بهدف دعم التواصل والحوار..

انطلاق البطولة الآسيوية للمناظرات باللغة العربية في مسقط

انطلقت في العاصمة العمانية مسقط النسخة الثانية من منافسات بطولة آسيا للمناظرات باللغة العربية والتي ينظمها مركز "مناظرات قطر" بالتعاون مع مركز "مناظرات عُمان" ووزارة الثقافة والرياضة والشباب العمانية، وتستمر حتى الثاني من فبراير/شباط 2023.

2023-01-30

ويشارك في هذه النسخة 42 فريقا من دول عربية مثل قطر والسعودية وفلسطين والعراق والأردن والكويت ولبنان واليمن والبلد المستضيف سلطنة عمان، بالإضافة إلى مشاركات آسيوية من فرق ماليزية وباكستانية وأذربيجانية وهندية وإندونيسية وتايلندية وفيتنامية ومن كوريا الجنوبية وأستراليا.

وتساهم البطولة عبر قنوات تواصل تخلقها المنافسة بين طلبة الجامعات القادمين من مختلف دول القارة الآسيوية، في نشر ثقافة الحوار والتناظر بين الشباب، وتطوير الأنشطة التعليمية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية للفئة المستهدفة من البطولة.

وحول إسهام المناظرات في نشر ثقافة اللغة العربية، قال مدير البرامج بمركز “مناظرات قطر” عبد الرحمن السبيعي إن المركز يحرص من خلال تنظيمه جولات المناظرات التنافسية والبطولات المحلية والقارية والدولية على تمكين استخدام اللغة العربية وسيطا للحوار الحضاري القائم على أسس احترام الآخر ومقارعة الحجة بالحجة بعيدا عن كل البعد عن التعصب.

وأضاف السبيعي، في حديث للجزيرة نت، أن جميع الطلبة المشاركين من مختلف دول آسيا (العربية وغير العربية) “يتناظرون عن أبرز القضايا الساخنة على الساحة العالمية في شتى المجالات كالسياسة والاقتصاد والمجتمع والرياضة والثقافة والتعليم وغيرها، بلغةٍ عربية فصحى”.

تعزيز الهوية العربية

وأردف “يمكن تلخيص الأثر على مستويين: أولا بتعزيز الهوية العربية عند الطلبة العرب من خلال استخدام لغتهم الأم في ممارسة حضارية راقية، وثانيا باحتضان الطلبة من غير العرب والذين يهتمون بتعلم اللغة وممارستها حيث تتاح لهم الفرصة للاحتكاك المباشر بأقرانهم تحت مظلة اللغة العربية”.

وحول دور البطولة في فتح آفاق أوسع للطلبة المشاركين والجامعات المشاركة، أشار السبيعي إلى أن المناظرة بذاتها هي ممارسة تعليمية ذات أثر كبير على الطالب، مشيرا إلى أن هذا ما لمسه من تطوير مهارات التفكير الناقد والحجاج والبحث والتحليل والتحدث أمام الجمهور وغيرها.

وأضاف: البطولات القارية والدولية تتميز بكونها تجمع الطلبة والجامعات ضمن شبكة فريدة من نوعها تتيح للجميع اكتساب الخبرات وتبادلها، إذ لا تقتصر استفادة الطلبة والجامعات على علاقتهم المباشرة مع مركز “مناظرات قطر” وما يقدمه المركز من فرص تعليمية وتدريبية، وإنما يحصل المشاركون على فوائد أوسع من خلال توطيد علاقاتهم بين بعضهم بعضا، وبين مختلف المؤسسات المعنية بفن المناظرات المشاركة في البطولة”.

وعن دور البطولة في تطوير الإلقاء والفصاحة لدى الشباب، أكد هلال السيابي المدير العام للمديرية العامة للشباب بوزارة الثقافة والرياضة والشباب العُمانية ونائب رئيس اللجنة الرئيسية للبطولة، أن البطولة الآسيوية للمناظرات تركز في أهدافها على تعزيز اللغة العربية بوصفها لغة حوار بين مختلف الثقافات والشعوب وتنطلق من خلالها مهارات تتمثل في المعرفة والتفكير والتحليل.

وشدد على أن الهدف من البطولة يتمثل في نشر ثقافة الحوار والتناظر بين الشباب، وينعكس على تطوير الإلقاء والفصاحة، وهو ما ينسجم كذلك مع هيكلة الوزارة من خلال دائرة الحوار والتواصل الشبابي ويدخل ضمن اختصاصاتها فتح قنوات التواصل والحوار مع الشباب من خلال أشكال وبرامج متعددة تحقق ذلك، ومن ضمنها البرامج المتخصصة في المناظرات.

تدوير البطولة

وتحط البطولة الآسيوية للمناظرات رحالها هذه المرة في العاصمة العُمانية مسقط، بعد أن استضافت منافسات نسختها الأولى عام 2020 العاصمة الماليزية كوالالمبور، وفاز بها فريق جامعة سمية للعلوم والتكنولوجيا الأردنية.

وحول أهمية تدوير المناظرات الآسيوية في مدن عربية وعالمية، أكد السبيعي أن مركز “مناظرات قطر” يسعى إلى نشر ثقافة المناظرة باللغة العربية في مختلف أرجاء العالم من خلال مختلف البرامج التي يطلقها المركز مثل أكاديمية النخبة وبرامج السفراء وأكاديمة التحكيم والبطولات القارية والدولية وغيرها العديد من الأنشطة.

وقال “نجد في تدوير بطولة آسيا بين المدن أمراً في غاية الأهمية لرفد مجتمعات المناظرات خارج دولة قطر وتعزيز انتشار ثقافة المناظرة، ونعتقد أن استضافة البطولات في دول مختلفة ينعكس أولاً على تنمية مجتمع المناظرات في الدولة المستضيفة، وثانيا على المشاركين من خلال اللمسات الخاصة والمميزة التي يضفيها كل بلد على أجواء البطولة”.

اختيار سلطنة عمان

وعن أسباب ومعايير اختيار سلطنة عمان لاستضافة البطولة، قال السبيعي إن “سلطنة عُمان من أوائل الدول التي تعاونت معنا وشاركتنا في تشكيل المجتمع العالمي للمناظرة باللغة العربية، حيث استضافت أول ورشة تدريبة لفن المناظرات باللغة العربية خارج قطر عام 2009”.

وتابع أن سلطنة عمان انشأت مؤسسة تتشارك مع “مناظرات قطر” في “رؤيتها وهدفها وهي مركز مناظرات عمان، ونجحت أيضا في التأسيس لمجتمع مناظرات متميز بعناصره الإدارية والتحكيمية، وعقدوا العديد من الشراكات الإستراتيجية مع الجهات الحكومية وغير الحكومية داخل السلطنة لدعم نشاط المناظرات، وهذا كله انعكس بشكل استثنائي على قدرتهم على استضافة بطولة استثنائية”.

واعتبر هلال السيابي استضافة سلطنة عمان ممثلة في وزارة الثقافة والرياضة والشباب لهذا الحدث، إضافة وقيمة كبيرتين تعززان من التوجهات الخاصة باستضافة الفعاليات الثقافية الإقليمية والدولية في عُمان، مضيفاً أن “استضافة الدورة الثانية لهذه البطولة الآسيوية وبمشاركة ما يقارب من 18 دولة كمشاركين ومجموعة دول أخرى كمحكمين، هي حافز لجوانب عديدة تتعلق بالاستثمار والوجهات السياحية مستقبلاً، وتفتح نافذة لمثل هذه الاستضافات التي تنسجم مع رؤية وتوجهات الوزارة”.

الجزيرة