فيما يحتدم نزاعها مع السلطات..

طالبان باكستان تصعّد إجرامها.. المساجد أهداف مشروعة

سقط 36 شخصا قتيلاً كما أصيب 147 آخرون في تفجير انتحاري وقع داخل مسجد بالقرب من مقر للشرطة بمدينة بيشاور عاصمة إقليم خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان وفقاً لآخر إحصائية كشفتها السلطات. وتبنّت حركة طالبان باكستان في تغريدة لها- المسؤولية عن الهجوم.

2023-01-30

وأشارت الشرطة الباكستانية إلى أن المسجد يقع بالقرب من مجمع سكني لأفرادها، وكان به نحو 260 شخصا وقت الانفجار. وقال المتحدث باسم المستشفى الرئيسي في بيشاور محمد أسيم خان “نتلقى مزيدا من الجثث، لدينا حتى الآن 17 جثة وأكثر من 80 جريحا”.

وذكر شاهد عيان لمحطة جيو التلفزيونية الإخبارية المحلية أن الانفجار “وقع أثناء الصلاة انهار مبنى مؤلف من طابقين” مضيفا أنه كان خارج المسجد مباشرة عندما وقع الانفجار.

وأظهرت لقطات بثتها محطة “بي تي في” (PTV) الرسمية أفرادا من الشرطة وبعض السكان يسارعون بإزالة الأنقاض والحطام، وحمل المصابين على أكتافهم. وقال مسؤول بالشرطة يدعى سيكاندار خان “انهار جزء من المبنى ويعتقد أن الكثيرين تحت الأنقاض”. وقد رفعت شرطة العاصمة إسلام آباد حالة التأهب الأمني عقب الانفجار.

* أول ردّ فعل

وأفاد مسؤولون أمنيون بأن الانتحاري كان حاضرا في الصف الأمامي أثناء الصلاة عندما فجّر نفسه، مما أدى إلى إصابة العشرات الذين كانوا يؤدون صلاة الظهر. ومن جانب آخر، ذكر مسؤول طبي أن معظم القتلى في الانفجار كانوا من رجال الشرطة. وفي أول رد فعل على الهجوم، أدان رئيس الوزراء محمد شهباز شريف بشدة التفجير الانتحاري، قائلا “الإرهابيون أرادوا إثارة الذعر من خلال استهداف أولئك الذين يحمون البلاد”. وأضاف “الحكومة ستقدم الدعم للمحافظات في بناء قدراتها ضد الإرهاب”. كما استنكرت الرئاسة التفجير، وقالت في بيان “من ينفذون هجمات انتحارية على المسلمين أثناء العبادة هم أعداء الإسلام والإنسانية”. وأكدت أن “هناك حاجة لاتخاذ إجراءات مشتركة وبعيدة المدى للقضاء على جذور الإرهاب”. كما أدان رئيس الوزراء السابق عمران خان بشدة ما وصفه بـ “الهجوم الإرهابي” في مسجد بيشاور أثناء الصلاة.

ويأتي هذا التفجير في الوقت الذي صعّدت فيه حركة طالبان الباكستانية (TTP) تفجيراتها في باكستان، بعد أن فشلت جهود المحادثات السلمية ووقف إطلاق النار بينها وبين الحكومة.

*باكستان تلوِّح بعملية عسكرية

وتعهد الجيش في باكستان بالعمل ضد “الإرهابيين” والقضاء على “الخطر”، في إشارة إلى عملية عسكرية ضد حركة “طالبان باكستان”، ما قد يزيد الإضطرابات السياسية والاقتصادية التي تشهدها الدولة الواقعة جنوب آسيا، حسبما ذكرت “بلومبرغ”. واجتمع كبار قادة الجيش لمدة يومين في بلدة روالبندي، في وقت سابق مؤخراً لمراجعة العمليات. وقال الجناح الإعلامي للجيش الباكستاني، في بيان صحافي عقب انتهاء الاجتماع: “لدينا تصميم على محاربة الإرهابيين بلا أي تمييز، والقضاء على هذا الخطر”. وتشهد باكستان تزايداً ملحوظاً في الهجمات التي تتبناها “طالبان – باكستان”، بالتزامن مع أزمة سياسية يقودها رئيس الوزراء السابق عمران خان الذي يطالب بإجراء انتخابات مبكرة، وأزمة اقتصادية تحاول الحكومة حلها عبر اللجوء إلى قرض إنقاذ من صندوق النقد الدولي.

وانهار اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه حكومة “طالبان” في أفغانستان، بين الحكومة و”طالبان باكستان”، وزادت الحركة الباكستانية من الهجمات في شمال وجنوب غربي البلاد.

وأعلنت حركة “طالبان” الباكستانية مسؤوليتها عن تفجير انتحاري، منذ مدة قريبة، أودى بحياة شرطي وإصابة 5 أشخاص على الأقل في إسلام أباد، وهو الحادث الأول من نوعه في المدينة منذ أكثر من 8 سنوات، وجاء بعد أقل من شهر من إنهاء الحركة اتفاق وقف إطلاق نار لمدة 6 أشهر مع الحكومة.

 

المصدر: الوفاق/وكالات