نقلاً عن صحيفة “تاغس تسايتونغ”، طالب تحالف يضم أكثر من 40 مبادرة سلام في ألمانيا المرشحين للانتخابات الفيدرالية بالعمل على ضمان عدم نشر الأسلحة متوسطة المدى الأمريكية على الأراضي الألمانية.
وجاء في الرسالة المفتوحة: “إن نتيجة نشر الأسلحة الأمريكية متوسطة المدى السريعة والدقيقة التي يصعب اعتراضها في ألمانيا لن تكون مزيداً من الأمن، بل عدم استقرار خطير يكفي فيه خطأ واحد ليدفع العالم نحو حرب نووية”. وشدد كتّاب الرسالة على أن “ما نحتاج إليه بدلاً من ذلك هو مفاوضات جديدة حول ضبط التسلح ونزع جميع الأسلحة متوسطة المدى”.
واشتكى كتّاب الرسالة من أن القرار الشامل لنشر الأسلحة الأمريكية متوسطة المدى على الأراضي الألمانية قد اتُخذ دون نقاش عام مسبق ودون إشراك البرلمان الألماني، مؤكدين أن مثل هذا الوضع لا يليق بديمقراطية.
وفي 10 يوليو/تموز 2024، أعلنت الحكومة الأمريكية والحكومة الألمانية عزمهما نشر صواريخ SM-6 الأمريكية وصواريخ توماهوك المجنحة وأسلحة “دارك إيغل” فائقة الصوت في ألمانيا بدءاً من عام 2026. وهذا يعني أنه للمرة الأولى منذ الحرب الباردة، سيتم نشر أنظمة أسلحة يمكنها الوصول إلى روسيا في ألمانيا.
ووفقاً للاتفاقيات المبرمة، يجب أن تكون هذه الأسلحة تحت السيطرة الكاملة للقوات المسلحة الأمريكية، وهي جزء من استراتيجية الضربة العالمية السريعة التقليدية لواشنطن، والتي تهدف إلى القدرة على ضرب أي نقطة في العالم في وقت قصير باستخدام أنظمة تقليدية وغير نووية.
وبرر أولاف شولتز، المستشار الألماني، هذا القرار بالتطور المتزايد للأسلحة الروسية الذي يشكل تهديداً لأوروبا، وادعت برلين في تبريرها لهذا الإجراء أن هذا القرار يهدف إلى ضمان عدم نشوب حرب.
وتظهر نتائج استطلاعات الرأي أن العديد من المواطنين الألمان يعارضون نشر هذه الأسلحة على أراضي بلادهم.
وقد حذر العديد من سياسيي المعارضة وحتى أحزاب الائتلاف الحاكم من عواقب مثل هذا الإجراء، كما حذرت موسكو واشنطن من أنها لن تلتزم بالتعليق الأحادي الجانب بشأن نشر الأسلحة متوسطة وقصيرة المدى في حال نشر الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى على الأراضي الألمانية.