الحرية بين القضبان

خاص الوفاق : أيها الشباب، حرّروا أنفسكم من عبودية الغرب وأوهام الحضارة الزائفة. التكنولوجيا وُجدت لنستخدمها أداةً للبناء لا أن تتحكم بنا، فالمعرفة الحقيقية لا تُقتبس من شعاراتٍ جوفاء، بل من أعماق القرآن والعقل الحر الذي أطلقه الله فينا.

2025-01-26

 

أيها الشباب…

 

إنّ الإمام الكاظم (عليه السلام) لم يكن حبيسَ جدرانٍ عمياء أو أغلالٍ صمّاء، بل كان طائرًا ترفرف روحه في عوالم العزّة والمعرفة. سجنه لم يكن سوى وهمٍ أراد الطغاة إيهام العالم به، فحوّله الإمام إلى مدرسةٍ للحرية الداخلية، تلك الحرية التي تبدأ من عقولنا وأرواحنا، لا من قيودٍ تُكسر باليدين.

 

ما أشدّ حاجتنا اليوم إلى هذه المدرسة! لسنا محبوسين بين جدران من حجر، لكننا محاطون بسجونٍ أخرى أخطر: سجن الجهل، والوهم، وسلطان التكنولوجيا الذي يحكم عقولنا. أصبحت حياتنا رهينة شاشات وأفكار مستوردة تقودنا إلى الدمار، في وقتٍ نسينا فيه كتاب الله الذي أضاء لنا الطريق.

 

أيها الشباب، حرّروا أنفسكم من عبودية الغرب وأوهام الحضارة الزائفة. التكنولوجيا وُجدت لنستخدمها أداةً للبناء لا أن تتحكم بنا، فالمعرفة الحقيقية لا تُقتبس من شعاراتٍ جوفاء، بل من أعماق القرآن والعقل الحر الذي أطلقه الله فينا.

 

اعرفوا إمام زمانكم، ذاك الذي يريدكم أحرارًا بعقولكم وأفكاركم، لا أن تكونوا عبيدًا للمال أو الأشخاص أو المناصب. إنّ الدين ليس شعارًا يُرفع، بل مسارٌ يُعاش، ومسيرةٌ نحو الله تبدأ بتحرير الروح من قيودها الوهمية.

 

كونوا أنتم الثورة التي تنطلق من الداخل، لا تلك التي تبحث عن النصر في الخارج. اقتدوا بالإمام الذي حوّل ظلام السجن إلى نور يقود الإنسانية. تذكّروا دائمًا أن الحرية الحقيقية هي أن تعبدوا الله وحده، لا أن تعبدوا أي قوةٍ أخرى مهما تعاظمت في أعينكم.

 

انهضوا من سباتكم، وازرعوا في عقولكم بذور العلم والإيمان، فلن يقودكم إلى النور سوى المعرفة النقية واليقين الراسخ.

 

كونوا أحرارًا في دنيا ملؤها القيود، أحرارًا بالله ولله.

 

د. بتول عرندس

 

المصدر: الوفاق/ خاص