القسمان الدولي والوطني.. جناحان قويان يحلّقان بفجر السينمائي

عنقاء فجرالسينمائي الـ 41 تحلّق في فضاءات جديدة

إقامة مهرجانات الأفلام القصيرة والوثائقية والآن مهرجان فجر بأبعاد وطنية ودولية دليل على القدرة الكبيرة للسينما الإيرانية.

2023-02-01

محمد أبو الجدايل

إنطلقت اليوم الأربعاء 1 فبراير/شباط في العاصمة طهران فعاليات الدورة الحادية والأربعين لمهرجان “فجر” السينمائي الدولي، الحدث الأهمُّ لصناعة السينما في إيران وغرب آسيا، والبوابة الأوسع لإستقطاب نخبة الأفلام العالمية، بإدارة مجتبى أميني، وسط مشاركة محلية ودولية واسعة.

وأقيمت مراسم إفتتاح مهيبة لفعاليات الدورة الـ41 لمهرجان فجر السينمائي الدولي بمشاركة جمع غفير من السينمائيين والإعلاميين في برج ميلاد بالعاصمة طهران.

وفي رسالة بعثها عشية إنطلاق المهرجان، شدّد محمد مهدي إسماعيلي وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في الجمهورية الاسلامية الإيرانية، على أن السينما الإيرانية بعد خوض العديد من التجارب والأخطاء، باتت اليوم تتماشى مع السياسات الثقافية العامة للبلاد، موضحاً أن حرية التعبير والحفاظ على التنوع مظهر من مظاهر خلق الأمل في قلوب المواطنين وعرض النماذج والأبطال الوطنيين في مختلف المجالات.

رأس مال اجتماعي

وجاء في خطاب محمد مهدي إسماعيلي الموجّه للمهرجان بدورته الحادية والأربعين: قطعنا عهدا معكم، يا أهل الثقافة والفن والعديد من محبي السينما الإيرانية، الذين هم رأس مال اجتماعي لا يمكن تعويضه، أن نكرّس أنفسنا كخدم للثقافة والفن. وفي السنوات التي نتحمل فيها عبء المسؤولية الثقيل، دعونا نبذل قصارى جهدنا من أجل التطوير العادل للفرص الثقافية والخطاب الروحي والأخلاقي المنبثق عن الثورة الإسلامية في سياق الإنتاج السينمائي الإيراني.

وأكمل: اليوم نحن فخورون أنه في مهرجان فجر السينمائي الحادي والأربعين، وبسبب العمل الدؤوب الذي قام به السينمائيون الذين يؤمنون بالقيم الإنسانية والمثل الإسلامية، فقد تم عرض نخبة من الإنتاج السينمائي الإيراني أمام المشاهدين، ليشاركوا أحاسيسهم وقصصهم الرائعة والهادفة مع الجميع.

سينما تتماشى مع الثقافة العامة

وأكمل وزير الثقافة الإيراني: وفيما خاضت السينما الإيرانية العديد من التجارب والأخطاء، باتت اليوم تتماشى مع السياسات الثقافية والفنية العامة للبلاد، مع الحفاظ على جوهرة التفكير الحر والحفاظ على التنوع، حيث غدت مظهراً من مظاهر خلق الأمل في قلوب الناس، وعرض النماذج والأبطال الوطنيين في مختلف المجالات.

وأردف السيد مهدي إسماعيلي: خلال فترات الصعود والهبوط في السينما الإيرانية، تم إنتاج مئات الأفلام الطويلة والأفلام القصيرة والأفلام الوثائقية في جميع أنحاء البلاد حتى يكون السينمائيون الإيرانيون شاهدين صادقين على مرحلتهم الزمنية، ولا يتجاهلون مسؤولياتهم الاجتماعية.

إمكانيات كبيرة للسينما الإيرانية

وتابع: إن إقامة مهرجانات الأفلام القصيرة والوثائقية والآن مهرجان فجر بأبعاد وطنية ودولية دليل على القدرة الكبيرة للسينما الإيرانية في إشباع شغف المواطنين، ففي بداية ربيع السينما الإيرانية سيقدم جزء من هذا السجل إلى الشعب الإيراني النبيل على أعتاب عيد النوروز وعلى إمتداد الأراضي الإيرانية، حتى تتمكن القدرات الفنية لأبناء هذه الأرض من القيام بذلك وتضيء فيهم نور الأمل والحماس.

وأردف بالقول: بعد التمحيص، تقرّر دمج القسم الدولي لمهرجان فجر السينمائي مرة أخرى مع شقيقه الوطني من أجل مضاعفة عوامل الجذب في المهرجان وإتاحة الفرصة لمقارنة قدرات السينمائيين الإيرانيين مع نظرائهم الأجانب، وتوفير سياق لتفاعل السينما الإيرانية مع سينما الدول الأخرى.

تلاحم القسمين الوطني والدولي

وأوضح: إن تلاحم القسمين المنفصلين لمهرجان فجر السينمائي ليس له معنى سوى أن القسمين الوطني والدولي للمهرجان يمكن من الآن فصاعدا، أن يغدوان جناحين قويين للسينما في ايران، حيث يمكن توسيع دائرة الرسائل الهادفة والمعنوية لصانعي الأفلام من خلال الأفلام المُنتخبة.

وتابع وزير الثقافة الايراني: كما في الفترات السابقة، ستمر قافلة المهرجان الحادي والأربعين بمراكز جميع محافظات البلاد لكشف النقاب عن هدية السينما الإيرانية وابتكاراتها بمشاركة الشعب، ولن تكون الموجة الحماسية للمهرجان مقتصرة على دور السينما بالعاصمة إنما ستحلّق في سماء جميع محافظات البلاد.

في الختام رحّب وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي بحضور جميع الفنانيين والسينمائيين ووسائل الإعلام في هذه الفعالية السنيمائية البارزة، مهنّئا بذكرى انتصار الثورة الإسلامية وأيام عشرة الفجر المُباركة (فجر الثورة الإسلامية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية).

مشاركة 26 فیلما من 25 بلدا بالقسم الدولي

قبل إنعقاد هذه الفعالية البارزة على مستوى المنطقة والعالم بيومين (الإثنين المنصرم)، كشف مدير المهرجان مجتبى أميني في مؤتمره الصحفي الأول الذي كشف خلاله عن أجندة مهرجان هذا العام، أنه تم تسجيل 578 فيلما في نظام الموقع الإلكتروني لمهرجان فجر السينمائي في نسخته الـ41 بشكل عام، ويشارك 26 عملاً من 25 بلدا في القسم الدولي هذا العام.

وعن تفاصيل هذه الدورة قال مدير المهرجان: أن شروط إقامة مهرجان فجر السينمائي الحادي والأربعين قد تم إعدادها بشكل مناسب ونحن نقترب من أيام افتتاح مهرجان فجر السينمائي الدولي، هذا العام، سيواجه جمهور ايران المحب للسينما حركة خاصة للأفلام، سيكون لدينا أعمال من مناخات مختلفة وستظهر حيوية وروح جديدة في خط إنتاج السينما.

وأكمل: كان لدينا 30 فيلما في القسم الوطني، وخلصنا أخيرا إلى قبول 24 فيلما في القسم التنافسي. بقي 4 أعمال في أقسام فرعية اخرى.

وأوضح مدير المهرجان: تم تسجيل 578 فيلما في نظام الموقع الإلكتروني للمهرجان ومن هذا العدد توصل المجلس الاستشاري المختار لدينا إلى 26 عملاً من 25 دولة في قسم المسابقة الدولية؛ الأفلام التي يمكن مشاهدة الإنتاج المشترك فيها وسيكون لها عرض خاص بها في المنطقة لأول مرة وسيتم عرض الأفلام الجيدة في الأقسام الثلاثة، وأعلن أنه تتواجد العديد من الشركات من جميع أنحاء العالم في برج ميلاد خلال إنعقاد فعاليات المهرجان.

ورش عمل متخصصة

وأشار أمين مهرجان فجر السينمائي: سيكون متحف السينما أحد قواعد التواجد في مجالنا الدولي، حيث ستقام ورش عمل متخصصة، وستقام هذه الورش في السوق المخطط له في برج ميلاد.

من جانبه، وعقب إزاحة الستار عن ملصق القسم الدولي، قال مدير العلاقات العامة مسعود نجفي، عن تفاصيل ملصق هذه الدورة: يتضمن قسمنا الدولي ثلاثة أقسام، “سينما سعادت وقسم ملامح الشرق، ومهرجان المهرجانات”.

تحدّث مسعود نجفي مدير العلاقات العامة بالمهرجان، عن الإحصائيات بشأن بيع التذاكر في المهرجان لمشاهدة الأعمال المشاركة وقال: بحسب الإحصائيات، تم بيع أكثر من 6 آلاف و 500 تذكرة في أول ساعتين من بيع التذاكر.

وضجّت قاعات السينما المخصّصة للمهرجان بعشاق السينما وروّادها والفنانيين بمختلف ألوانهم لمشاهدة نخبة الأعمال السينمائية الإيرانية والعالمية التي لم تُعرض سابقاً.

المصدر: الوفاق/ خاص