انبثاقا من التعاليم الاسلامية المشرقة، اعطت الثورة الاسلامية مكانة ودورا ساميا للمرأة. في ظل الجمهورية الاسلامية الايرانية، تسعى المرأة الى اثبات قدراتها في المجالات الاجتماعية المختلفة دون الابتعاد عن البيئة المنزلية وتربية الابناء واداء دورها كزوجة وكأم.
کان یؤکد الامام الخمیني(قدس) «أن الثورة الإسلامیة ترید أن ترتقي المرأة الى مكانتها الانسانية السامية» و«من منظور الحقوق الانسانية، لا فرق بين المرأة والرجل من موقع انسانية الاثنين وحق المرأة في تقرير مصيرها كما هو الرجل. صحيح ان هناك فرقا بين المرأة والرجل لكن ذلك لايمس صميم حيثيتهما الانسانية».
وکان یعتقد «تساهم المرأة كالرجل في بناء المجتمع الاسلامي في المستقبل، فالمرأة يحق لها التصويت او الترشيح». ولهذا کان یحث المرأة الإیرانیة بـ« وجوب تتدخلها في تقرير مصيرها وتتمعها بحق التصويت الانتخابي في الجمهورية الاسلامية، مثلما يحق للرجال ذلك، فمن حق المرأة الادلاء بصوتها» فکان یخاطب المرأة الإیراانیة ویقول: «لابد من حضوركن في السوح والميادين وعلى قدر ما يسمح به الاسلام».
ويتأتى هذا السلوك من احترام التعاليم الاسلامية التي تولي أهمية للاسرة والدور المحوري للمرأة فيها .
فالإسلام يعطي المرأة مكانة إنسانية خاصة ويعزز بشكل ملف دورها على الصعيدين الأسري والمجتمعي مما أسهم في الإرتقاء بمستوى قدرات المرأة وتقدمها في مختلف المجالات وجعلها ركناً أساسياً في الأسرة والمجتمع الأمر الذي لا يدع مجالاً للشك في أن الإسلام لا يرى أي عائق أمام مشاركة المرأة في مختلف المجالات والأنشطة الإجتماعية.
إن المرأة تحظى بمكانة خاصة ودور مميز في فكر الثورة الإسلامية حيث اعتبر قائد الثورة الإسلامية آية الله الخامنئي المرأة بأنها النواة الأصلية للمجتمع وإن سلامة هذه المجتمع من سلامة المرأة مؤكداً استحالة أن يكون هناك مجتمع إسلامي سليم وفاعل وحيوي بعيداً عن المرأة وعن دورها في المجتمع.
وترى الثورة الإسلامية إن المرأة هي محور الأسرة في المجتمع والركيزة الأساسية لإستقرار هذه الأسرة والضامن لتحقيق التوازن الأسري إلى جانب الرجل الذي يشكل الركيزة الثانية وذلك على نقيض الفكر الغربي الذي يفصل بين المرأة والأسرة ولا يعتبرها نواة أساسية ومهمة لها.
یتجلى دور المرأة في المجتمع على الصعيدين الاسري والمجتمعي. وان هذه النظرة المنبثقة عن الدين الاسلامي المبين حول قضايا وشؤون المرأة هي التي أدت الى الارتقاء بقدرات المرأة والى تقدم ورفعة المجتمع. يولي الاسلام مكانة خاصة انسانية للمرأة. وعلى اساس هذه النظرة للمرأة كرامة انسانية وتعتبر حجر الاساس للاسرة وللمجتمع. وبناء على هذه النظرة لايشكل حضور المرأة في مختلف الانشطة الاجتماعية عقبة في طريق تشكيل الاسرة وتقوية اسسها .
الجدير بالذكر ان الاسرة هي المؤسسة الاجتماعية الاولى التي تلعب دوراً بارزاً في سلامة المجتمع. يعتبر قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله السيد الخامنئي النواة الاصلية للمجتمع وان سلامة المجتمع رهن سلامة هذه النواة. ويرى سماحته ان من المستحيل ان يكون هناك مجتمع اسلامي سليم وفاعل وحيوي من دون وجود الاسرة السليمة. تكمن المشكلة الاساسية للمجتمع الغربي اليوم في نمط تعاطي العقلية الحاكمة مع الاسرة التي لاتعتبرها نواة اساسية ومهمة وترى المرأة بمعزل عن الاسرة. وفي الجمهورية الاسلامية الايرانية تعتبر المرأة الركيزة الاساسية لاستقرار الاسرة. ويرى قائد الثورة الاسلامية انه في ظل التناغم بين دور المرأة في تحقيق التوازن الاسري ودور الرجل في تحقيق امن تنشأ المحبة وألالفة بين الاثنين. ونتيجة لهذا التناغم والتعاضد سوف تهون للمرأة المشاكل التي تواجهها خارج البيئة المنزلية وستكون قادرة على ان تلعب دورا فعالا ومؤثراً.
كما يعتبر اشتغال النساء وممارسة النشاط الاجتماعي خارج بيئة المنزل بعدا آخرا من أبعاد التجربة الحياتية للمرأة. يحق للمرأة في المنظور الاسلامي ممارسة الدور في مختلف الحقول العلمية والبحثية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية. فقد اعترف الدين الاسلامي قبل اربعة عشر قرنا بحق المرأة في ممارسة مثل هذه الانشطة، في حين اقر الغرب بحق المرأة في ممارسة المشاركة السياسية في اواخر القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين .
تبعا لتعاليم الاسلام تعتبر الجمهورية الاسلامية الايرانية المرأة نصف المجتمع ووضعت قوانين وتشريعات متعددة للارتقاء بدور ومكانة المرأة. واليوم اصبحت المرأة الايرانية على قناعة بان تطورها ونموها الحقيقي رهن القيام بدور متوازن ومتعدد الاطراف؛ اي الاهتمام بتطورها الفردي من جهة والنهوض بواجباتها الاسرية كزوجة وكأم كمحور اساسي في نظام الاسرة من جهة اخرى بالاضافة الى الحضور الفاعل والجاد على كافة الاصعدة الاجتماعية.
في ظل الثورة الاسلامیة طرأ تحول روحي وفكري مهم في حياة المرأة الايرانية ويعزى الى ذلك الحضور النسوي الفاعل في مختلف المجالات لاسيما الدفاع المقدس واعادة الاعمار والنهضة العلمية.
الواقع ان نمو ورقي قدرات المرأة الايرانية في مختلف الابعاد العلمية والتكنولوجية والاختراعات وفي العلوم كالنانو تكنولوجيا والطاقة الذرية والفضاء والعلوم الاساسية انما يجسد بعضا من اوجه تقدم المرأة بعد الثورة الاسلامية. وهكذا اثبت المرأة الايرانية بوضوح ومن واقع ثقافة الثورة الاسلامية كفاءتها وجدارتها في كافة المجالات الاجتماعية والسياسية وغير ذلك كما اثبت ان المعتقدات الدينية والقيم الاسلامية لاتشكل عقبة امام المشاركة الاجتماعية للمرأة بل بالعكس انها تقود هذه الانشطة في الاتجاهات الصحيحة والسليمة.
واليوم تحتل المرأة الإيرانية مكانة مرموقة على الصعيدين الداخلي والخارجي وقد تمكنت من شغل العديد من المراكز الإجتماعية والثقافية والدينية إلى جانب المناصب السياسية والحكومية المهمة والمختلفة
وهكذا قدمت الثورة الاسلامية الايرانية مثل هذا النموذج العصري للمرأة من وحي التعاليم الاسلامية التي تقر بالدور المؤثر للنساء خارج وداخل البيئة المنزلية.