أعِرني مِن سَنا عيْنَيْكَ لَمْحا
يُداوي مِنْ صُروفِ الدَّهرِ جُرحا
يُسكِّنُ خافِقاً بالشَّوقِ مُضنىً
بِهِ زَندُ النَّوى يشتَدُّ قَدحا
عَلَيَّ أفِضْ مِنَ التّوفيقِ رَشْحاً
وهَبني مِنْ سَما الإلهامِ نَفْحا
إذا ألهمتَني فالشِّعرُ وحْيٌ
و إلّا ارتدَّ مِنهُ الحُسْنُ قُبْحا
أبا الهادي إليْكَ القَلبُ يهفو
كَهَفْوِ الطَّيرِ رفرَفَةً و جَنحا
عظيمٌ أنتَ وَصْفُكَ جَلَّ معنىً
مَنيعٌ يكبَحُ الألبابَ كَبحا
بِهِ الشُّعَراءُ قد ثمِلوا و لمَّا
يذوقوا مِنْ دِنانِ الوصفِ قِدحا
جَوادٌ صاغَ جُودُكَ كُلَّ جُودٍ
و لولا أنتَ معنى الجُودِ يُمحى
وَفيٌّ لِلإلهِ وَفَيتَ عَهداً
ومَنْ ذا مِثلُكُم وَفَّى وضَحَّى
أبيٌّ أنتَ لم تَركَنْ لِظُلمٍ
رَفضتَّ الظُّلمَ تصريحاً و لمحا
ويا دَمِثاً بِكَ الأخلاقُ لاذَتْ
لِتُحبى مِنْ ندَا شَفَتَيْكَ رشحا
بِجيمِ الجُودِ جُدتَ فَجَلَّ إسمٌ
دَعاكَ بِهِ إلهُ الخَلْقِ مَدحا
ومِنْ واوِ الوَفاءِ شَقَقْتَ دَرْباً
لِمَنْ كَدَحُوا إلى الرَّحمن كَدْحا
ومِنْ أَلِفِ الإباءِ رَسمتَ نَهجاً
غَدا لِفريقِ رَفْضِ الظُّلمِ منحى
ومِنْ دالِ الدَّماثَةِ شِدتَّ رُكناً
بَدا لِمَحاسِنِ الأخلاقِ صَرحا
تَقيٌّ قانِعٌ زاكٍ جَوادٌ
يَنوءُ بِها بَليغُ القَولِ شَرحا
تَظافَرتِ الرِّوايةُ عنكَ لمَّا
أتيتَ بِمَجلسِ المأمونِ فَتحا
أجَبتَ على مَسائلِهم فَعادتْ
وُجوهُ القَومِ باسِرَةً و كَلْحا
لقدْ كادَ الهُدى يَرتَدُّ لَيلاً
وعِلمُكَ سَيِّدي أبقاهُ صُبحا
مَدَحتُكَ يابْنَ سُلطانِ البَرايا
وجِئتُ اليَومَ أتلُو المدحَ صَدحا
على بابِ الرِّضا أنشَدتُّ مَدحي
وعيني تَسفحُ العَبَراتِ سَفحا
أبا حَسَنٍ فأجْزِلْ بِالعَطايا
ولا أرجُو بِغيرِ القُربِ رِبحا
أنا النَّائي فَقَرِّبني بِلُطفٍ
عُبيدُكَ سيِّدي يرجُوكَ سَمحا
أبِقْتُ و عُدتُّ مُعتذِراً حيِيّاً
فَصَفحاً يابْنَ خَيرِ الخَلقِ صَفحا
وحاشا أنْ تَرُدَّ رَجاءَ راجٍ
عليكَ بِأُمِّكَ الزَّهرا ألَحَّا