لحظات الإفراج التاريخية هي ثمرة التضحيات الجسام التي قدمتها غزة بشعبها ومقاومتها، حيث أفرج الاحتلال عن 110 أسرى في واحدة من أكبر عمليات التحرير التي شهدتها السجون الإسرائيلية، وسط أجواء من الفرح المنقوص والتضييقات الاحتلالية التي نكدت بعائلة الأسير حميدة مرشود من مخيم بلاطة شرق نابلس على أحد الحواجز لمنعهم من استقبال إبنهم الذي كان محكوما مدى الحياة.
وقال الأسير الفسلطيني المحرر حميدة مرشود لقناة العالم: “بفضل الله كانت ثقتنا منذ البداية بربنا، وثقتنا بأهل غزة، وبنهر الدماء الذي سار، كنا على ثقة أن الفرج قريب لجميعنا بإذن الله، يعني إذا خرج في الدفعة الأولى 10 أو 20 أو 100 أو 200 فنحن على ثقة أن الألف والألفين والعشرة آلاف سوف يخرجون وراءنا.”
إستقبلت عائلة الأسير إبراهيم حبيشة من مدينة نابلس بعد قضائه ثلاثة وعشرين عاما في السجون الإسرائيلية بتجمع خجول، بعد تهديد الاحتلال بمداهمة أي تجمعات احتفالية.
وبين لحظات الاعتقال ولحظات الإفراج جيل جديد من الأحفاد يعيدونه إلى الحياة التي حرمها الاحتلال إياه وأطفاله 23 سنة.
وقال إبراهيم حبيشة لمراسلة العالم: “أنا بعد قضاء 23 سنة أكيد لم أربي أولادي، تركت بنتي الكبيرة وهي في الخامسة من العمر.. والأصغر ثلاث سنين.. والأصغر سنتين.. وبنتي صغيرة ولدت وأنا بالسجن بعد ثمانية أشهر من بداية الاعتقال.. أنا أتمنى الآن أن أعيش فترة الأبوة والجدّ في نفس الوقت مع أحفادي.. وأعوض أولادي بأبنائهم.”
وأضاف: “كانت الفرحة منقوصة يشهد الله.. أنا خرجت ودموعي على خدي على إخواني.. أني تركت إخواني الأسرى، ولا أستطيع أن أفرح أمامهم، لأننا كان يطلع علينا النهار لا نتوقع أن يأتي علينا المساء .. وفي النهار لا نتوقع أن يحل علينا النهار من كثرة العذاب والكرب الذي عشناه.”
الحرية مهما تأخرت ستظل حقا لا يمكن أن يسلب.. العودة إلى الأحباء وإلى الوطن وإلى الحياة.. وهذه اللحظة تحمل وعدا بأن الأمل لا يموت وهذه الصفقة ليست النهاية.
من زنازين الاحتلال إلى ميادين الحرية قصص صمود الأسرى الفلسطينيين تروي تفاصيل المعاناة داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، فهذة الصفقة ليست مجرد تحرير أجساد بل إعادة الأمل والفرحة لقلوب تاقت للحرية.