الشهيد حسن باقري.. نابغة الاستخبارات العسكرية الإيرانية

اعتبره سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي "معجزة الثورة الإسلامية"، لما حققه من نبوغ عسكري، لا مثيل له عند أكثر الجنرالات في العالم

2025-01-24
لا تنحصر العبقرية بالمسار الجهاديّ وحسب؛ فكل ميادين الحياة فرصٌ للسبق إلى الخيرات؛ وإن كانت ميادين الحروب في الغالب محلًا لظهور النخب والعباقرة؛ مثلما تكون أيضًا مركزًا لانبعاث الآلام والمرارات؛ ولكن دأب العباقرة في ساحات النزال التخفيف من خسائرها وأثقالها؛ واصطياد فرصها؛ ليتحول طعم الهزيمة نصراً، وهنا سر عبقريتهم الحقيقية وهذا كان حال الشهيد غلام حسين أفشردي المعروف باسم “حسن باقري”  والذي اعتبره سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي “معجزة الثورة الإسلامية”، لما حققه من نبوغ عسكري، لا مثيل له عند أكثر الجنرالات في العالم، واستشهد وكان عمره وقتها 26 عاماً فقط.

جمع الكتب والاستطلاع والبحث؛ درس وبنى عقيدته ومعارفه من خلال هذا الاتجاه، مارس العمل الصحفي وكتب فيه؛ كتب تقارير عديدة أثناء زيارته إلى لبنان والجزائر؛ وكان أول صحفي يصل إلى صحراء طبس ليوثّق هزيمة الجبروت الأمريكي النكراء.

 

مؤسس وحدة المخابرات والعمليات في الحرس

 

عُين نائباً لقائد مقر عمليات المنطقة الجنوبية، ولعب دورًا مهمًا في ايقاف حصار سوسنغرد، وقاد عمليات الإمام المهدي(عج) وفتح ومرتفعات الله أكبر ودهلاوية.

 

يعتبر مؤسس وحدة المخابرات والعمليات في الحرس، إذ اعتبر جمع المعلومات هو الأمر المطلوب أكثر قبل تنفيذ العمليات بنسبة 90 %، وكلما زادت المعرفة كلما قلت المشاكل وزادت نسبة الانتصار، وكان موهوبًا للغاية في تحليل استخبارات العدو، والتنبؤ بالتحركات المحتملة لجيش العدو في المستقبل.

 

وضع الشهيد حسن باقري نابغة الاستخبارات العسكرية الايرانية أُسس برنامج المعلومات العسكرية في الجبهة الجنوبية التي كانت ميدانياً من أخطر الجبهات وأصعبها على العنصر الاستعلامي نظراً لطبيعتها المنبسطة الصعبة ولوجود مانع طبيعي هو نهر أروند وكثرة السبخات والمستنقعات وأهوار القصب ووجود مساحات كبيرة منبسطة من الصحراء في شمالها وغربها.

 

البعد الإنساني للحرب

 

أسس الفكر الثوري في الحرب الذي اعتمد على الإيمان، والثقافة العلوية والعاشورائية بدلاً من الاعتماد على المعدات العسكرية، وجعل الفكر والتفكير أساساً لحل المشاكل في الحرب.

 

لقد غيّر أدب الحرب واستند إلى التعاليم القرآنية ليضع خططاً أدت إلى هزيمة العدو. وقد جعل البعد الإنساني للحرب محور عمله، إذ كان يقول: “هدفنا من الحرب ليس القتل والتدمير؛ بل نحن نسعى إلى التعريف بالثورة الإسلامية”.

 

معراج الشهادة

 

كانت آخر مسؤولياته في الحرس نائباً لقائد وحدة القوة البرية للحرس الثوري الإسلامي. استشهد في الـ 29 كانون الثاني/ يناير 1983 حينما أصيب بقذائف الهاون برفقة الشهيد مجيد بقائي، في محور عمليات “فكة”، أثناء دراستهم لمنطقة العدو، ودُفن جثمانه الطاهر في مقبرة “جنة الزهراء(ع)” في طهران.

 

المصدر: الوفاق