وشهدت البطولة للمرة الأولى منذ 1990 فوز 3 شباب على لاعبين من المصنفين العشرة الأوائل في منافسات الرجال، في إحدى البطولات الأربع الكبرى “جراند سلام”.
وكان أحد الخاسرين من هذه المباريات، الروسي دانييل ميدفيديف، تم تغريمه 76 ألف دولار، بسبب سلوكه السيئ.. كما ودعت وصيفة منافسات فردي السيدات في العام الماضي، نسخة العام الحالي من الدور الأول.
ولكن الضجة الحقيقية كانت في مكان آخر. حيث يوجد زيادة في عدد الجماهير الصاخبة في المدرجات، والذين قد يصيحون أو يصفقون بشكل مزعج أثناء المباريات، أو حتى بين النقاط، أو حتى اطلاق صافرات استهجان، مثل ما حدث عندما توقف نوفاك ديوكوفيتش عن اللعب في الدور قبل النهائي بسبب إصابة في ساقه، وكان هناك أيضا فوضى في أحد الملاعب لدرجة أن مباراة أخرى تم نقلها إلى ملعب مختلف بسبب الفوضى.
وقال بات رافتر، لاعب تنس أسترالي معتزل توج بلقبين في بطولة استراليا المفتوحة وتصدر التصنيف العالمي في أواخر التسعينيات: “كان الأمر على هذا النحو لسنوات.. في بعض الأحيان أعتقد أن ذلك يوجد به عدم احترام، أعتقد إنه جزء من اللعبة، وتعكس التغيرات التي تحدث في الجيل الحالي، وأن هذا هو ما يريدونه. هذا هو الأسلوب السائد في بطولة أستراليا المفتوحة”.
لذلك، ما الذي يحدث تحديدا؟ لماذا يشعر الجميع بالغضب الشديد تجاه ما كان يعرف منذ فترة طويلة باسم “البطولة السعيدة”؟
من الصعب تحديد سبب واحد، ولكن يمكن أن يكون هذا مصادفة، ولا يعكس ثقافة المجتمع الأسترالي أو أي اتجاهات جديدة في التنس.
وربما هو انعكاس لعالم ما بعد الجائحة، حيث ما يزال الكثير من الناس يتكيفون بعد أن كانوا محصورين وغير قادرين على حضور الفعاليات الرياضية – أو الذهاب إلى أي مكان فعليا – لفترة من الوقت.
أو ربما هو استعداد متزايد من قبل الرياضيين للتنديد بما يعتبرونه سلوكا سيئا والرد بنفس الطريقة التي يتعرضون لها، وهو ما فعلته الأمريكية دانييل كولينز بعد سماع صافرات الاستهجان عندما هزمت لاعبة أسترالية، وهو ما فعله ديوكوفيتش أكثر من مرة أيضا.
وربما يرجع ذلك أيضا إلى محاولات مسؤولي التنس، كما أشار رافتر، لجذب جماهير جديدة، وخاصة الجماهير الأصغر سنا.
يتم رؤية ذلك بطرق مختلفة، بداية من السماح بالحركة في المدرجات أثناء سير المباراة – وهو أمر لم يكن مسموحا به لعقود – إلى السماح بالتوجيه أثناء المباريات وجعل ذلك جزءا من العرض من خلال الصناديق الجانبية، أو محاولة الوصول إلى الأطفال من خلال نشر مقاطع على “يوتيوب” لبث مباشر لصور مباريات متحركة تم تصميمها لتبدو وكأنها لعبة فيديو.
قد يكون هذا مؤثرا مع اقتراب الحدث من نهايته يوم غد الأحد، حيث شهدت الأيام العشر الأولى من أول 12 يوما حضورا قياسيا، بما في ذلك أكثر من 97 ألف شخص في الموقع يوم 17 يناير/كانون الثاني، وهو أعلى رقم حضور في يوم واحد في تاريخ البطولة.
هذه الظاهرة ليست فريدة من نوعها في بطولة أستراليا المفتوحة للتنس.
المشاهد غير المعتادة كانت موجودة في مدرجات بطولة فرنسا المفتوحة، وأمريكا المفتوحة وويمبلدون.
في نهائي بطولة ويمبلدون 2022، دخل نيك كيريوس في مشادة مع أحد المشجعين المزعجين بشكل خاص، الذي قام لاحقا بمقاضاته. وكانت الجماهير في بطولة أمريكا المفتوحة، معروفة بالصخب لفترة طويلة، خاصة عندما تتدفق المشروبات في الليل، بما في ذلك الهتافات التي واكبت مراسم التتويج عندما هزمت نعومي أوساكا منافستها سيرينا ويليامز في نهائي السيدات عام 2018.
وفي العام الماضي، لم يسمح منظمو بطولة فرنسا المفتوحة لحاملي التذاكر بإحضار الكحول إلى مقاعدهم بعد أن اشتكى اللاعب البلجيكي ديفيد جوفين من تعرضه للبصق عليه.