في حوار خاص للوفاق؛ المصارع اليمني ابراهيم الشبامي:

لا أتخلّى عن فلسطين؛ مهما كلّف الثمن

 هناك الكثير من الرياضيين في العالم رفضوا أن يشاركوا في المنافسة مع الصهاينة في البطولات الدولية حيث لايعترفون بالكيان الصهيوني كبلد رسمي بل إنّهم يعتبرونه كيان لا مشروع له سياسات توسعيّة.

2023-02-01

تداولت وسائل الإعلام العربية والعالمية نشر خبر عن مصارع يمني رفض منافسة مصارع في بطولة دولية يسمى ابراهيم الشبامي وهو رفض ذلك بكل شجاعة، أي منافسة لاعب يمثل منتخب ما يسمى بـ”اسرائيل”.

ومن أجل ذلك أجرت صحيفة الوفاق حواراً معه، وفيما يلي نصّ الحوار:

س: رجاء تقديم نبذة مختصرة عنك “عن المصارع اليمني ابراهيم الشبامي” ليتعرف عليك القراء أكثر.

ج: أنا إبراهيم الشبامي وعمري 24 سنة، لاعب المنتخب اليمني للمصارعة، ولدت في اليمن بالتحديد في الصمة مدينة صنعاء، بدأتُ بممارسة المصارعة منذ صغري وأصبحت بطلاً في اليمن وحققت العديد من المراكز الدولية ومن إنجازاتي إحتلال المركز الرابع في الأولمبياد الشبابي العالمي والذي أُقيم في الصين عام  2014؛ حاليّاً أنا أعيش في ألمانيا وألعب كمُصارع في الدوري الألماني للمصارعة والذي يُسمّونه “بوندس ليجا”.

بإختصار، منذ نعومة أظفاري كنتُ أذهب إلى صالة المصارعة وحببتُ منذ ذلك الزمن أن أكون بطلاً في المصارعة فأصبحت هذه الرياضة جزءاً منّي الى الان.

س: ماذا حدث في البطولة الأخيرة التي أقيمت في فرنسا؟

ج: شاركتُ قبل فترة قليلة ببطولة “الجائزة الكُبرى الفرنسية” والتي  تُعتَبَر من أقوى البطولات التي تُقام في العالم حيث يشارك فيها أبطال العالم وأبطال الأولمبياد، أولى منافساتي كانت مع لاعب فرنسي فتغلّبتُ عليه ثم أوقعتني القرعة مع لاعب يمثل الكيان المغتصب لفلسطين.

س: نظراً إلى أن تحقيق ميداليّة دوليّة أمنيّة كلّ رياضي في العالم، ما الذي دفعك إلى الإنسحاب من هذه البطولة؟

ج: حينما توجب علي النزال مع هذا اللاعب الصهيوني في المرحلة الثانية إضطررت إلى الإنسحاب من البطولة والدافع الذي جعلني أنسحب من البطونة أنّ قضية فلسطين هي قضيتنا وأنا حاولت بقدر المستطاع أن أقدّم شيئاً للأمة الإسلامية وللقضية في ظلّ الوضع الراهن الذي يحدث فيه، في بعض الدول العربية والتشتّت الذي يحدث في دول الإسلام.

قضية فلسطين قضيتنا الرئيسية ولن أتخلّى عنها بل أقدّم لها آخر قطرة من دمي وحتى آخر لحظة من حياتي أقف إلى جانب هذه القضية الإسلامية والعربية.

هذا الإختيار كان بالنسبة لي صعباً جداً لأنّي كنتُ قريباً من أن أحقّق ميداليّة دوليّة وهذا كان حُلمي ولكن الحمد لله إخترت الطريق الذي أحبّه الله ويحبّه الناس وفضّلتُ القضية الفلسطينية على الميداليّة الدوليّة.

س: هل فكرت حين إتخذت هذا القرار بالمشاكل التي ستحدث لك في البطولات القادمة؟

ج: حينما رفضت المنافسة مع لاعب صهيوني، سررت جداً ولم يهمني ما سيحصل لي في المستقبل بغض النظر عن المشاكل التي يمكن أن تواجهني في البطولات القادمة.

المهم بالنسبة لي الإسلام الحنيف وهذا شرف لي بأن أمثّل كلّ مسلم وعربيّ ولايهمّني في هذا الطريق أيّ مشكل وأنا أقف إلى جانب فلسطين مهما كلّفني الثمن.

س: ماذا كانت ردّة فعل اللاعب الصهيوني حين رفضت المنافسة؟

ج: أنا ما رأيت اللاعب الصهيوني وإنسحبتُ بغير أن اذهب إلى صالة المنافسة فطبعاً لم أر ردّة فعله، الأمر المهم بالنسبة لي ردّة فعل الأمة الإسلاميّة والعربيّة.

س: ما هي رسالتك للمسلمين والعرب؟

ج: أقول للأمة الإسلامية وللعرب ولكلّ من سوف يقرأون كلماتي: يجب علينا أن نكون يداً واحدة ضد المحتل الصهيوني ونقف إلى جانب القضية الفلسطينية، مهما كان التشدد والدمار والحروب بيننا فالمتضرر هو الإسلام والمسلمين فأقول لكلّ عربيّ في العالم: حاوِل بقدر المستطاع أن تدافع عن القضية الفلسطينية حتى ولو بكلمة أو فعل ولا ينبغي أن نتوقّع الوقوف إلى جانب القضية من حكام العرب حيث لكلّ عربي ومسلم دوره في هذا الطريق.

نحن ضد إسرائيل وضد كلّ شخص يحاول أن يزعزع ويخذل الإسلام والعرب والعروبة.

س: كيف تفاعل الناس مع هذه الوقفة؟

ج: التفاعلات كانت إيجابيّة جداً من قبل وسائل الإعلام ورواد صفحات التواصل الإجتماعي. من هنا، أودّ أن أشكر عبر هذه المنصّة كلّ من تفاعل إيجابياً مع وقفتي إلى جانب القضية الفلسطينية ودعمني إعلامياً.

هذا الأمر أعطاني دافعاً قويّاً لأكون في جميع البطولات الدولية ضد الكيان الصهيوني، بالصراحة موّدتهم وحبّهم وألطافهم زادت من عزمي.

س: مَن هو أسوتك في حياتك الشخصية؟

ج: عندي أكثر من أسوة في حياتي ولكن أولّ قدوة في حياتي هو الملاكم “محمد علي كلاي” والذي كان سلوكياً في حياته قبل أن يكون لاعباً وكان قدوة  ومساعداً للمسلمين.

وثاني قدوة لي، هو مايك تايسون وأشهر لاعب ملاكمة في العالم.

س: وما هو تقييمك لمستوى المصارعة الإيرانيّة؟

ج: بصراحة المصارعون الإيرانيّون من أقوى المصارعين في العالم وهذا حُلمي منذ الطفولة أن ألعب مع المنتخب الإيراني وأكون في فريق مصارعة إيراني وتحت إشراف الكوادر المحترفة الإيرانية للمصارعة.

المصارعة في إيران مدرسة قويّة جداً وأنا منذ صغري أتابع المصارعين الإيرانيين.

س: من تعرف من المصارعين الإيرانيين؟

ج: أبرز المصارعين الإيرانيين والذي أحبّه هو بطل العالم وبطل الأولمبياد حسن يزداني وهناك الكثير من المصارعين الإيرانيين أمثال محمد نخودي، أتقدّم بتحيّاتي لكلّ المصارعين والمشجعين للمصارعة في إيران وإن شاء الله سألتقي بهم في المستقبل القريب.

 

المصدر: الوفاق / خاص