موناسادات خواسته
أقيم يوم الثلاثاء 31 يناير/كانون الثاني، حفل اختتام مهرجان فجر الدولي للمسرح الحادي والأربعين، والذي بدأ في 15 يناير بقسم المسرح الإذاعي وبحضور 215 عرضاً في عشرة أيام في أقسام مختلفة منها: قسم الضيوف، والقسم الدولي، وقسم الشارع وقسم المسرح الكبير، وتم الإعلان عن الفائزين في الأقسام الدولية.
مهرجان فجر الدولي للمسرح يختتم أعماله بتكريم الفائزين
أقيم حفل ختام المهرجان بحضور محمد مهدي إسماعيلي وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي ومحمود سالاري مساعد الوزير في الشؤون الفنية، وكاظم نظري مدير عام الفنون المسرحية، ومحمد مهدي دادمان رئيس القسم الفني بهيئة الدعاية الإسلامية، وكوروش زارعي أمين عام المهرجان، والمدراء والفنانون، في قاعة “وحدت” بطهران.
وشاهد الجمهور في القاعة فيديو كليب من عملية المهرجان إلى جانب صور لعروض المهرجان، واستضاف مهرجان فجر الدولي للمسرح تحت إشراف كوروش زارعي 113 عملاً، كما تم تكريم الفائزين في مهرجان فجر الدولي للمسرح في الحفل الختامي لهذا الحدث الثقافي الكبير، ونذكر هنا الفائزين في القسم الدولي من الدول العربية.
– قسم تصميم النور: “علي السوداني” لمسرحية “أمل” من العراق.
– قسم تصميم الأزياء: “مارسو فرادي” لمسرحية ” کمدي إلهي” من تونس، و”محمد مؤید” لمسرحية “طلقة الرحمة” من العراق.
– قسم تصميم خشبة المسرح: “علي السوداني” لمسرحية “أمل” من العراق حصل على جائزة جديرة للتقدير، “أحمد الجابري” لمسرحية “مدق الحنا” من عمان حصل على الجائزة كفائز.
– قسم الموسيقى: “یوسف الحارثي” لمسرحية “مدق الحنا” من عمان.
– أفضل ممثلة: “رضاب احمد حسن الکرخي” لمسرحية “أمل” من العراق (جديرة بالتقدير)، و “جمیلة کامارا” لمسرحية “کمدي إلهي” من تونس.
– أفضل ممثل: “عبدالحکیم الصالحي” لمسرحية “مدق الحنا” من عمان، و “حیدر جمعة” لمسرحية “أمل” من العراق (الفائز).
– كتابة سيناريو المسرحية: “جواد الأسدي” لمسرحية “أمل” من العراق.
– الإخراج: “جواد الأسدي” لمسرحية “أمل” من العراق (الفائز)، و “یوسف البلوشي” لمسرحية “مدق الحنا” من عمان.
– أفضل مسرحية: “جواد الأسدي” لمسرحية “أمل” من العراق (الفائز)، و “محمد مؤيد” لمسرحية “طلقة الرحمة” من العراق.
وفي نهاية هذا القسم تم تكريم حكام القسم الدولي لمهرجان فجر المسرحي الحادي والأربعين.
هذا وقد إلتقينا بالدكتور علي السوداني رئيس الوفد العراقي الحاضر في المهرجان ومدير مسارح العراق وسينوغرافي العرض، وفيما يلي نص الحوار:
مهرجان فجر المسرحي يحمل عمقا ثقافيا وفنيا
بداية عندما طلبنا من الدكتور علي محمود السوداني أن يقدّم لنا نبذة عن نشاطاته، فقال: أنا فنان مسرحي من العراق، أعمل في تخصص السينوغرافية، لدي أعمال مسرحية عربية، ومحلية وعالمية، وخاصة الأجواء الآن العديدة، وحاصل على شهادة الدكتوراه في تقنيات العرض المسرحي، والآن أنا أمسك منصب اداري في وزارة الثقافة دائرة السينما والمسرح، وهو مدير المسارح وأيضاً مدير مهرجان بغداد الدولي للمسرح.
وعندما سألنا منه لكي يتحدث لنا عن تقييمه حول هذه الدورة من مهرجان فجر الدولي للمسرح، قال السوداني: حقيقة مهرجان الفجر في دورته الـ 41، مهرجان يحمل عمقا ثقافيا وفنيا وتتلاقح فيه الثقافات بين الغرب والشرق وهناك تجارب مسرحية عالمية وعربية ومحلية، يعني هو سوق مسرحي ثقافي وحقيقة بعد 41 سنة من إقامة هذا المهرجان، أكيد المهرجان يحمل طابع ومعايير وآليات كبيرة تستطيع أن تأخذ الأنشطة المسرحية الى مكانتها الحقيقية، طبعا رغم الظروف الصعبة التي تعيشها اليوم ايران من ضمن الحصار الإقتصادي والثقافي والفني بشتى قطعاته، ولكنها مازالت تحاول أن تكون موجودة وحاضرة بقوة في الساحة الثقافية العربية والمحلية، واقدم شكرا كبيرا الى الأستاذ كوروش زارعي، مدير قسم المسرح في مديرية الفنون الجميلة، ورئيس المهرجان، وإلى الدكتور منصوري، الذي سهر ليلا ونهاراً في التنسيق لتكون هناك عروض عربية وعالمية في هذا المهرجان، شكرا للضيافة وشكرا لحسن الإستقبال ولكل الفنانين الإيرانيين على حفاوتهم في استقبال الوفود العراقية واستقبال عرض مسرحية “طلقة الرحمة” من إنتاج دائرة السينما والمسرح والتي أكيد تشرفنا أن تكون افتتاحاً لمهرجان فجر الـ 41 وأيضا عرض مسرحية أمل لـلجواد العربي والعالمي والعراقي الدكتور جواد الأسدي، هذا المخرج المهم الذي له تجارب مسرحية مهمة، حقيقة نحن كدائرة السينما والمسرح سعداء جدا بهذه المشاركة.
“أمل” هو صرخة احتجاج بوجه الظلم
بعد ذلك تحدث لنا الدكتور علي السوداني عن مسرحية “أمل” وقال: تدور قصة مسرحية “أمل” حول زوج وزوجة يبحثون عن فضاء آمن، وهذا الفضاء يقدّم لهم مستقبل مشرق وآمن بعيد عن ثرثرة وأضواء الإرهاب والتطرف الديني، والمخدرات وما يعيشه اليوم الواقع العربي وهو الواقع العالمي، من هذه الأجندات الخارجية التي تحاول أن تسيطر على الذات الإنسانية، وتسيطر على تهميش وتفكيك المجتمعات المتماسكة.
“أمل” هو صرخة احتجاج بوجه الظلم، والإستبداد والدكتاتورية، والديمقراطية المباحة، هذا السؤال دائماً يقوله الأستاذ “جواد الأسدي” الذي كتب رسالة اليوم المسرح العربي التي ألقاها في المغرب في مهرجان المسرح العربي التي تقيمه الهيئة العربية للمسرح، وكانت هي صرخة إحتجاج وبوح ذاتي حقيقي يمثل كل مجتمعاتنا وكل مواطن في المجتمعات العربية والأوروبية.
المسرح العراقي مليء بالروّاد
وفيما يتعلق بالمسرح العراقي قال السوداني: المسرح العراقي منذ النشأة والذي أسس قاعدة وبنية أساسية لكل المجتمعات العربية، المسرح العراقي مليء بالروّاد والتجارب المسرحية المهمة، اليوم وخاصة بعد 2003، كان هناك دور كبير، لشباب مسرح العراق الذين يحاولون اقتحام الفضاءات السائدة، والبحث عن قيمة حقيقية بين الإختلاف والأصالة والعراقة، وبين المعاصرة، والحمدلله والشكر المسرح العراقي كان ولازال وسوف يستمر بتجارب مسرحية مهمة، وخاصة في عام 2021 استطاع المسرح العراقي أن يحقق حضورا كبيرا في مهرجانات عربية وعالمية واليوم دليل تواجدنا الآن في طهران هو أنه كان هناك شراكة حقيقية بين مديرية الفنون السيد “كاظم نظري” وبين دائرة السينما والمسرح الدكتور احمد حسن موسى، وهذه شراكة تعتمد على تبادل الخبرات الحقيقية الفنية والأدبية وعروض وأنشطة مسرحية.
سبب نجاح المهرجان وتنوع العرض المسرحي
وفيما يتعلق بالعروض العربية والإيرانية قال السوداني: حقيقة العروض العربية شاركت في كثير من الدول العربية وهي عروض جيدة، وهناك بعض الهواجس التقنية أو الفنية باعتبار العرض ينتقل من مكان الى آخر، فلا يكون في طاقته الفنية بشكل كبير جداً لكن رغم هذا مخرجو وصنّاع العروض والسينوغرافيون يتحدّون تحديا كبيرا جداً لكي يكون العرض جاهز، وإذا كانت عروض جاهزة فعلا هذا يدل أن هناك مسارح مهمة وفضاءات جيدة، وبيئة صحية لإنتاج العروض المسرحية خاصة، والبيئة التقنية، وأنا أقول بصراحة شكرا لجميع التقنيين المحترفين في ايران، لأنهم يعملون بشكل محترف، وبشكل تقني عالي، وهذا هو سبب نجاح المهرجان، وقد تكون هناك بعض الهنّات التنظيمية، لكنه حسنت التقنيات وإنتاجهم العروض حسنة كبيرة، وبهذه الحسنة تمحي كل الهنّات البسيطة التي ممكن أن تكون في أي مهرجان مسرحي، والعروض الإيرانية، هناك عروض بسيطة، وعروض متحفية ومدرسية، وهناك عروض مهمة، حتى حاله كحال العروض في البلدان العربية، هناك تنوع بالأشكال والأساليب وبطريقة العرض المسرحي، لكنه المهم هو أنه كيف نصدّر عروضنا الى الآخر واعتمدت دائرة السينما والمسرح في بغداد وخاصة في موشن 22 بقيادة الصديق المخرج أحمد حسن موسى مدير عام دائرة السينما والمسرح، ان تكون عروض لها أشكال مختلفة ولديها تنوع كبير، يعني نهتم بالحضور النوعي والنابع من الإختلاف وقراءة المسرحية الجديدة والحمدلله والشكر، انتجنا عروض جيدة وبالتالي اخترنا أهم العروض لكي تشارك وتمثل المسرح العراقي من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب حتى نقول هذا مسرحنا العراقي، وهذا مسرح النخبة الذي دائماً يتصدر المسرحيات العربية أو المسارح العربية، بعمقها الكبير لأنه مسرح جاء من رحم سبعة آلاف سنة من الحضارة والتاريخ والثقافة.
رسالة الفنان والمخرج المسرحي
عندما سألنا من الدكتور علي السوداني أنه ما هي رسالة الفنان والمخرج المسرحي؟، هكذا رد علينا بالجواب:
رسالة الفنان والمخرج المسرحي، الإنسان هو قيمة كبيرة وعالية، ليس هناك سلطة او قيمة فوق الإنسان، علينا أن يكون المواطن العراقي او المواطن العربي العالمي هو قوة المركز التي من خلالها نكسر كل القيود التي تحاول تحويل المواطن الى العبد، اليوم نعيش في عبودية كبيرة و كنا في ديكتاتورية واليوم في عبودية ديمقراطية فهذا مشكلة كبيرة يعاني منها الفرد، فبالتالي الدكتو “جواد الأسدي” كان له احتجاج كبير، احتجاج على مستوى الملفوظ وعلى مستوى الرسالة، وكان احتجاج آخر على مستوى صناعة العرض، فبالتالي نحن نعيش مجموعة من الإحتجاجات ليس في العراق وحسب، بل في الكثير من البلدان العربية، ومنها أيضاً الان طهران، هناك احتجاجات كبيرة من أجل وجود الإنسان، وبحثا عن ذات الإنسانية، خالي من الضغوطات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية.
البحث عن فضاءات مشتركة
وأخيراً قال الدكتور علي السوداني: شكراً لطهران وصحيفة الوفاق، وشكراً لهذا الكرم وأقول لكل الإيرانيين وخاصة في العاصمة طهران الجميلة الساحرة: حافظوا على طهران، طهران ملك الشعب، هذه الفضاءات الجميلة، مدينة ساحرة ورائعة، وأناسها طيبون، وأتمنى إن شاء الله كل التوفيق والإحترام لكل المسرحيين الحقيقيين الذين يحاولون أن يقدمون مسرح حقيقي نابع من الذات الإنسانية الذي يكسر كل القيود، قيود التطرف والدكتاتورية، وخدعة الديمقراطية، لنبحث عن فضاءات مشتركة فالمسرح يتخطى الحدود الجغرافية باحثا عن فضاء واحدا يعيش فيه كل المسرحيين في العالم، شكرا لكم ولمحبتكم ، ونيابة عن كل الفريق العرض المسرحي، فريق طلقة الرحمة، ابتداءا من المخرج وصانع العرض محمد مؤيد والسينوغراف بشار عصام وكل الفريق الذي يتكون من 22 شاب وشابة حالمين بالمسرح، مهمومين بمسرح حقيقي خالي من الشوائب وأيضا مسرحية أمل التي نتحدث عنها الآن والتي تتمحور حول أسئلتي وهي من تأليف وإخراج الدكتور جواد الأسدي، دراماتورية النص حيدر جمعة، تمثيل حيدر جمعة ورباب احمد، السينوغراف علي السوداني، تنفيذ الديكور محمد النقاش، تنفيذ الإضاءة ناجي حسن، الإدارة المسرحية وتوظيف الخشبة هشام جواد، وشكرا لهذا الفريق المتنامي الذي دائماً يبحث عن نفسه من خلال المسرح، المسرح بوح حقيقي، شكرا لطهران لأنها استضافت طلقة الرحمة واستضافت أمل واستضافت وفد عراقي متكون من 37 شخصا حالمين بأن تكون طهران هي بوابة حقيقية للثقافة وللفن وللحب من خلال شعبها وشكرا لإيران، ايران الواقع تختلف عن ايران التي تحاول الأجندات الخارجية أن تشوّه هذه المدينة الجميلة وهذه الدولة العريقة الكبيرة، شكرا لكم وتمنياتي لكم بالإحترام، والتقدير.