الطفل العنيد مشكلة كيف يتم حلها؟

قد لا يفهم طفلك تمامًا سبب عدم السماح له بفعل شيء ما. يتطور النضج مع التقدم في السن، وإذا رأى طفلك أصدقاءه يفعلون شيئًا لا تسمحين به عادةً، فقد يؤدي ذلك إلى سلوك عنيد، وهو خروج عن المنطق قد لا تتمكنين من حله فلا تيأسي

إن المزاج هو شيء نولد به. إذا كان طفلك لديه مزاج عنيد، يجب أن تفهمي أنك لست الأم الوحيدة التي لديها طفل عنيد. العديد من الأمهات لديهن أطفال عنيدون حتى وإن كانوا أطفالاً صغاراً، لكن الطريقة التي تتعاملين بها مع طفلك العنيد ستحدث فرقًا كبيرًا في نوع الشخص البالغ الذي سيصبح عليه. تعتبر مرحلة الطفولة المبكرة ومرحلة المراهقة من أصعب المراحل التي يمكن التعامل معها. قد يثير ذلك غضبك إذا رفض طفلك الاستماع إليك. لذا، ماذا يمكنك أن تفعلي إذا كان لديك طفل عنيد؟ هذا ما يرشدك إليه الأطباء والاختصاصيون.

 

من المهم أن نفهم أن العناد هو جزء من شخصية بعض الأطفال، بينما هو في نظر البعض الآخر طريقتهم في تجاوز الحدود وفرض إرادتهم. لذا، يقع على عاتقك تعليم طفلك الطرق المختلفة التي يمكنه من خلالها التعامل مع التوتر والتعبير عن مشاعره .

 

أسباب السلوك العنيد لدى طفلك

 

الحاجة إلى الحرية

 

إذا كان طفلك يبدي سلوكًا عنيدًا في كثير من الأحيان، فقد تتساءلين عن السبب الذي يجعله يفعل ذلك. هل يرجع ذلك ببساطة إلى شخصيته أم أن الأمر له أسباب أخرى؟ فيما يلي بعض الأسباب الشائعة للعناد عند الأطفال.

 

1. عدم النضج: قد لا يفهم طفلك تمامًا سبب عدم السماح له بفعل شيء ما. يتطور النضج مع التقدم في السن، وإذا رأى طفلك أصدقاءه يفعلون شيئًا لا تسمحين به عادةً، فقد يؤدي ذلك إلى سلوك عنيد، وهو خروج عن المنطق قد لا تتمكنين من حله فلا تيأسي.

 

2. سوء التواصل: باعتبارك أحد الوالدين، قد تشعرين باستمرار بالإرهاق، وقد ينعكس ذلك على طفلك في صورة غضب. إذا كنت تصرخين باستمرار على طفلك أو تحاولين تأديبه ، فقد يكتسب موهبة العناد للتخلص من الأذى. من المستحسن دائمًا التحدث إلى طفلك بدلاً من الصراخ عليه.

 

3. المقارنة الثابتة: يُقارن بعض الأطفال باستمرار بأصدقائهم أو أشقائهم، وهو ما قد يكون مؤلمًا بالنسبة لهم بمرور الوقت. وعند المقارنة، يُظهر بعض الأطفال سلوكًا عنيدًا كطريقة للتعامل مع إحباطهم.

 

4. غياب القدوة: يراقب الأطفال سلوك من حولهم. إذا كنت أنت أو شريكك أو أي فرد آخر من أفراد الأسرة يظهر سلوكًا عنيدًا في المنزل، فقد يعكس طفلك نفس السلوك. بالإضافة إلى ذلك، إذا رأى أصدقاءه عنيدين ويفلتون من العقاب، فقد يعتقد أنه يمكنه فعل الشيء نفسه.

 

5. الحاجة إلى الحرية: مع تقدمه في العمر، تزداد أيضًا حاجة الطفل إلى الاستقلالية. إذا كان طفلك يشعر غالبًا بسيطرتك عليه، فقد يكون عنيدًا كطريقة لتأكيد استقلاليته. دعي طفلك يستكشف الأشياء بنفسه، طالما أنها ليست خطيرة.

 

لا تجادلي طفلك العنيد

 

للتعامل مع طفلك العنيد بالطريقة الصحيحة، من المهم أولاً أن تفهمي لماذا هو على هذا النحو وما الذي يجعله على هذا النحو. إن العناد يختلف عن الإرادة. حيث تعرَّف الإرادة بأنها “الثبات على الهدف” بينما يُعرَّف العناد بأنه “رفض تغيير الفكر أو السلوك أو الفعل تحت أي ضغط خارجي”. يمكن أن يكون العناد وراثيًا أو مكتسبًا من خلال مراقبة الآخرين. ولكن يمكن توجيه هذا السلوك ليصبح منتجًا وهادئًا ليتحول طفلك إلى فرد متكامل. ومن المهم أن تجدي طرقًا للتعامل مع طفلك العنيد بطريقة تمكنك من الحد من سلوكه دون إرهاق أي منكما. فيما يلي بعض التقنيات للتعامل مع الطفل العنيد:

 

1. لا تجادلي طفلك العنيد: الأطفال العنيدون مستعدون دائمًا لمواجهة الجدال وجهاً لوجه. لذا، لا تمنحيهم هذه الفرصة. بدلًا من ذلك، استمعي جيدًا إلى ما يقوله طفلك وحوليه إلى محادثة بدلاً من جدال. عندما تُظهري أنك مستعدة للاستماع إلى وجهة نظره، فهذا يزيد من احتمالية استماعه إلى ما تقولينه أيضًا.

 

2. لا تجبري طفلك على شيء: لا تجبري طفلك على القيام بشيء لا يريد القيام به. فهذا لن يؤدي إلا إلى زيادة تمرده وسيصبح مصراً على القيام بما لا ينبغي له القيام به. لذا، إذا كنت تريدين أن يتوقف طفلك عن مشاهدة التلفاز، ويقوم بدلاً من ذلك بواجباته المدرسية، فحاولي مشاهدة التلفاز مع طفلك لفترة من الوقت. وهذا من شأنه أن يخلق بعض روح الرفاهية، وبعد فترة قصيرة، يمكنك أن تسألي طفلك عما إذا كان يرغب في القيام بواجباته المدرسية بينما تقرأين كتابك أو يقوم ببعض الأعمال وأنت جالسة بالقرب منه.

 

3. قدمي له بعض الخيارات: إن إخبار الطفل العنيد بما يجب عليه فعله هو وسيلة أكيدة لإشعال شرارة التمرد لديه. بدلاً من ذلك، قدمي له خيارات للاختيار من بينها لأن هذا يجعله يشعر وكأنه يتحكم في حياته ويمكنه أن يقرر بشكل مستقل ما يريد القيام به. حافظي على الخيارات محدودة لتجنب إرباك طفلك واعرضي عليه خيارين أو ثلاثة فقط. على سبيل المثال، إذا كان عليه تنظيف غرفته، اسأليه عما إذا كان يرغب في البدء بالسرير أو الخزانة أولاً بدلاً من قول “من أين تريد أن تبدأ؟”

 

4. ضعي نفسك مكان طفلك:انظري إلى المشكلة من وجهة نظر طفلك وحاولي أن تفهمي لماذا يتصرف بهذه الطريقة. إذا وعدت بأخذه إلى الحديقة ولكنك رفضت لأن الطقس أصبح سيئًا، فستحتاجين إلى أن تشرح له لماذا لا يمكنك الوفاء بوعدك. لن يرى طفلك ذلك إلا كوعد مكسور، ولكن من خلال توضيح سبب عدم تمكنك من الخروج وتحديد موعد لاحق للخروج، يمكنك إنقاذ الموقف.

 

5. حافظي على السلام في المنزل

 

تأكدي من أن منزلك هو المكان الذي يشعر فيه طفلك بالسعادة والراحة والأمان في جميع الأوقات. كوني مهذبة مع الجميع في المنزل، وخاصة زوجك، حيث يتعلم الأطفال من خلال الملاحظة. ومن المرجح أن يقلدوا ما يرونه، لذا من الضروري أن تحافظي على الهدوء وتتجنبي الجدال وكذلك تبادل الإهانات أمام الطفل.

 

6. قومي بتحسين مهاراتك التفاوضية

 

يجد الأطفال العنيدون صعوبة في تقبل الرفض الصريح عندما يطلبون شيئًا. لذا، حاولي بدلاً من ذلك التفاوض معهم بدلاً من فرض القانون. على سبيل المثال، إذا أصر طفلك على الاستماع إلى قصتين قبل النوم، فحاولي إقناعه بالتخلي عن ذلك من خلال التوصل إلى اتفاق حيث يمكنه اختيار قصة لليلة وقصة أخرى للغد.

 

7. تشجيع السلوك الإيجابي

 

كوني قدوة للآخرين وكن إيجابياً في كل الأوقات. إذا كنت تستخدمين كلمات مثل “لا” أو “لا أستطيع” أو “لن أفعل” كثيراً، فمن المرجح أن يفعل طفلك الشيء نفسه. انظري إلى عناد طفلك بنظرة إيجابية بدلاً من أن تكوني سلبية بشأنه. حاولي أن تجعلي الأمر لعبة من خلال طرح أسئلة على طفلك تستحثه على الإجابة بـ “نعم” أو “لا”. صِيغي أسئلتك بحيث تكون الإجابة “نعم” في معظم الأوقات. هذا يرسل رسالة مفادها أن طفلك مسموع ومقدّر.

 

المصدر: وكالات