الشهيد الطيار :

عباس بابائي ذبيح عيد الأضحى

يروي أصدقاء الشهيد أنه كان يجيبهم رداً على إصرارهم المفرط بضرورة ذهابه إلى الحج (قبل أيام على استشهاده) بالقول: "أنا سأكون قربان عيد الأضحى". وهو ما حصل بالفعل عام 1987، في خضم الحرب المفروضة على إيران

2023-02-01

  المولد والنشأة

ولد الشهيد عباس بابائي سنة  1950م  في مدينة قزوين، وسمّي (عباس) تيمناً بقمر بني هاشم أبي الفضل العباس (ع). ثم التحق بالمدرسة التجريبية للقوات الجوية ليتم ارساله بعدها إلى الولايات المتحدة لإكمال الدورة التجريبية لمدة 3 سنوات. ورغم المظاهر البراقة والأجواء الفاسدة في أمريكا، إلا أن الشهيد لم ينجذب إليها أبداً نظراً لإيمانه القوي الراسخ، واستطاع إنهاء دورته الدراسية بنجاح والعودة إلى وطنه. كان أبرز ما حصل خلال تلك الفترة، هو دخول طائرة متطورة من طراز  F-14 إلى سلاح الجو الإيراني. وفي حين كان الشهيد بابائي من طياراً متميزاً بقيادة الطائرة المقاتلة F-5، تم اختياره للطيران بالطائرة F-14 للمرة الأولى ونقلها إلى قاعدة أصفهان الجوية، وكان أول طيار إيراني استطاع تزويد طائرة F-14 بالوقود أثناء تحليقها ليلاً، في الحرب المفروضة.

 نشاطه في الثورة وبعدها

مع ذروة الثورة ضد نظام الشاه، دخل الطيار بابائي، بصفته أحد الأفراد الثوريين في سلاح الجو، ساحة المعركة بصحبة أشخاص ملتزمين آخرين من الجيش. وبعد انتصار الثورة الإسلامية انتخب مسؤولاً في الاتحاد الإسلامي للقاعدة الجوية الثامنة في أصفهان، وعمل على حراسة الثورة الإسلامية وقيّمها. وكان من أول الأعمال التي قام بها هو العمل على بناء وتطوير القرى المحرومة في ضواحي القاعدة ومدينة أصفهان، خاصةً فيما يتعلق بالكهرباء والتعليم، وربط الجيش كمؤسسة بالشعب أكثر بعدما كان مستبداً في عهد الشاه. إلى ان تمت ترقيته إلى رتبة عقيد ونقله إلى طهران. لقد قضى الشهيد بابائي القسم الأعظم من عمره إما في الطلعات الجويّة والتي بلغت أكثر من ثلاثة آلاف ساعة، أو في صورة تعبوي متواضع في جبهات الحرب الغربية والجنوبية ومقرات الجيش، ولهذا كان معروفاً لدى التعبويين، وكان عوناً وفيّاً لقادة المقرات..

خصال ومميزات الشهيد

التواضع واجتناب التكبر وأيّ نوع من التشريفات الزائدة جعلت من الشهيد بابائي إنساناً مهذباً بحيث إذا تواجد بين من دونه من الجنود، كان من الصعب تشخيصه بل يستحيل أحياناً، حتى حدث كثيراً أن نودي خطأً كتعبوي أو جندي عادي! ومن أجل حسن أداء المهمات الجوية ودقّتها لم يكتفِ الشهيد بالإشراف عليها فحسب، بل كان سبّاقاً إلى أدائها بنفسه؛ فكان أول طيار يقوم بامتحان المهمة في جميع العمليات، وذلك لرفع المشاكل والأخطار المحتملة.

لحظة الوصال

وأخيراً حانت لحظة الوصال، فعرجت روحه إلى بارئها وهو يؤدي مهمة جوية على مواقع العدو بتاريخ 5/8/1987م وعمره لم يبلغ الــ (37) عاماً، تاركاً مَنْ يذكرنا به ابنين وبنتاً.

 

 

المصدر: الوفاق