زار وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية سيد رضا صالحي أميري، محافظة مازندران يوم الخميس 30 يناير وتستمر هذه الزيارة ثلاثة أيام وفي بداية وصوله إلى مدينة بابل، زار المنزل التاريخي آقاجان نسب. وكان في استقباله مجموعة من المسؤولين .
ايران بالمرتبة السابعة عالميًا في التراث الثقافي
أشار صالحي اميري إلى مكانة إيران في مجال التراث الثقافي، قائلاً: تظهر الدراسات العالمية أن إيران، بوجود مليون أثر تاريخي، تعد من بين سبع دول رائدة في هذا المجال. ومع ذلك، فإن حصتنا من السياحة العالمية ضئيلة ومحدودة جدًا. في حين أن بعض الدول المجاورة التي تمتلك آثارًا تاريخية أقل، تمكنت من جذب 50 مليون سائح سنويًا.
بابلسر محور السياحة البحرية
وقال سيد رضا صالحي أميري في جلسة المجلس الإداري لمدينة بابلسر: “بابلسر والمدن المجاورة، بما في ذلك فريدونكنار، لديها إمكانيات كبيرة في صناعة السياحة، ومن الضروري أن نسرّع في تطوير هذه الصناعة في المنطقة من خلال رؤية جديدة وبرنامج شامل.
وأكد صالحيامیري على أهمية السياحة البحرية، قائلا: إن ثلاث محافظات شمالية، وهي مازندران، جيلان، وجلستان، تتمتع بقدرات خاصة في هذا المجال، والتي بجانب سواحل مکران والخليج الفارسي، فيها إمكانيات فريدة لتطوير هذا النوع من السياحة، ويجب الاستفادة من هذه الفرص بأفضل شكل ممكن لتطوير البلاد بشكل متوازن.
توسيع العلاقات السياحية مع الدول المجاورة
وأشار إلى الجذور الثقافية المشتركة بين إيران وطاجيكستان، وأعلن عن الاتفاقيات المبرمة لجذب السياح من هذا البلد، وأكد أن المسؤولين في مازندران، وخاصة في مدن مثل بابلسر، يجب أن يتوقعوا ويهيئوا البرامج والظروف اللازمة لتعزيز العلاقات السياحية مع دول آسيا الوسطى.
دور الإعلام في تطوير صناعة السياحة
واعتبر صالحي اميري الإعلام واحد من أهم عوامل تطوير السياحة، وأكد أننا قمنا بتصنيف وتحديد أولويات الدول المستهدفة لجذب السياح الأجانب، حتى نتمكن من الحصول على حصة أكبر من هذا السوق بناءً على تخطيط منسجم. وفي هذا السياق، يمكن أن تلعب الإعلانات وتعريف القيم التاريخية والثقافية والجاذبية المرتبطة دوراً كبيراً في هذه العملية.
السياحة تخلق فرص عمل
وأشار صالحيامیري إلى التأثير المباشر لصناعة السياحة على خلق فرص العمل وانتعاش الاقتصاد، مؤكدًا أنه في المحافظات الشمالية مع هذا الحجم من الإمكانيات السياحية، لا ينبغي أن يكون هناك نقص أو فقر. يمكن أن تؤثر السياحة بشكل مباشر على معيشة الناس وزيادة فرص العمل وتحقيق الدخل.
إقامة مؤتمر فرص الاستثمار في بابلسر
وأشار إلى أهمية الاستثمار في تطوير السياحة، قائلًا: من الضروري لتطوير بابلسر والمنطقة، إقامة مؤتمر لإزالة عوائق الاستثمار في هذه المدينة وإعداد حزم مقترحة للاستثمار، والتي تهدف إلى تقدمها وجذب المستثمرين وتطوير البنية التحتية للسياحة.وسيتم التخطيط لدخول سفينة سياحية إلى سواحل مازندران كأحد المشاريع التطويرية في مجال السياحة.
تقديم الهوية الدينية والثقافية الإيرانية للعالم
وقال صالحي أميري: بابل هي من منابع الهوية الثقافية والتاريخية والحضارية، ويجب علينا تقديم هذه المكانة القيمة للجيل الجديد وللعالم.
وأضاف: كانت بابل في الماضي مركز الفقه ورمز الهوية الثقافية والتاريخية. لكن يجب أن نسأل أنفسنا لماذا لم نتمكن من استدامة هذا الإرث؟ لماذا وقعنا في فجوة في إنشاء رابط بين الجيل الجديد وهويته التاريخية والثقافية؟
وأكد صالحي اميري على أهمية الهوية في المجتمع، مشيراً إلى أن الهوية هي أكسجين حياة كل مجتمع. هويتنا متجذرة في الإسلام وإيران والثورة والإمام والقيادة ومفاخرنا الوطنية، ويجب أن نقدمها للجيل الشاب. إيران أرض مليئة
بالأسرار التاريخية والحضارية والثقافية التي يجب أن تُعرف بشكل صحيح للعالم.
وأشار إلى أهمية الموروثات المعنوية في البلاد، مضيفًا: عندما نسافر إلى خراسان الرضوية، فإن أعظم هويتنا هي وجود ضريح الإمام الرضا(ع). يجب أن تُنقل هذه الثروة الهوية إلى الأجيال القادمة.
الثقافة عامل انسجام وتماسك في المجتمع
وأكد صالحيأميري على أن الثقافة هي عامل انسجام وتماسك في المجتمع، وتابع: كانت بابل في الماضي مهد الفقه والعلوم الدينية، وكان العلماء ورجال الدين ملجأً للناس. اليوم يجب أن نقدم شخصيات مثل المرحوم آية الله روحاني كنماذج مؤثرة للمجتمع.
كما أعلن عن التخطيط لاستمرار الحفريات الأثرية في بابُل، مضيفاً: هذه المدينة تحتوي على كنز من الآثار التاريخية والحضارية التي لم يتم التعرف عليها كثيراً حتى الآن. يمكن أن تكون اكتشافات هذا الإرث الفريد ذات قيمة كبيرة وتعتبر مصادر وكنوزاً متحفية.
عشرة الفجر وإحياء الهوية الإيرانية-الإسلامية
وبمناسبة ذكرى عشرة الفجر المباركة، قال: كلنا مدينون للإمام الراحل(قدس) الذي أعاد الهوية الإيرانية والإسلامية للمرة الأولى. لقد جعل الإمام الخميني (قدس) شخصية إيران بارزة في العالم ورفع علم الأخلاق والروحانية. كان الهدف الأهم له هو بناء الإنسان، ويجب علينا أن نستمر في هذا الطريق، لأن محرك التنمية ليس النفط والطاقة، بل هو رأس المال البشري والأشخاص المثقفين والواعين.