أمين عام مهرجان فجر الدولي للموسيقى للوفاق:

الموسيقى الإيرانية في طليعة الموسيقى بالعالم

خاص/الوفاق: أصوات الطبيعة هي موسيقى الله، وكانت العديد من النغمات والآلات الإيرانية نقطة إنطلاق لإبداع بلدان أخرى.

موناسادات خواسته

 

الموسيقى هي فن ترتيب الأصوات عبر فترات زمنية من خلال عناصر اللحن، والانسجام، والإيقاع والجرس، وتمثّل إحدى جوانب الكليات الثقافية لدى جميع المجتمعات الإنسانية.

 

الموسيقى الإيرانية

 

الموسيقى الإيرانية صوت الحضارة العریقة، والتي تعتبر مجموعة من النغمات والإيقاعات التي ظهرت منذ قرون وشهدت تطورات وتكاملت على مر العصور وهي تعكس الخصائص الأخلاقية والأحداث السياسية والإجتماعية والجغرافية لشعب يتمتع بتاريخ عريق جداً.

 

یعود تاريخ الموسيقى الإیرانیة إلى آلاف السنين وعرفت الموسيقى الفارسية الضاربة في جذور التاريخ بروح الشرق الساحرة وما المنحوتات والرسومات القديمة المتعلقة بحضارات متعددة إلا دليل دامغ على ذلك.

 

تتهادى الموسيقى الفارسية بين الكثير من الثقافات التي تجمعها حضارة واحدة، وكل منها تستخدم هذه الآلات في الأغاني الفلكلورية الخاصة، ولدى الجميع إيقاعه الخاص في الإستخدام للتعبير عن مشاعره وتاريخه وثقافته العريقة.

 

يوم الألحان الإيرانية

 

لقد تم تسمية يوم 25 يناير/كانون الثاني والذي يصادف اليوم السبت، بـ “يوم الأصوات والألحان الإيرانية”، ويتم الإحتفال به لتكريم الثقافة الغنية للموسيقى والفنون التقليدية في إيران. يعد هذا اليوم فرصة للإحتفال بالفنانين الموسيقيين، وتقديم الألحان المحلية والتقليدية، وتعريف الجيل الجديد بالتراث الثقافي الإيراني، وكذلك تعزيز هذا الفن والحفاظ عليه.

 

وهو مسجل في التقويم الرسمي الإيراني باسم العالم والعبقري الموسيقي المشهور عالمياً “صفي الدين عبد المؤمن فخر إرموي”.

 

الموسيقار “رضا مهدوي”

 

 

الموسيقى الإيرانية كما ذكرنا لها تاريخ عريق وقديم والآلات الموسيقية الإيرانية القديمة التي تمتع السامع، ويتم العزف على أوتارها بأصابع الفنانين الإيرانيين القديرين، ومنهم الأستاذ “رضا مهدوي” الذي حصل على وسام الفنون من الدرجة الأولى في عامي 2001 و2013 في تخصصين: التربية الفنية والموسيقى، وهو ما يعادل الدكتوراه والبكالوريوس في الإدارة، إلى جانب وسام الثقافة والفن، وهو عضو بالمجلس المتخصص في أكاديمية الفنون.

 

ولديه خلفيات إدارية كمدير لمعهد وكلية “سورة” للموسيقى، والمدير العام لقسم الموسيقى في “حوزه هنري”، وكان حكماً في العديد من المهرجانات وأميناً للأبحاث في العديد من مهرجانات الفجر الدولية للموسيقى ومنها في هذا العام.

 

كان مهدوي الفنان الأول في مسابقة العزف على السنتور الإيراني في مهرجان فجر الدولي الثامن للموسيقى، وهو مصمم حفلات بحثية تعليمية، ومبتكر في إنتاج الأعمال الموسيقية التجريبية في إيران، وله تاريخ في إقامة 22 مهرجاناً على مستوى البلاد، فبهذه المناسبة أجرينا حواراً معه فيما يلي نصه:

 

بدون الموسيقى لا معنى للحياة

 

بداية سألنا الأستاذ عن رأيه حول الموسيقى والنشيد وأثرهما على المجتمع، فقال: لقد كان فن الموسيقى ولا يزال أحد متطلبات الحياة الإنسانية. بدون الموسيقى لا معنى للحياة، والحقيقة أن أصوات الطبيعة هي موسيقى الله، وقد اكتشف الإنسان الآلات الموسيقية من الطبيعة عبر القرون.

 

الموسيقى من الأصوات التي أنعم بها الله على عباده، والنشيد فرع من فروع الموسيقى، وقد تم تعليم العديد من الأدعية الدينية والمذهبية في الأديان للأناس من خلال الأناشيد، وهذه الأناشيد هي التي تخلق الإستمرارية في الفهم والإدراك الأفضل للمبادئ.

 

الموسيقى الإيرانية تتمتع بمكانة عظيمة

 

بعد ذلك دار الحديث حول الموسيقى الإيرانية والآلات الموسيقية الإيرانية، خاصة التقليدية منها، ومكانتها في العالم ومدى الإهتمام بها، فقال الأستاذ مهدوي: لقد كانت الموسيقى الإيرانية ولا تزال تتمتع بمكانة عظيمة. لقد تطورت الآلات وأصبحت مثالية بطريقتها الخاصة.

 

كانت الموسيقى الإيرانية في طليعة الموسيقى في العالم. لقد كان العديد من النغمات والآلات الإيرانية نقطة إنطلاق لإكتشاف وإبداع بلدان أخرى وتمكنت من تحقيق إبتكارات جديدة.

 

إيران والإيرانيون أصل ومنشأ كل أنواع الموسيقى. لكن تقاعس الحكومات الماضية في فترات مختلفة منعنا من النجاح في إدخال المزيد من الموسيقى الإيرانية، لأن العالمين العربي والتركي إستغلا الوضع وقدّموا موسيقاهم كمنشأ أصلي للموسيقى. عدم إرسال الموسيقيين الإيرانيين إلى المهرجانات المرموقة في العالم، يُعتبر فراغا محسوساً دائماً.

 

للموسيقى أثر عميق على البشر

 

فيما يتعلق بمدى انتشار وتأثير الأصوات والألحان الإيرانية عبر التاريخ وفي العصر الحاضر وتأثير الشعر والأدب الإيراني يعتقد الموسيقار الإيراني: لقد كانت إيران منذ زمن طويل أرض الشعر والنغمات والموسيقى. كلما تم استخدام الأدب والشعر في الموسيقى، تأثّر الناس أكثر، وعلى الرغم من أن الموسيقى الخالصة المجردة لديها الكثير لتقوله وتشمل جمهوراً أكبر، إلا أنها ليست سهلة الفهم والإستقبال مثل الموسيقى التي تحتوي على كلمات. على أية حال، فإن الموسيقى كان لها دائماً تأثير على البشر.

 

مهرجان الموسيقى والنشيد في “همدان”

 

قبل فترة قصيرة إستضافت مدينة همدان مهرجان الموسيقى والنشيد بمشاركة أكثر من 300 فنان من 21 محافظة في البلاد، وكان الأستاذ مهدوي من ضمن حكّام المهرجان، فسألناه عن المجال المميزة لهذا المهرجان الوطني، وهل هناك خطط لإقامته على المستوى الدولي، فأجاب: كان المهرجان الوطني السادس للموسيقى والأغنية بمثابة حشد للفنانين بهدف جذب أقصى قدر من المشاركة للفئات المختلفة من العمر، من الأطفال إلى الكبار في ثلاثة أقسام: الأغنية، والأكابيلا، والإنشاد المنفرد بمحتويات قيمة متنوعة.

 

لقد أظهر الترحيب الاستثنائي الذي بلغ ثمانية آلاف شخص من جميع أنحاء إيران مدى تقدير الجمهور للإنشاد والعمل الجماعي.

 

ومن أهم مميزات هذا المهرجان هو توجهه الرئيسي نحو أناشيد الثورة الإسلامية وثماني سنوات من الدفاع المقدس. للأسف إن الأناشيد اليوم انحرفت عن مسارها الأصلي وأصبحت نوعاً من أنواع موسيقى البوب ويُسمى بالنشيد خطأً!

 

أبحث عن نشيد نقي، نشيد حقيقي ونقي، وسأكرس كل جهودي لإحياء مثل هذا العمل المهم حتى يصل نشيد المدارس إلى مكانته الأصيلة ويتم تمييزها بوضوح عن الباقي، وفي قسم الموسيقى والأناشيد الخاصة بالمقاومة، يمكننا أيضاً إقامة هذا المهرجان دولياً كل عام، الأمر الذي سيتطلب ميزانية كبيرة.

 

مهرجان فجر الدولي للموسيقى

 

ختمنا الحوار بالحديث عن مهرجان فجر الدولي للموسيقى والذي نحن على أعتاب إقامته، فسألنا أمين عام المهرجان عن ميزة مهرجان هذا العام عن المهرجانات السابقة، والتركيز فيه على أية أقسام، فقال الأستاذ مهدوي: مهرجان فجر الدولي للموسيقى، الذي يستعد لعقد دورته الأربعين، يركز في الواقع بشكل أكبر على الشباب في فروع متعددة، بما في ذلك التطوير في قسم الأطفال والشباب، والموسيقى النسائية، والقسم الدولي، وزيادة القدرة التنافسية، وتطوير جائزة “باربد” المرموقة، والإهتمام والتركيز على الموسيقى الوطنية، إلى جانب أهمية مواضيع البحوث، ينعكس في أطروحات الدكتوراه وأطروحات الماجستير، إلى جانب العروض المسرحية في المهرجانات.

 

المصدر: الوفاق/ خاص

الاخبار ذات الصلة