في أول خطاب له بعد عودته للبيت الأبيض

ترامب يبدأ عهده بالوعود الإستعراضية

أعلن ترامب عن نيته تغيير اسم خليج المكسيك إلى "خليج أمريكا"، وتغيير اسم جبل "دينالي" في ألاسكا إلى جبل "ماكينلي"، مؤكداً عزمه على استعادة قناة بنما

مع عودته إلى البيت الأبيض يواصل دونالد ترامب نهجه في إطلاق التصريحات الاستعراضية والوعود الطموحة التي تفتقر إلى الواقعية. ويظهر خطاب التنصيب استمرار أسلوبه في تضخيم الأحداث وتوظيفها لصالحه السياسي، مع تجاهل واضح للحقائق والتحديات الحقيقية التي تواجه الولايات المتحدة.

 

تعهدات أولية

 

أدى دونالد ترامب اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، وسط إجراءات أمنية مشددة في مبنى الكونغرس الأمريكي، حيث أُجريت المراسم داخل المبنى بسبب برودة الطقس في واشنطن العاصمة. وتعهد ترامب بـ”وضع أمريكا في المقام الأول”.

 

وفي خطاب تنصيبه، أشار ترامب إلى القضايا الراهنة في أمريكا، بما في ذلك حرائق كاليفورنيا والإعصار البحري في كارولينا الشمالية، مؤكداً أن “هناك أزمة ثقة في أمريكا بسبب عدم كفاءة القيادة”.

 

وادعى الرئيس الأمريكي الجديد أن “العصر الذهبي لأمريكا يبدأ من هذه اللحظة”، مضيفاً “سننهض مجدداً ولن يقف شيء في طريقنا”.وقال الرئيس السابع والأربعون للولايات المتحدة إن فوزه في الانتخابات يمثل “مهمة لعكس هذه الخيانة المروعة للبلاد”.

 

وادعى الرئيس الأمريكي الجديد: “لقد عانت أمتنا بشدة خلال السنوات الأخيرة، وسنعيد إحياء شعبنا، وسننهي جميع الحروب، وستستعيد بلادنا مكانتها”.

 

وأضاف: “لقد عانت بلادنا كثيراً في السنوات الأخيرة، لكننا سنعيدها إلى مجدها السابق، وسنعيد العظمة لأمريكا مرة أخرى. سأقاتل من أجل الشعب الأمريكي وسنحقق نصراً غير مسبوق. لن يتم استخدام السلطة الهائلة التي يتمتع بها المسؤولون لقمع المعارضين السياسيين مرة أخرى”.

 

وأشار ترامب إلى أنه أنشأ وزارة جديدة للكفاءة الحكومية، مدعياً أن “الحلم الأمريكي سيعود قريباً وسينمو بشكل غير مسبوق لاستعادة الكفاءة والفعالية في حكومتنا الفيدرالية”.

 

وبخصوص محاولة الاغتيال المزعومة، قال ترامب: “حاول الذين أوقفوا عملنا قبل بضعة أشهر أخذ حريتي وحياتي. في ميدان جميل في بنسلفانيا، اخترقت رصاصة قاتلة أذني، لكنني شعرت حينها، وأؤمن الآن أكثر، بأن الله أنقذ حياتي لأجعل أمريكا قوية وعظيمة مرة أخرى”.و كان ترامب تعرض لإطلاق نار في تجمع انتخابي في بتلر، بنسلفانيا.

 

السياسة الخارجية

 

وفيما يتعلق بغزة، رحب ترامب باتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الصهاينة، مدعياً: “سيكون إرثي الأكثر فخراً هو إرث السلام والوحدة. هذا ما أريده، أن أكون صانع سلام وموحداً”.

 

وفي إطار وعوده بالتغييرات الجغرافية، أعلن ترامب عن نيته تغيير اسم خليج المكسيك إلى “خليج أمريكا”، وتغيير اسم جبل “دينالي” في ألاسكا إلى جبل “ماكينلي”، مؤكداً عزمه على استعادة قناة بنما. وقال إن “السفن الأمريكية تدفع تكاليف باهظة ولا تتلقى معاملة عادلة على الإطلاق”.

 

و اللافت على صعيد السياسة الخارجية أن ترامب لم يذكر روسيا أو أوكرانيا ولو لمرة واحدة في خطاب تنصيبه الذي استمر حوالي نصف ساعة، رغم وعوده المتكررة بوقف الصراع بين البلدين قبل توليه المنصب.

 

انتقادات و وعود

 

وفيما يخص العدالة، تعهد ترامب بإنهاء “الاستخدام السياسي” لوزارة العدل، قائلاً إن “موازين العدالة ستعود متوازنة مرة أخرى. سينتهي الاستخدام الشرير والعنيف وغير العادل لوزارة العدل والحكومة”. وأضاف أنه يعود كرئيس للولايات المتحدة “بثقة وتفاؤل”، مشيراً إلى أن البلاد “في بداية حقبة جديدة ومثيرة من النجاح الوطني”.

 

و هنا تجدر الإشارة إلى أن ترامب واجه أربع لوائح اتهام جنائية تتعلق بمحاولاته إلغاء نتائج انتخابات 2020. وفي مايو، أصبح ترامب أول رئيس سابق يُدان بتهمة تزوير سجلات تجارية، لكن تم إلغاء أي عقوبة له لهذه الإدانة.

 

وانتقد ترامب النظام التعليمي والرعاية الصحية، قائلاً إن البلاد “في حالة تدهور”، متعهداً بإحداث تغييرات “سريعة جداً”.

 

وفي حضور الرئيس السابق جو بايدن، انتقد ترامب إدارته لفشلها في إدارة الأزمات الداخلية البسيطة. وقال: “لدينا الآن حكومة لا تستطيع إدارة أزمة داخلية بسيطة، وفي نفس الوقت تتورط في سلسلة مستمرة من الكوارث الخارجية”.

 

وأشار إلى قضية الهجرة كأولوية رئيسية لإدارته الجديدة، متهماً الحكومة بـ”الفشل في حماية المواطنين الملتزمين بالقانون، بينما تؤمن الملاذ والحماية للمجرمين الخطرين”.

 

وأعلن ترامب أن يوم 20 يناير 2025 هو “يوم الحرية”، معرباً عن أمله في أن “تُذكر انتخاباتنا الرئاسية الأخيرة كأعظم وأنجح انتخابات في تاريخ بلادنا”.

 

وفيما يتعلق بحرائق لوس أنجلوس، اعترف ترامب بأن العديد من الناس، بمن فيهم بعض أغنى وأقوى الأشخاص في البلاد، فقدوا منازلهم في الحرائق الأخيرة.

 

وفي الشأن الاقتصادي، أعلن ترامب حالة “طوارئ وطنية في مجال الطاقة” للمساعدة في خفض الأسعار، قائلاً: “سنستكشف”. وادعى أن “أزمة التضخم ناتجة عن الإنفاق الواسع المفرط وارتفاع أسعار الطاقة”.

 

وختاماً، وعد ترامب بـ”مراجعة فورية لنظامنا التجاري لحماية العمال والأسر الأمريكية”، معلناً عن فرض تعريفات وضرائب على الدول الأجنبية وإنشاء خدمة إيرادات خارجية لجمع جميع التعريفات والرسوم والإيرادات.

 

استمرار النهج الشعبوي

 

يكشف خطاب التنصيب عن استمرار نهج ترامب الشعبوي المعتاد، حيث يقدم وعوداً غير واقعية ويطلق تصريحات مثيرة للجدل تفتقر إلى المصداقية. ومن المثير للسخرية أن يدعي الرئيس الذي واجه أربع لوائح اتهام جنائية أنه سيعيد التوازن لموازين العدالة، كما أن وعوده بتغيير أسماء المعالم الجغرافية واستعادة قناة بنما تعكس نزعة استعراضية بعيدة عن الواقع والتحديات الحقيقية التي تواجه الشعب الأمريكي. و يبدو أن الولايات المتحدة مقبلة على فترة رئاسية مليئة بالإثارة الإعلامية والتصريحات الاستعراضية، بعيداً عن الحلول الحقيقية للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

 

المصدر: الوفاق

الاخبار ذات الصلة