صرح مساعد الشؤون الفنية والتشغيلية لشركة سكك الحديد للجمهورية الإسلامية الإيرانية: إنه ومع افتتاح خط سكة حديد شلمجة-البصرة بحلول ربيع 2026، سيكون هذا الخط بمثابة همزة وصل سكك الحديد بين إيران والعراق.
وفي مقابلة مع وكالة الجمهورية الاسلامية للأنباء “إرنا”، حول خط سكة حديد شلمجة-البصرة والتي تعتبر أحد المشاريع المهمة العابرة للحدود لوزارة الطرق وبناء المدن الإيرانية، رأى مصطفى داوودي: إن إيران وبسبب تمتعها بموقعها الجيوسياسي، فإن استكمال خط سكة حديد شلمجة-البصرة يمكن أن يخلق أفق نقل جديد للجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية العراق.
وأوضح داوودي بأن إيران تتمتع بموقع عبور جيد في الشرق الأوسط، وهي نقطة وصل أوروبا بالشرق الأقصى وجنوب شرق آسيا، فضلاً عن نقطة وصل دول آسيا الوسطى بالمياه الدافئة، مشيراً إلى أن المنافسين يسعون إلى حرمان إيران من كل هذه الإمكانيات والقدرات لأسباب مختلفة، مما تسبب هذا الأمر في تأرجح تنفيذ هذا المشروع ذهاباً وإياباً بين إيران والعراق لأكثر من 20 عاماً.
ولفت مساعد الشؤون الفنية والتشغيلية إلى جهود المسؤولين الإيرانيين والعراقيين الدؤوبة من أجل حل مشكلة هذا المشروع وتمهيد الطريق من أجل إنطلاقته والعمل على تنفيذه مجدداً.
مشروعان من حصة إيران ومشروع من حصة العراق
وفي إطار مراحل تنفيذ مشروع خط سكة حديد شلمجة – البصرة، ذكر داوودي: إنه تقرر الآن بأن يتولى الجانب العراقي تنفيذ مشروع البنية التحتية للسكة الحديدية وتعبيد الطريق من نقطة الصفر الحدودية في شلمجة إلى محطة سكة حديد البصرة بطول 40 كم، وستقوم إيران بعمليات إزالة الألغام من نقطة الصفر الحدودية وحتى عمق 16 كم باتجاه البصرة. وأضاف: إنه ونظراً للإمكانيات والقدرات العالية للمهندسين الإيرانيين، طالب العراقيون بأن تقوم إيران ببناء جسر عند مدخل مدينة البصرة التي يتخللها مرور نهر أروند (شط العرب)، والذي ينبغي أن يبنى عليه جسر مع إمكانية مرور قضبان سكة الحديد، وفي نفس الوقت يجب أن يكون لهذا الجسر مجال مخصص لمرور السفن.
وأوضح داووي في هذا السياق أنه تم البدء في بناء الجسر على نهر أروند منذ آب/ أغسطس 2024، معرباً عن أمله في أن يتم الانتهاء منه في غضون 18 شهراً. كما أوضح بأنه تم طرح مناقصة بناء خطوط محطة شلمجة، وسيبدأ بناء هذه المحطة قريباً، معرباً عن أمله في أن تكتمل هذه المهمة خلال 18 شهراً مع توفر التمويل اللازم.
5 وحدات دراسية لتنفيذ المشروع
وصرح بأن مناقصة الجانب العراقي لبناء خط سكة حديد شلمجة-البصرة قد فازت بها شركة إسبانية؛ مضيفاً بأن اليوم يتم تنفيذ مشاريع الإشراف والتصميم والبناء والتشغيل الخاصة بمشاريع سكك الحديد محلياً في إيران لأن الشركات الإيرانية تتمتع بالإكتفاء الذاتي والمعرفة الفنية في إنتاج المعدات وقطع الغيار المطلوبة. وتابع: إن عرض خطوط سكك الحديد في العراق يتوافق مع معايير الاتحاد الدولي لسكك الحديد (UIC) والتي تتبعها إيران أيضاً، لذا وعلى هذا الأساس سيكون بإمكان القطارات الإيرانية السير في العراق والعكس.
وأضاف: إنه وعلى الرغم من أن إبرام عقد المشروع قد استغرق الكثير من الوقت والطاقة، وحل المشكلات القانونية، وتوفير الموارد المالية، وإعداد وثائق المناقصة، وما إلى ذلك، إلا أنه من المؤمل أن نشهد افتتاح خط سكة الحديد هذا والمشاريع الأخرى ذات الصلة بحلول ربيع 2026 على أبعد تقدير؛ موضحاً أنه سيتوجه زوار الأربعين بالسكك الحديدية إلى العتبات المقدسة في مراسم الأربعين بعد عامين.
كما ألمح داوودي إلى أنه ونظراً لأهمية المشروع المذكور واستناداً إلى تصريحات قائد الثورة الاسلامية بشأن أهمية الربط السككي بين البلدين الإسلاميين، فإن الرئيس بزشكيان يشرف عليه شخصياً عن كثب ويتم رفع تقارير مرحلية شهرية إلى مساعد رئيس الجمهورية في الشؤون التنفيذية.
يشار إلى أنه يتم بناء خط سكة الحديد هذا بهدف توفير راحة عالية وسفر بأسعار مناسبة بسكك الحديد للزائرين الإيرانيين إلى كربلاء المقدسة والزائرين العراقيين إلى مشهد المقدسة والأماكن السياحية الأخرى