجال في السجون الإسرائيلية، دفعتها شجاعتها إلى تحدي حرمانها من التحصيل العلمي، فكتبت رواية تروي فيها عن مشاعر أخيها شهيد الوعد الصادق خليل جابر، وعلاقته بالمقاومة الإسلامية حتَّى لحظة استشهاده في عدوان تموز. في حريتها تتمسّك رسميّة جابر بحجابها، الذي كان مثار غضب سجَّانيها وكان أصعب ما يحدث أن يهدِّدوها به. واليوم، تعلن رسميَّة خلاصة مفادها: “إنّ لوطني كرامة أمام عدوي هي ذاتها كرامتي. أمَّا المقاومة فيفوق حبُّها كلَّ حبٍّ”.

الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين

 

مع وجود هذه الأعداد الكبيرة من الأسرى كان لا بد من إنشاء جمعية ترعى شؤونهم من مبدأ أنهم قدموا أغلى ما لديهم في سبيل الدفاع عن أهلهم ووطنهم . لذا تأسست جمعية الأسرى في عام 2002 ولم يكن الهدف من تشكيل الجمعية وفق ما أفادنا به رئيسها الأستاذ أحمد طالب هو إضافة جمعية جديدة إلى الجمعيات التي تقدم نفسها على إنها تعنى بشؤون الأسرى وإنما الهدف كان إنشاء جمعية تأخذ على عاتقها قبل أي شيء آخر متابعة قضايا الأسرى والمعتقلين والمحررين في مختلف المحافل الدولية والإنسانية وعلى الصعيدين الاجتماعي والمعيشي في سعيٍ دائم ودوؤب لأن تكون الجمعية إطاراً عاماً لكل اللجان والجمعيات المعنية بهذا الأمر نظراً لما تمتلكه من رصيد معنوي كبير يوفره لها آلاف الأسرى المحررين والمعتقلين اللبنانيين الذين عبروا في أكثر من مناسبة على مدى التصاق الجمعية بقضاياهم والدفاع عنها بإخلاص لتحويل قضية الأسرى والمعتقلين إلى قضية وطنية عامة بحجم الوطن.

وتتمحور أهداف الجمعية حول:

  • تعزيز ودعم الاهتمام الشعبي والرسمي بقضية الأسرى والمعتقلين بوصفها قضية وطنية عامة.
  • العمل على بث روح التعاون والألفة في نفوس  المحررين ومساعدتهم على تأمين المستوى المعيشي والاجتماعي اللائق بهم.
  • إثارة قضية الأسرى المعتقلين في المحافل الدولية عبر التنسيق مع جميع المنظمات والهيئات الدولية الرسمية والخاصة التي تعنى بحقوق الانسان.
  • تثقيف وتأهيل الاسرى المحررين عبر إقامة الندوات والمؤتمرات والبرامج الفكرية والاجتماعية الدائمة والمشاركة فيها وإصدار الكتب والمنشورات التي تخدم أهداف الجمعية.
  • العمل على إنشاء صندوق تعاضد صحي للمعتقلين وفقاً للقوانين والأنظمة المرعية.
  • القيام بكل ما من شأنه أن يؤدي إلى خدمة أهداف ورعاية الجمعية.
  • إبراز حق الأسير كما ورد في مقررات جنيف.
  • إنشاء المراكز الاجتماعية والصحية لتأمين الرعاية الدائمة للمعتقلين والمحررين ولعوائلهم بالتعاون مع الجهات الرسمية والأهلية المختصة.

أمّا عن تقديمات الجمعية فيستفيد منها كل المعتقلين وعوائلهم، عندما يكون المعتقل خلف القضبان تقوم الجمعية إضافة إلى عملها بإيصال صوته إلى كل مكان والمطالبة بحريته والعمل على ذلك، برعاية عائلته من الناحية الاجتماعية والتربوية والصحية، عبر تقديم كل ما يستلزم لهم وما تستطيع القيام به، وذلك عبر التواصل الدائم والأنشطة الترفيهية لعائلة المعتقل.

إنجازات الجمعية على الصعيد الخدماتي ، الاعلامي ، الحقوقي، التوثيقي

  • على الصعيد الخدماتي استطاعت الجمعية الوقوف مع الأسرى المحررين عبر دعمهم لإكمال دراساتهم الثانوية أو الجامعية أو المهنية لمن كان يرغب بذلك، وكذلك مساعدتهم على الخضوع لدورات تخصصية تساعدهم على إيجاد عمل لبناء منزل وإنشاء عائلة.
  • أمّا على الصعيد الإعلامي فقد استطاعت الجمعية أن تجعل من قضية المعتقلين في كل المعتقلات في معتقل الخيام أو داخل فلسطين المحتلة ، قضية رأي عام عالمي، يتعاطف معها الجميع عبر فضح العدو وعملائه وممارساتهم اللاإنسانية بحق المعتقلين .
  • أمّا من الناحية الحقوقية استطاعت الجمعية عبر الشهادات الحية للمحررين اثبات عدم مشروعية اعتقالهم وعدم إنسانية الظروف التي يعيشها المعتقل ومقاومة المحتل بناءً على الشرائع الدولية، وقد لاقت هذه الشهادات صدىً لدى الكثير من الحقوقيين المستقلين فقط، وذلك لارتباط الدول وأغلب المنظمات الدولية الحقوقية بالمشروع الصهيوني، ولكن رغم ذلك كان هدف الجمعية العمل على فضح جرائم العدو وعملائه في كافة المعتقلات وخاصة معتقل الخيام .
  • أمّا من الناحية التوثيقية لم تستطع الجمعية أن تحقق كامل هدفها، ولكن ما تمت كتابته ونشره من قصص بعض المحررين و المحررات قد ساعد في وضع إطار عام لتجربة الاعتقال في معتقلات العدو على الأراضي اللبنانية المحتلة نستطيع اعتباره تجربةً عامة تشمل جميع المحررين.

ختاماً إنّ هؤلاء الشرفاء نجحوا في أقسى امتحان، حريٌّ بنا أن نكرمهم فنعاملهم في وطنهم معاملة الأحرار للأحرار، إنَّهم شهود العصر وشهداءه أمام وجه الله وأمام التاريخ الذي لن يرحم محتلاً أو طاغيةً ولا سجاناً أو جلاداً ولا مسؤولاً ظالماً لأسيرٍ بعد تحرره.‏

 

المصدر: الوفاق خاص