وكالة مهر للأنباء- قسم الشؤون الدولية: بدأت حرب غزة في السابع من أكتوبر 2023، وبعد حوالي 15 شهراً، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ومن بين أهم القضايا التي تم الاتفاق عليها بين حماس وتل أبيب هو انسحاب جيش الكيان الصهيوني من المعابر الحدودية في فيلادلفيا ونتساريم، الواقعة على حدود غزة والأراضي المحتلة.
محور فيلادلفيا
معبر فيلادلفيا هو شريط يمتد بطول حوالي 9 أميال (14 كيلومتر) وعرض 100 متر على طول الحدود بين غزة ومصر عند معبر رفح. بعد خروج الصهاينة من غزة، تم تحديد هذه المنطقة في عام 2005 كممر حدودي غير عسكري يمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى معبر كرم شالوم. وفقًا لاتفاقية عام 1979، تم السماح لتل أبيب بنشر قوات مسلحة محدودة تشمل أربع كتائب مشاة، بالإضافة إلى منشآت عسكرية وتحصينات ميدانية، إلى جانب مراقبين من الأمم المتحدة في هذا الممر. وكان الهدف المعلن لهذه القوات هو منع دخول الأسلحة إلى غزة عبر مصر.
بعد انسحاب الكيان المحتل من غزة في عام 2005، أصبح هذا الممر تحت سيطرة مصر والسلطة الفلسطينية. ويشير المصريون إلى هذه المنطقة باسم “ممر صلاح الدين”. في عام 2007، عندما استولت حماس على غزة، انتهت الإدارة المشتركة لهذه المنطقة.
بعد ثلاثة أشهر من بدء الحرب الأخيرة على غزة، وفي يناير 2024، أعلن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان المحتل، عن إعادة احتلال هذه المنطقة، قائلاً: “يجب أن يكون التحكم في فيلادلفيا بيدنا. أي ترتيب آخر لا يمكن أن يضمن نزع السلاح.” في مايو 2023، استحوذ الاحتلال على الجانب الفلسطيني من معبر رفح وممر فيلادلفيا، وبعد فترة قصيرة، استولى الصهاينة أيضًا على الجزء الفلسطيني من هذا الممر.
محور نتساريم
يمتد معبر نتساريم بطول 6 كيلومترات ويعبر وسط غزة. تم إنشاء هذا الممر خلال الحرب الأخيرة بواسطة الجيش الصهيوني، ويمتد من حدود الأراضي المحتلة إلى مدينة غزة وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط. سُمي هذا الممر نسبةً إلى نتساريم، إحدى المستوطنات الصهيونية غير القانونية. يعتقد البعض أن هذه التسمية تشير إلى أن القادة المتطرفين في تل أبيب يسعون لإعادة إنشاء مستوطنات غير قانونية في هذه المنطقة.
أنشأ الصهاينة عدة قواعد عسكرية في هذا الممر، تُستخدم لمراقبة والسيطرة على الفلسطينيين بين شمال وجنوب غزة. وقد حدد الجيش الصهيوني نقطتي الوصول إلى هذا الممر كمناطق محظورة، وهدد باستهداف الأفراد الذين يدخلون المنطقة المحيطة بطريق “صلاح الدين” في وسط غزة وطريق “الرشيد” الساحلي. تُعتبر هذه المنطقة ممرًا للنازحين المدنيين الفلسطينيين.
وأظهرت بيانات نُشرت مؤخرًا في صحيفة هآرتس أن الجنود الصهاينة قاموا مرارًا بعمليات قتل عشوائية للفلسطينيين في هذا المحور دون أي تأكيد لهويتهم أو انتمائهم.