حجة الإسلام والمسلمين السيد صادق الموسوي":

كتاب “تَمامُ نَهْجِ الْبَلاغة” هو تلخيص لدراسة 80 ألف مجلد من الكتب

 قال رجل الدين الايراني "حجة الإسلام والمسلمين السيد صادق الموسوي" مؤلف كتاب "تَمامُ نَهْجِ الْبَلاغة"، بأن الكتاب هو تلخيص لدراسة أكثر من 80 ألف مجلد من الكتب، وإنه قام بزيارة مكتبات مختلفة حول العالم لكتابة هذا العمل على مدى عشرين عاماً.

2025-01-19

إن كتاب “تَمامُ نَهْجِ الْبَلاغة” هو عنوان كتاب تمّ تأليفه في ثمانية مجلدات باللغة العربية على يد حجة الإسلام والمسلمين السيد صادق الموسوي ويحمل هذا الكتاب الرائع في طيّاته أقوال الإمام علي (ع)، ويرى المؤلف أن محتوى هذا الكتاب أكثر من محتوى نهج البلاغة ويقول موسوي إن هذا الكتاب تمّ تأليفه بعد عشرين عاماً من البحث والتحقيق والتأليف والتحرير. وفي كتاب “تَمامُ نَهْجِ الْبَلاغة” ذكر جميع أدعية أمير المؤمنين (ع) مع مصادرها.

 

وقد صدر هذا الكتاب في 8 مجلدات ثم تمت إعادة نشره في عام 2014 م في مجلد واحد وهو الكتاب الذي أشاد به سماحة قائد الثورة الإسلامية الايرانية وبعض المراجع العظام والعلماء الكبار وتمّ وضعه في متناول الباحثين الدينيين باعتباره عملاً ثميناً.

 

وقال مؤلف الكتاب حجة الإسلام والمسلمين “السيد صادق الموسوي”: “ولدت في أسرة علمية ودينية وكان جدّي المرحوم آية الله العظمى “السيد عبد الله الموسوي الشيرازي” من المراجع الدينيين في النجف الأشرف ومشهد المقدسة. وكان والدي المرحوم آية الله “السيد محمد باقر الموسوي الشيرازي” مرجعاً دينياً في مشهد، وكان للأجواء العلمية والدينية تأثيرها على بنية حياتي، فمنذ كنت مراهقاً في  مدينة النجف الأشرف كنت أشارك في المناقشات العلمية والفكرية والدينية في الأوساط العلمية بحضور العلماء”.

 

وردّاً على سؤال آخر حول انضمامه إلى نهج الإمام الخميني (قدس) أوضح: “عندما دخل الإمام الراحل النجف، تجمهر حشد كبير لاستقباله، كنت آنذاك طالباً في الثانية عشرة من عمري، وفي وسط ضغط الحشود سقطت عمامتي عن رأسي، وأخذوا ردائي. ولكن صغر سني ساعدني حين دخلت الصحن والمرقد”.

 

وأردف موضحاً: “قلت لنجل الإمام الخميني (قدس) “السيد مصطفى” ذات مرة إنني أحمل رسالة من مسؤول مهم في لبنان إلى الإمام (رحمه الله)، فقال السيد مصطفى: “اذهب وتحدث إلى السيد “رضواني” وقل له أن يحدد لك موعدًا للتحدث مع الإمام”.

 

وفيما يخصّ الدوافع التي حفّزته لكتابة وتأليف كتاب “تمام نهج البلاغة” قال حجة الإسلام والمسلمين “السيد صادق الموسوي”: “إن العنوان الرئيسي للشيعة هو “علي بن أبي طالب” كما إنه مبدأ الإسلام، ولكن على وجه التحديد، فإن لقب وعنوان ورمز التشيع هو علي (ع)”.

 

وأضاف: “أما أنا الذي نشأت في الأجواء الروحية للنجف الأشرف وبلاط أمير المؤمنين (ع) فقد وجدت أن مسألة الارتباط بأمير المؤمنين (ع) والارتباط بالإمام علي(ع) تتم عبر اللاوعي ولعل لو أنني نشأت في كربلاء المقدسة لكان موضوع الإمام الحسين (ع) أكثر أهمية بالنسبة لي كمجال للبحث. لكن العيش في النجف الأشرف وزيارة المرقد المضيء للإمام علي (ع) مرتين وثلاث وأربع مرات في اليوم يخلق هذا الارتباط بطريقة مختلفة”.

 

واستطرد مؤلف كتاب “تمام نهج البلاغة” مبيناً: “إن نهج البلاغة بمثابة مرآة للتعريف بأمير المؤمنين علي (ع)، أي أنه إذا أراد أحد معرفة الإمام علي (ع) وفهم منطقه وفكره ولغته وغير ذلك فلا بد من قراءة نهج البلاغة”.

وأشار إلى الظروف التي أحاطت بجمع كتاب نهج البلاغة قائلاً: “إلا أن نهج البلاغة للشريف الرضي وقد بني على نحو خاص بسبب الشروط الخاصة التي ذكرها في مقدمة نهج البلاغة؛ يقول الشريف الرضي في مقدمة كتابه نهج البلاغة “أردت أن أجمع مجموعة تسمى خصائص الأئمة (ع)، وأخصص في كل كتاب بعد سيرة ذلك الإمام فصلاً عن أقواله، ابتداءً بأمير المؤمنين علي (ع)، وقد سُمي هذا الكتاب (خصائص أمير المؤمنين (ع)) وهو الآن متوفر في سوق الكتب والذي أصبح فيما بعد أساسا لكتابة نهج البلاغة.”

 

وأوضح الباحث الديني الشهير قائلاً: “في كتاب “تمام نهج البلاغة” عالجنا كل المشاكل السابقة، فلم نقم بإصدار كتاب يضمّ مقتطفات من خطبة الإمام علي (ع) بل قمنا بنشر الخطبة الكاملة.”

وأردف موضحاً: “الشريف الرضي كان يواجه مشكلة أحياناً في إيجاد حرف أو كلمة لم تكن في المصادر التي كانت بحوزته لأن المصادر التي كانت عنده ليست من المصادر الممتازة، وقد فعل ذلك سنة أربعمائة بينما كانت شهادة أمير المؤمنين (ع) سنة 36 هـ. وكان ذلك في عهد بني أمية وابن عباس وغيرهما، ولم يكن أحد منهم يسمح بتوثيق شخصية أمير المؤمنين (ع) أو أقوال النبي (ص)”.

 

وفي الختام، قال حجة الاسلام والمسلمين السيد صادق الموسوي: “لإعداد هذا البحث، قمت بزيارة مكتبات مختلفة حول العالم، من لكناو في الهند، إلى إيران وسوريا ولبنان ومصر وتونس والمغرب، كما قمت بدراسة أعمال بعض المكتبات الأوروبية لهذا العمل، وأخيراً، قمت بزيارة مكتبة الكونجرس في الولايات المتحدة الأمريكية، وجامعة “مكغيل” الكندية”.

 

المصدر: اكنا