مدير المركز الدولي للكارتون والكاريكاتير في إيران للوفاق:

“هولوسايد”.. مشاركة دولية لمواجهة الكيان الصهيوني

خاص الوفاق: تم مشاركة 60 دولة،وهذا يدل على أن الفنانين المستقلين في جميع أنحاء العالم يكرهون هذا الكيان المحتل حقاً ويجب أن يقفوا ضد هذا الكيان.

2025-01-21

موناسادات خواسته

 

دخل إتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين الاحتلال الصهيوني وحركة “حماس” حيّز التنفيذ يوم الأحد الماضي في الساعة 08:30 بالتوقيت المحلي (06:30 بتوقيت غرينتش)، معيداً الأمل بإنهاء العدوان الصهيوني وحرب الإبادة التي شنتها “إسرائيل” على القطاع منذ 15 شهراً، والتي خلّفت عشرات آلاف الشهداء والمصابين والمفقودين والأسرى وشرّدت ملايين الغزيين. وفي الوقت الذي كان الكيان المحتل يواصل جرائمه، قامت إيران بإجراء مسابقة تحت عنوان “هولوسايد” تطرقت إلى جرائم هذا الكيان. أقيمت المسابقة بمشاركة فنانين من 60 دولة، وتحت إشراف سيد مسعود شجاعي طباطبائي، مدير المركز الدولي للكارتون والكاريكاتير في إيران وسبق له أن نظمّ معرضاً لأعمال رسّامي الكاريكاتير من مختلف أنحاء العالم حول الهولوكوست، والذي لاقى إقبالاً واسعاً، وحصل على العديد من الجوائز والدروع من خلال مشاركته في المهرجانات والمسابقات الفنية الوطنية والدولية، ففي هذه الأجواء أجرينا حواراً معه فيما يلي نصه:

 

 

مسابقة “هولوسايد”

بداية تحدث الأستاذ شجاعي طباطبائي عن تسمية المسابقة بعنوان “هولوسايد”، وقال: تُقام مسابقة الهولوكوست في نسختها الثالثة، والتي تحمل عنوان المسابقة الدولية الثالثة للكارتون والكاريكاتير والملصقات حول الهولوكوست، ولكن لماذا “هولوسايد”؟

لأننا كنا نواجه العديد من المشاكل والقيود في الفضاء الإلكتروني، وكان من المستحيل عملياً تقديم دعوة للمشاركة في المسابقة وكانت الصفحات والمشاركات تُغلق على الفور، توصلنا إلى استنتاج مفاده أننا نستخدم كلمتي “هولوكوست” و “جينوسايد” وكلمة “هولوسايد” مزيجاً من هاتين الكلمتين، التي كل منهما يعطي معنى الإبادة الجماعية.

 

 

لكن الصهاينة يعتقدون أن الهولوكوست حدث لهم فقط في الحرب العالمية الثانية، والإبادة الجماعية التي يزعمون أنها قتلت 6 ملايين يهودي، هي شيء ليس من شأننا أن ننكره أو نثبته، نحن نسعى إلى تحدي الإبادة الجماعية التي شهدناها بوحشية وبصورة مفجعة حقاً منذ أكثر من عام، وفي الوقت نفسه نولي اهتماماً خاصاً لقضية العنصرية الصهيونية.

بعد أن قضت محكمة لاهاي بأن نتنياهو والشخصيات الشريرة في هذا الكيان المحتل هم مجرمو حرب، أعلنت 122 دولة أنهم سينفّذون هذا الحكم، ففي قسم الكاريكاتير، قدّمنا الشخصيات الشريرة الثلاثة نتنياهو وإيتمار بن غفير وغالانت.

 

والجزء الثالث من المسابقة في موضوع الملصقات والكارتون هو في الواقع السلوك المزدوج للغرب، وخاصة أمريكا، فيما يتعلق بحرية التعبير ومزاعمهم فيما يتعلق بموضوع السلام، بما أنه تدعي أمريكا أنها تريد السلام ولكنها تستخدم الطائرات المقاتلة الأكثر تقدما، والمعدات والأسلحة العسكرية، وتركها تحت تصرف الكيان الصهيوني ولم تتردد حتى في إرسال قواتها.

 

ردة فعل الكيان الصهيوني تجاه المسابقة

 

 

ويتابع شجاعي طباطبائي: من الطبيعي أنه في المسابقة الأولى والثانية التي كانت تحت عنوان “الهولوكوست” لم يسمحوا برؤية هذه الدعوة، بسبب الهيمنة الإعلامية الموجودة في عالم الهيمنة والغرب، ولكن فور عرض الأعمال الفنية والرسوم الكاريكاتيرية، لقد شهدنا رد الفعل السلبي من جانب الكيان الصهيوني، و الحكومات الغربية، وخاصة أميركا، في المسابقة التي أقيمت سابقاً اشتكى فيها نتنياهو للأمم المتحدة من مسابقة الهولوكوست الثانية، ودعا إلى مقاطعة كل رسامي الكاريكاتير، كان من الطبيعي أن يحدث هذا، وقد قالت الأمم المتحدة وأمينها العام في ذلك الوقت السيد كوفي عنان: إن هذا المطلب غير مقبول، لأن الأمر والطلب غير منطقي ولكن يجب معاقبة المتورطين فيه ومقاطعتهم.

وتم فرض عقوبات عليّ مثل حظر الدخول إلى 22 دولة. لذا، نأمل أن نتمكن بمساعدة منكم، أيها الإعلاميون الأعزاء، وفي الفضاء الإلكتروني، من القيام بشيء فعّال حتى يُنظر إلى عمل هذا العام على أنه خاص.

 

مدينة قم المقدسة تستضيف المسابقة

 

 

أما فيما يتعلق بسبب إقامة المسابقة هذا العام في مدينة قم المقدسة يقول شجاعي طباطبائي: هذا العام توصلنا إلى نتيجة مفادها أنه بسبب الطاقة الاستيعابية العالية الموجودة في مدينة قم المقدسة، وخاصة جامعة قم، حيث يوجد فيها أكثر من 4000 طالب أجنبي و9000 طالب إيراني، وهناك إمكانية كبيرة بأن يقود هذا الحدث إلى الاهتمام الدولي.

 

تم الدعوة والإعلان عنها في شكل ورشة عمل مدتها 3 أيام، والتي تُسمى “مَستر كلاس”، وإننا جمعنا إثنين من أبرز الفنانين الجرافيكيين في العالم، كل منهما لديه أكثر من 200 إلى 250 جائزة دولية في أعماله، هذان الفنانان الجرافيكيان العظيمان هما السيد “ألكسندر فالدين” وابنته الحبيبة “ألكسندرا فالدينا”، واستفدنا أيضا من قوة ونشاط السيد “كمال شرف” وهو رسّام كاريكاتيري بارز من جبهة المقاومة وظهر مجتهداً جداً في قضية غزة، طبعا لا أعلم هل إن الحديث عنه سوف يسبب مشاكل عندما يعود إلى بلده أم لا، ولقد تم بذل الجهود لإبقاء الحديث عنه بعيداً عن الأخبار في الوقت الحالي.

وكان من المقرر أنهإذا كان هناك أي خبر، فيجب أن نذكر فقط أنه أقام معرضاً هنا، وسيتم الإعلان عن المعلومات المتعلقة به بعد عودته، حتى لا يواجه أي مشاكل.

 

 

إقامة ورشات عمل فنية دولية

 

وتابع شجاعي طباطبائي: الحمد لله، أقيمت ورشات فنية بحضور هؤلاء الفنانين الجرافيكيين الثلاثة الكبار في صورة ورشة دولية كبيرة بحضور أكثر من 80 فناناً بارزاً في مجال الكارتون والكاريكاتير والملصقات، وخلال 3 أيام، أكمل الفنانون العمل بحضور أساتذة معروفين عالمياً، وتم صقلها ومناقشتها، وفي الوقت نفسه، عقدت في جامعة قم المقدسة ندوات متخصصة حول مواضيع نظرية مثل العنصرية، والهولوكوست، وتأثيراتها، وغيرها من القضايا، والتي نتجت عنها أسئلة وأجوبة من شأنها أن تكون فعالة للغاية إذا تم نشرها في المستقبل.

 

 

مشاركة 60 دولة

أما فيما يتعلق بالإقبال للمسابقة ومشاركة الفنانين الدوليين يقول شجاعي طباطبائي: هذا العام، كان عدد المشاركين كبيراً جداً، في النسخ السابقة، كان الحد الأقصى للمشاركة 43 دولة، ولكن هذا العام كان بمشاركة 60 دولة، وهذا يدل على أن الفنانين المستقلين في جميع أنحاء العالم يكرهون هذا الكيان المحتل حقاً ووصلوا إلى هذا المنطق أنهم يجب أن يقفوا ضد هذا الكيان العنصري. وقد تم عرض أعمال جيدة جداً، وكانت أغلب الأعمال لفنانين من دول مثل البرازيل وإندونيسيا والصين وتركيا، بعد إيران، وقد تألق الإيرانيون بشكل كبير، وشارك أكثر من 200 فنان.

 

الحفل الختامي وإعلان الفائزين

وتابع شجاعي طباطبائي: نحن نبذل قصارى جهدنا لتقييم الأعمال ومراجعتها بحلول نهاية الشهر في يوم الجمعة، لدينا اجتماع بين “حوزه هنري” وبلدية طهران، ومركز الفنون الشيعي، والعديد من المؤسسات الأخرى حتى نتمكن من خلال التآزر من الحصول على حفل ختامي عظيم جداً.

ونبذل جهدنا لدعوة الفنانين الفائزين للقدوم إلى إيران، ولو عملية الحصول على تأشيراتهم تستغرق وقتاً، وبعد التحكيم في الأسبوع المقبل، سنتمكن من تسريع هذه العملية، وسنشهد حضور فنانين بارزين من العالم، وهو ما أعتقد أنه سيكون مفيداً، وينبغي أن تحظى هذه المبادرات بتغطية إعلامية واسعة النطاق.

 

المصدر: الوفاق/ خاص