وزير العلوم والأبحاث والتكنولوجيا الإيراني:

أسبوع العلم العراقي-الإيراني خطوة مهمة لتعميق تعاون طويل الأمد

الوفاق/ رأى وزير العلوم والأبحاث والتكنولوجيا الإيراني "حسين سيمائي صراف" إن إقامة أسبوع العلم العراقي-الإيراني يعد فرصة مناسبة للتصميم وخطوة مهمة في اتجاه تعميق التعاون العلمي طويل الأمد بين هذين البلدين.

2025-01-19

وفي حفل افتتاح أسبوع العلم العراقي-الإيراني الذي استضافته جامعة الزهراء(ع) في مدينة كربلاء المقدسة للفترة من 18 إلى 20 كانون الثاني/ يناير 2025، أعرب وزير العلوم والأبحاث والتكنولوجيا الإيراني عن شكره لوزير التعليم العالي العراقي وجميع المشاركين في هذا اللقاء، معتبراً بأن هذا الحدث قد أتاح فرصة ثمينة للتأمل في التاريخ المشترك والتراث العلمي الغني والإمكانيات غير المحدودة للتعاون بين هذين البلدين العظيمين.

 

وبالإشارة إلى القواسم التاريخية المشتركة بين البلدين، أوضح سيمائي صراف بأن إيران والعراق، باعتبارهما دولتين متجاورتين لهما تاريخ عريق وحضارة عمرها آلاف السنين، كانتا دائماً في طليعة إنتاج العلوم والثقافة والمعرفة جنباً إلى جنب وكانتا مهداً لأكبر الاكتشافات العلمية والمراكز الثقافية في العالم الإسلامي، منها الحوزات العلمية في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة في العراق، والحوزات العلمية ومراكز العلم في خراسان الرضوية في إيران.

 

ولفت وزير العلوم الإيراني إلى أن العلماء البارزين أمثال الشيخ الطوسي وخواجة نصير الدين الطوسي والفارابي وابن سينا ​​وغيرهم من العلماء الآخرين، كانوا جسر وصل بين الشعبين الإيراني والعراقي ومازالت أعمالهم اليوم منارة للأجيال. ورأى أن إقامة أسبوع العلم العراقي-الإيراني يعد فرصة مناسبة للتصميم وخطوة مهمة في اتجاه تعميق التعاون العلمي طويل الأمد بين هذين البلدين.

 

وأكد سيمائي صراف على أن إيران والعراق بحاجة إلى التنمية والتطور وهذا الأمر لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الحركة العلمية والبحثية؛ موضحاً بأن الدين واللغة والتراث المشترك للحضارة الإسلامية هم بمثابة أسساً متينة لتعميق العلاقات بين البلدين. وتابع بأن تقاليد البحث في الحوزات العلمية والجامعات الإيرانية منذ زمن طويل، وجود ارتباط وثيق بين العلوم الإسلامية والتجريبية؛ لذا يجب الآن تعزيز هذه الروابط واتخاذ خطوة كبيرة نحو تقدم العلوم والتكنولوجيا.

 

وأضاف سيمائي صراف: تم إعداد بعض المحاور الرئيسية للتعاون العلمي التي يمكن أن تساعد في تعزيز العلاقات؛ موضحاً بأن تحديد المشاريع البحثية المشتركة في قضايا مثل القضايا البيئية وإدارة موارد المياه والطاقة والعلوم الطبية، يعد من بين المجالات ذات الأولوية التي يمكن عبر التعاون تحقيق تقدم كبير فيها. كما بيّن أن تبادل الأساتذة والباحثين يعد محوراً آخر للتعاون بين العراق وإيران، مما يتيح للبلدين رعاية جيل جديد من الباحثين الذين لديهم فهم عميق لمشاكل البلدين وتقديم حلول فعالة من خلال تعزيز برامج التبادل العلمي.

 

واستطرد مؤكداً على ضرورة مواصلة التعاون في مجال التكنولوجيات المتقدمة بشكل جدي، وعدم إهمال فرصة التعاون في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا النانو، وشدد على ضرورة دعم البحوث الإنسانية والإسلامية وذلك إستناداً إلى التراث المشترك الغني بين إيران والعراق الذي يساعد في إجراء أبحاث واسعة النطاق في مجالات مثل التاريخ والفلسفة والأفكار، والتي لن تلهم البلدين فحسب، بل العالم الإسلامي بأكمله.

 

وبالإشارة إلى أن إيران والعراق تمتلكان مؤسسات علمية ضخمة بمفردهما، وتحتل جامعات البلدين مراكز مرموقة في التصنيف العالمي، اعتبر سيمائي صراف بأن التعاون الثنائي يمكن أن يخدم هذه القدرات في حل القضايا الإقليمية والعالمية ويكون نموذجا للدول الأخرى. ولفت إلى الدور المهم الذي يقوم به كل من قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي في إيران والمرجع الشيعي الكبير آية الله العظمى السيد علي السيستاني في العراق؛ مبيّناً بأن القادة هم دائماً رواد في تعزيز العلم والمعرفة وتعزيز روح التعاون بين البلدين.

 

 

* التوقيع على البرنامج التنفيذي للتعاون العلمي

 

هذا ووقع الجانبان الإيراني والعراقي على برنامج تنفيذي للتعاون العلمي الثنائي بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية ووزارة العلوم والبحوث والتكنولوجيا الإيرانية.

 

وخلال فعاليات اليوم الأول من أسبوع العلم العراقي-الإيراني، تم التوقيع على البرنامج التنفيذي للتعاون العلمي الثنائي بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية ووزارة العلوم والبحوث والتكنولوجيا الإيرانية.

 

وقد وقع عن الجانب الإيراني رئيس مركز التعاون العلمي الدولي التابع لوزارة العلوم والبحوث والتكنولوجيا الإيرانية أميد رضائي فر، وعن الجانب العراقي وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حيدر عبد ضهد كاصد الربيعي.

 

ويغطي برنامج التعاون العلمي المشترك عدة مجالات ومحاور، منها:

 

– تعزيز التعاون المشترك بين الطرفين ببرنامج المنح الدراسية للدراسات الجامعية الأولية والدراسات العليا ولاسيما ضمن برنامج ادرس في العراق.

 

– تنظيم ورش عمل تدريبية للتدريسيين والطلبة.

 

– تشجيع التعاون في مجال الإشراف العلمي المشترك.

 

– إمكانية تبادل الأساتذة الجامعيين لإجراء البحوث العلمية المشتركة وإلقاء المحاضرات بمجالات تخصصهم.

 

– العمل على إنشاء حديقة علمية مشتركة في العراق تحت إدارة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية.

 

 

* تقديم منح دراسية للطلاب العراقيين

 

إلى ذلك، أكد وزير العلوم والبحوث والتكنولوجيا استعداد إيران لرصد عدد محدد من المنح الدراسية للطلاب العراقيين الموهوبين والمتفوقين.

 

وقال سيمائي صراف، السبت، خلال مؤتمر صحفي مشترك في بغداد مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي: إن أكثر من 170 مذكرة تفاهم للتعاون الجامعي، وقعت بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعراق، وأكدنا خلال المباحثات مع المسؤولين العراقيين على تنفيذ هذه المذكرات بالكامل.

 

وأوضح: أن تبادل الطلاب والأساتذة، والفرص البحثية، ومجال التكنولوجيا هي محاور التعاون العلمي المشترك بين إيران والعراق، منوهاً إلى استعداد إيران للتعاون مع الجامعات العراقية في مجال التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النانو وتكنولوجيا الكوانتم. كما رحب وزير العلوم بقبول الطلاب العراقيين في أفضل الجامعات الإيرانية.

 

في المقابل، أشار وزير التعليم العالي العراقي إلى مباحثاته مع نظيره الإيراني في بغداد؛ مؤكداً بأن البلدين لديهما إرادة جادة في توسيع نطاق التعاون العلمي والبحثي.

 

وأكد العبودي بأن مراكز المعرفية الإيرانية تتمتع بقدرات وإمكانيات علمية وبحثية مرموقة؛ لافتاً في السياق إلى توفر الفرص للتعاون العلمي والأكاديمي بين البلدين في شتى المجالات ذات الصلة.

 

يذكر أن فعاليات أسبوع العلم العراقي – الإيراني تقام في مدينة كربلاء المقدسة للفترة من 18 إلى 20 كانون الثاني/ يناير 2025 بحضور مسؤولي التعليم العالي ورؤساء جامعات البلدين في جامعة الزهراء(ع) وبمشاركة واسعة من الجامعات العراقية الحكومية والأهلية.

 

 

المصدر: الوفاق