وأشار محمدرضا عارف، في مراسم الذكرى الثلاثين لتأسيس “صحيفة إيران”، اليوم الإثنين، إلى فلسفة تأسيس هذه الصحيفة، قائلاً: كان الهدف من تأسيس هذه الصحيفة هو طرح أداء الحكومات دون التركيز على توجّه معين، وكان من الطبيعي أن يكون الجو العام في البلاد بعد الثورة الإسلامية جواً سياسياً أكثر من أن يكون ثقافياً.
واعتبر النائب الأول لرئيس الجمهورية “صحيفة إيران” وسيلة إعلامية مستقلة على الرغم من كونها صحيفة حكومية، وتابع قائلاً: على أي حال، يجب أن تُنشأ صحيفة مستقلة يتابعها الناس ويتعلقوا بها؛ ويشعرون أنها تعبر عن مشاعرهم وأنهم يمكنهم العثور على ما يريدون من حديث في هذه الصحيفة؛ ولحسن الحظ تم اتخاذ هذا القرار، والأشخاص الذين اتخذوا الخطوات الأولى في “صحيفة إيران” أسسوا أساساً جيداً لذلك.
وصرح عارف، الذي قدم نفسه كقارئ دائم لصحيفة “إيران”، قائلاً: على مدى الثلاثين عاماً الماضية كنت قارئاً دائماً لصحيفة “إيران”، والصحيفة التي أقرأها عادة هي “صحيفة إيران”؛ بالطبع أنا ألقي نظرة أيضاً على الصحف الأخرى؛ لكنني أشعر بأنني أجد في جميع صفحات صحيفة “إيران” جزءاً من النقاط التي أريد رؤيتها وقراءتها.
هذه ميزة أراها في صحيفة “إيران”، وأشكر بصدق القائمين عليها لأنهم حافظوا على هذا الاتجاه، ولم يكن هناك خط أو جناح سياسي مسيطر ولم يكن هناك إصرار على فرض فكر معين.
وقال النائب الأول لرئيس الجمهورية: مجتمعنا يحتاج إلى النظرة الثقافية أكثر من أي وقت مضى، ويبدو أنه يجب على وسائل الإعلام أن تكون ثقافية أكثر منه سياسية، لأننا نواجه مشاكل وقضايا ثقافية جدية. هذه هي مهمة ومسؤولية وسائل الإعلام، ونحن أيضاً نواجه تحديات اجتماعية جدية. لماذا لا نخلق مساحة قيّمة للنقد في القضايا الثقافية والاجتماعية في وسائل الإعلام؟
وفي جزء آخر من حديثه، أشار عارف إلى أنه لا يمكننا أن نكون بعيدين عن السياسات والاستراتيجيات الوطنية، ويجب أن نساعد في التعرف على هذه الأولويات والمشاكل والعمل على تنظيمها.
كما تحدث النائب الأول لرئيس الجمهورية عن نهج “الوفاق” الذي يتبعه رئيس الجمهورية، وقال: استراتيجية رئيس الجمهورية هي الرفاه، وأنا أشهد أن رئيس الجمهورية لا يتحدث إلا عما يؤمن به، ومدى نجاحه في العمل لا يمكن أن يدير البلاد بمفرده، وجميعنا هنا زملاؤه ويجب أن نساعده.
وأضاف: يجب أن نعمل على توضيح خطاب الوفاق الذي كان رمز انتصار الثورة الإسلامية منذ الأيام الأولى لها.
وقد قدم النائب الأول لرئيس الجمهورية فرضية للبلاد، وأوضح: أن قدرة وإمكانات البلاد لتلبية مطالب الناس جيدة، ويجب أن نكون جميعاً معاً ونتعاون، وعلى وسائل الإعلام أن تساعد في تقديم الخدمات للناس من خلال النقد والإرشادات مع مزيد من الجهد.
“إيران” لم تكن غائبة أو باهتة
وخلال المراسم، قال عباس صالحي وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي: أرحب بالنائب الأول لرئيس الجمهورية وأعبر عن سعادتي لوجودي في مراسم الذكرى الثلاثين لتأسيس صحيفة “إيران”.
وأضاف: تعد صحيفة “إيران” مثل تلك المؤسسات الشعبية التي تفخر بعمرها الطويل، وأنا أشعر بالسرور والأمل لحضوري هنا في مراسم الذكرى الثلاثين لصحيفة “إيران”، وحضوري في الأيام المقبلة في مراسم الذكرى التسعين لتأسيس وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية “إرنا”.
وفي ختام حديثه، قال صالحي: على الرغم من أن صحيفة “إيران” شهدت بعض العقبات، إلا أنها لم تكن غائبة أو باهتة في أي وقت، بل كانت دائماً حاضرة وبشكل مؤثر.
وأضاف: لم تكن صحيفة “إيران” يوماً منبراً للحكومة، بل كانت طريقاً مزدوجاً للربط بين الشعب والحكومة، وكانت دائماً راوية وسائلة.
ضرورة الحفاظ على مؤسسة إيران
بعد ذلك، رحب حسين جابري أنصاري، مديرعام وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية “إرنا”، بالنائب الأول لرئيس الجمهورية والمديرين والعاملين في صحيفة “إيران”، قائلاً: “من الجيد أن نتذكر جميع الأشخاص الطيبين طالما هم موجودون، وأن نعبر عن إمتناننا لهم”.
وأعرب جابري أنصاري عن ضرورة أن نحافظ جميعاً على اسم مؤسسة إيران الثقافية والإعلامية في القمة، وأن نعمل مع الحكومة على تعزيز الروابط القوية بين الشعب والحكومة.
وفي بداية المراسم، رحّب علي متقيان، مديرعام مؤسسة إيران الثقافية – الإعلامية بالنائب الأول لرئيس الجمهورية، قائلاً: هذه المراسم هي مراسم العلم والقلم، مثل الخواطر والصحافة.
كما تحدّث متقيان عن إجراءات دخول صحيفة “إيران” في مجال الذكاء الاصطناعي، وقال: إن المرحلة الأولى من هذا المشروع يبدأ عمله اليوم.