مخرجون وفنانون في مهرجان فجر الدولي للمسرح لـ "الوفاق":

دعوة لتبادل العروض الإيرانية والعربية للتعرُّف على ثقافتيهما

خليفة: أعتقد أن التبادل الثقافي ممكن ويجب أن نربط الجسور التي ربما دمّرتها السياسة.

2023-01-30

مهرجان فجر الدولي للمسرح يواصل نشاطاته بقوة وبترحيب كبير من قبل الفنانين والمواطنين الإيرانيين وهناك كل يوم عروض جيدة جداً يتم عرضها في قاعات العروض الإيرانية، فطهران في هذه الأيام تستضيف مخرجين وفنانين حكم دوليين، للمشاركة في هذا الربيع الفني لمهرجانات فجر الدولية، ومنها مهرجان فجر الدولي للمسرح، فاغتنمنا الفرصة وأجرينا حوراً مع بعض المخرجين والفنانين الضيوف، واليوم نقدّم لكم الحوار الذي جرى بين “الوفاق” والمخرج التونسي “حافظ خليفة” و المخرج العراقي “محمد مؤيد” والفنانة “نسور سليم” والفنان “عبدالله فائز”، وسألناهم حول نشاطاتهم ورأيهم حول المهرجان والمسرح، وفيما يلي نص الحوار:

خليفة: يجب أن نربط الجسور ونكون دعاة سلام

بداية هكذا يتحدث لنا المخرج التونسي”حافظ خليفة”: أنا مخرج ومنتج تونسي ومتخرج من المعهد العالي بتونس سنة 1996 ومقيم في إيطاليا منذ حوالي 25 سنة، أنتجت وأخرجت 20 مسرحية مشتركة تونسية مع ايطالية، اشتغلت بالسينما والتلفزيون كممثل، وحالياً مخرج وسينوغراف.

أبرز المهرجانات الموجودة في الشرق الأوسط

أما حول مهرجان فجر المسرحي الدولي الذي يقام حالياً هكذا يقول “خليفة” الذي شارك بمسرحية “كمدي إلهي”: هو مهرجان مهم ويُعد من أبرز المهرجانات الموجودة في الشرق الأوسط، ولكن للأسف نحن وصلنا متأخرين ولم تتم مشاهدة العروض كلها، ولكنني شاركت مع فرقة ايطالية في سنة 2001 التي كانت مع مخرجة ايرانية مقيمة بروما، وشاهدت اقبال الجمهور والبرمجة المتنوعة والكبيرة جداً، للأسف في تونس أو في المغرب العربي ليست لدينا معلومات كبيرة على هذا المهرجان الذي أعرفه جيداً، وهو مهرجان يستدعي فرق محترفة عالمية وبه برمجة كبيرة جداً، نحن في تونس التي تعتبر بوابة المسرح العربي باعتبار عندنا أيام قرطاج المسرحية، وأنا مدير المهرجان الدولي للمسرح في الصحراء، ونستقبل كل العروض الدولية، وأعتقد أن مهرجان فجر الدولي للمسرح، هو في حجم أيام قرطاج المسرحية باعتبار أننا نبرمج حوالي 120 الى 130 عرضا، ومهم هذا الزخم وهذا التلاقح الحضاري، وكثير من الجنسيات الموجودة والعروض الدولية الموجودة، وأنا سعيد جداً بوجودي في ايران، بعد هذه المساحة من الحرية والتغيير والتطور الذي وجدناه على المستوى الإجتماعي والثقافي، وسعداء كذلك تقنيين لأن هناك محترفين في هذا المهرجان، نحكي تقنياً، وكذلك برمجة مهمة ولدينا استفادة كبيرة جداً ونحن التونسيين نكون في هذه المواعيد الإيرانية المهمة الثقافية ليست في المسرح فقط.

العرض المشترك بين ايران وتونس

أما عندما سألنا السيد “خليفة” حول الإنتاج والعمل المشترك بين ايران وتونس قال: يا ليت يكون بيننا أعمال مشتركة،  للأسف لا يوجد شيء من هذا القبيل، ولكن التبادل الثقافي موجود، ولدينا في تونس مركز ثقافي ايراني مهم كثيراً، وخاصة الآن تحت إدارة الأستاذ هادي آجيلي، الذي يسعى الآن الى اقتراح برمجة ايرانية مهمة جداً كالأسبوع الثقافي الإيراني، وحضور الثقافة والفنانين الإيرانيين في المواعيد الثقافية التونسية المهمة، وأنا نفسي حتى في زيارتي سأستثمرها واستغلها بلقائي مع بعض المسرحيين، لدعوتهم الى مهرجاني، وهذه مناسبة خيرة ان نكون موجودين هنا، لأن حسب ما رأيت هناك فرقة موجودة، وكذلك اصحاب الشهادات العليا والباحثين من تونس هم موجودون لمواكبة المهرجان، وهكذا أكيداً سيطوّر وسيجعل من وجود التبادل الثقافي الإيراني التونسي مثري جداً وكبير، وهذا مهم.

العرض في ايران

وفيما يتعلق بالحضور في ايران قال “خليفة”: هذه ليست اول مرة أرسل طلب للمشاركة في هذا المهرجان، وبعد ما شاركت في 2001، هي أعمالي عموماً تشتغل على الموروث الثقافة العربي والإنساني، انا أخرجت مسرحيات عديدة وكلها تبحث عن الثقافة الإنسانية للشرق، وخاصة أنا في إيطاليا اشتغلت مع مخرجة كبيرة اسمها “شهرو خردمند” التي هي ايرانية مقيمة في روما، واشتغلنا على ارداويرافنامة، وعمر الخيام، وديوان حافظ الشيرازي، وهذه السنة كُللنا بالمشاركة  بالمهرجان، واللغة فيه محدودة، ربما تتوافر الحركة والصورة في هذا العمل، وتم اختيار هذا العمل، وأنا متشرف جداً أن نكون في المسابقة الرسمية مع مخرجين مهمين وفرق دولية.

وأخيراً أعتقد أن التبادل الثقافي ممكن ويجب أن نربط الجسور التي ربما دمّرتها السياسة، ومهم جداً أنه نحن كبشر وكمثقفين وفنانيين، نكون دعاة سلام وقنوات حوار، وهذا هو الذي يخفف من وطأة التمزق السياسي الذي يعيشه العالم، فنحن فعلا بحاجة بعضنا الى بعض.

مؤيد: نستقبل العروض الإيرانية

أما المخرج العراقي “محمد مؤيد” مخرج مسرحية “طلقة الرحمة” هكذا تحدث: انا مخرج من العراق، ومؤلف ومخرج مسرحية “طلقة الرحمة” التي شاركت في مهرجان فجر الدولي للمسرح، في الدورة الـ 41، وحقيقة سعداء لهذه الدعوة وفي هذا العرض الذي نقدمه، وكانت الأصداء جميلة جداً وقراءة العرض قراءة فلسفية فكرية، تحدث العرض عن الموت المجاني، وعن الإحتجاجات والموت الذي حدثت في بغداد، واستطعنا أن من خلال فن الخشب الحديث الذي هو الأداء الجسدي، أن نقول ما لدينا، نقول فكرة العرض، والحمدلله وصلنا اليها.

وحول المسرح يقول مؤيد: المسرح هو رسالة سامية.. المسرح هو كشف المستور.. حقيقة كل المعالجات وكلما يدور في الأحداث هو خبر حقيقي و خبر يعالج ما نشاهده ونعيشه في هذا اليوم.

عروض ايرانية وعراقية

اما فيما يتعلق بالعروض المشتركة بين ايران والعراق يقول مؤيد: طبعاً هناك تعاون كبير بين المهرجانات الإيرانية والمهرجانات العراقية، وسبق ان حضرت عروض مسرحية ايرانية في مهرجان بغداد الدولي للدورة الثالثة 2023، والحمدلله حصلت على شهادات تقديرية وكانت المشاركات في ايران موفقة، وأيضا نحن في هذا العام شاركنا في مسرحيتين عراقيتين هما مسرحية الدكتور جواد الأسدي “امل”، ومسرحية “طلقة الرحمة”.

مسرحيات عربية في المدن الإيرانية

وعندما سألنا مؤيد: ما هو رأيكم بالنسبة لعرض المسرحيات العربية في المدن الإيرانية الناطقة باللغة العربية مثل محافظة خوزستان وغيرها؟، أجاب: نحن جاهزون ونلبّي أي دعوة وليس هناك فرق بين الشعب الإيراني والعراقي، وأعتقد نحن شعب واحد، ولا نحس بأننا في الغربة، ونحن كلنا همّنا ودمّنا واحد، وأنا جداً سعيد بهذا التعاون، وإن شاء الله نستقبل العروض الإيرانية في بغداد والمحافظات العراقية.

تقييم المهرجان

اما فيما يتعلق بتقييم المهرجان يقول مؤيد: هناك تنظيم عال للمهرجان واختيار عروض مهمة وهناك أكثر من نوع للعروض التي اختيرت لمهرجان فجر والحسن الأكبر لهذه الدورة أنه في دورته الـ 41، وهذا يدل على نجاحه واستمراريته، ولا اعتقد أن في المنطقة العربية نجد دورة وصلت الى 40 او 41، وهذا يدل على نجاحه، واختيار العروض كانت موفقة جداً على المستوى الدولي، يعني اختيار العروض كانت متنوعة طبعا أكيد.

وأخيرا نشكر ادارة ورئيس ومدير المهرجان لهذه الدعوة ولهذه الثقة في اختيار العرضين المسرحيين “أمل” و “طلقة الرحمة”.

نسور سليم: للمسرح تأثير في الفكر والمجتمع

اما الفنانة العراقية “نسور سليم رزوقي” من جهتها تقول: أنا خريجة معهد فنون في قسم المسرح وحالياً في كلية الفنون بمرحلة ثانية بقسم الإخراج وشاركت أعمالي من ضمن المعهد وخارج المعهد وأعمال بالكلية، وكانت آخر أعمالنا الآن “طلقة الرحمة”  تم عرضها في بغداد الدولي في الدورة الثالثة والآن شاركت في هذا المهرجان بدورته الـ 41، وفيما يتعلق بـ “طلقة الرحمة” أنا أعتبرها شيء جديد، أنا أشتغل على الجسد، كلما اجرينا حوارا. فله معنى جميل، واستفدنا من خلال استخدام الخيال وكيف نوظف الجملة بالحال.

وأنا كان لي في “طلقة الرحمة” دور ثانوي، ولكن نحن عملنا بصورة مجموعة وليس هناك تمييز بيننا، ونحن كانت مهمتنا بأن نكون موحدين بالحركة، موحدين كإنسجام، وكانت تجربة جميلة واعتبرها تجربة جدية لي.

وطبعا للمسرح تأثير في الفكر والمجتمع ونجعل المواطنين يطلعون على الأمور التي لا يعرفونها، أو نجعلهم يكونون أكثر تطوراً و ليست محدودة على الحد الذي يسمعونه، لأنه دائماً هناك مشاكل موجودة وراءها مسببات وبعض العالم لا يعرف المسببات ويقولون الذي يخطىء على نفسه وخلاص!

فالمسرح يوضح هذه الأمور ويوضح المشاكل وتفاصيلها وبعض المسارح توضح لك الحالة وبعضها تفتح لك أنه أنت الحل، يعني مثل ما تحب.

خضير: أجواء المهرجان جميلة جداً

اما الفنان العراقي “عبدالله فائز خضير” من جهته يقول: ممثل والموهبة سبقت لي أن أقدم شيئا جديدا وانصقلت عن طريق الأستاذ محمد مؤيد والحمدلله قدمنا عرض جميل جداً وحصل على جائزة أفضل عمل متكامل، وأنا أول مرة جئت الى ايران، والأجواء جداً جميلة.

أجواء المهرجان جميلة جداً والاهتمام موجود وأداء بقية العروض جميل جداً وهناك اختيار موفق. المسرح له تأثير كبير وهو رسالة واضحة جداً، يؤثر في المجتمع تقريبا 70% ولكن يجب أن يفهموها، ورغم الظروف والأجواء التي غير المؤاتية للشاب العراقي أو اي شاب، يبقى الإبداع موجود، ولإقامة عروض مشتركة بين ايران والعراق ليست مشكلة وهذا يشرفني، وأخيرا أشكركم وأقدّر إهتمامكم.

 

المصدر: الوفاق/خاص/ موناسادات خواسته