وجرت عملية تسليم الأسيرين عوفر كالديرون وياردن بيباس للجنة الدولية للصليب الأحمر قرب ميناء خان يونس، جنوب قطاع غزة، في حين تم تسليم الأسير الصهيوني الثالث كيث شمونسل سيغال، الذي يحمل أيضاً الجنسية الأمريكية، في مدينة غزة.
*الفلسطينيون يؤكدون مجدداً أنهم لا يتخلون عن أسراهم
رسم الفلسطينيون لوحة جديدة من الانتصار يوم السبت، من خلال عناصر مختلفة، صورة القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف مع أحد مساعديه، وصورة المستوطنة التي اقتحمها المقاومون لتحرير الأسرى. واكد الفلسطينيون مجدداً أنهم لا يتخلون عن أسراهم، مهما كان الثمن.
وتسلم موظفو الصليب الأحمر الدولي الأسيرين بعد توقيع أوراقهما من أحد عناصر القسام، على وقع أصوات الهتافات للمقاومة والتكبيرات. وانتشرت عناصر كتائب القسام في أحد المواقع بخان يونس، على بعد شارع واحد من منزل الشهيد يحيى السنوار، بالتزامن مع انتشار عناصر آخرين في موقع الميناء غربي غزة.
ووفق القناة 12 العبرية، فإن المركبة التي ظهرت في عملية تسليم الأسيرين الصهيونيين عوفر كالديرون وياردن بيباس، تم الاستيلاء عليها من جيش الاحتلال الصهيوني في 7 أكتوبر.
*نصب عبارات باللغة العبرية” الصهيونية لم تنتصر”
ونصبت منصة ولافتات كبيرة حملت صورة الشهيدين محمد الضيف ورافع سلامة والشهداء القادة الذين أعلنت القسام استشهادهم أمس الجمعة، إلى جانب عبارات باللغة العبرية كتب فيها “الصهيونية لم تنتصر”.
ووصلت مركبات الصليب الأحمر الدولي إلى موقعي الإفراج عن الأسرى. وظهر في مراسم الإفراج عن الأسير حامل الجنسية الأمريكية قائد كتيبة الشاطئ أبو عمر الحواجري، الذي سبق وأن أعلن الاحتلال اغتياله.
وكان المتحدث باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، أعلن أسماء الأسرى الثلاثة المشمولين بهذه الدفعة، وهم عوفر كالديرون وكيث شمونسل سيغال وياردن بيباس.
*العدو يعترف بفشله في اغتيال قائد كتيبة الشاطئ بحماس
في السياق اعترف المتحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني بأن المعلومات الاستخبارية عن نجاح اغتيال قائد كتيبة الشاطئ في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هيثم الحواجري لم تكن صحيحة.
وأكد المتحدث أن الأدلة التي اعتمد عليها في إعلان اغتيال الحواجري “لم تكن دقيقة”.
جاء ذلك بعد تقارير صهيونية أكدت أن الحواجري شارك في عملية تسليم المحتجز الصهيوني كيث سيغال التي تمت السبت بميناء غزة.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن في 3 ديسمبر/كانون الأول 2023 اغتيال الحواجري في هجوم نفذته طائرة حربية، واتهمه بقيادة “جهود تأمين نشاطات حماس داخل مستشفى الشفاء” وقيادة القتال ضد جيش الاحتلال الصهيوني.
حماس: مشاهد الالتفاف الجماهيري استفتاء حقيقي على نهج المقاومة
هذا، وأعلنت حركة حماس في بيانٍ لها أنه، في إطار صفقة “طوفان الأحرار”، أفرجت المقاومة عن ثلاثة أسرى من العدو الصهيوني، أحدهم يحمل الجنسية الأمريكية، وذلك مقابل تحرير دفعة جديدة من أسرانا الأبطال من سجون الاحتلال.
وأوضحت حماس أن عملية التسليم جرت السبت أمام منصة تحمل صور القادة الشهداء، وعلى رأسهم القائد الضيف وإخوانه من أعضاء المجلس العسكري، في رسالة عهدٍ ووفاءٍ تؤكد أن رجال القسام باقون على العهد وسيواصلون المشوار.
وأضافت الحركة أنه “رغم الظروف القاسية، حرصت كتائب القسام على توفير الرعاية الصحية اللازمة للأسير الصهيوني، الذي يحمل الجنسية الأمريكية ويعاني من أمراض متعددة”.
وأكدت حماس أن مشاهد الالتفاف الجماهيري والحشود الشعبية التي رافقت هذا الإنجاز واحتفلت به تعدّ استفتاءً حقيقياً على نهج المقاومة كسبيلٍ لتحرير الأرض والمقدسات.
كما أشارت إلى أن الحالة الجسدية والنفسية الجيدة التي يظهر بها أسرى العدو تُثبت قيم المقاومة والتزامها الأخلاقي تجاه الأسرى، في حين يرتكب الاحتلال أبشع الانتهاكات بحق أسرانا في سجونه.
*إنجاز المقاومة لعملية التبادل الرابعة
وشددت الحركة، في بيانها، على أن إنجاز المقاومة لعملية التبادل الرابعة اليوم بكل إبداعٍ وكبرياء هو تأكيدٌ على قيمها والتزامها المبدئي ببنود الاتفاق، داعيةً إلى الضغط على الاحتلال لإلزامه بتنفيذ البروتوكول الإنساني وعدم اللجوء إلى المماطلة والمراوغة.
وكانت فصائل المقاومة أفرجت الخميس عن 3 أسرى صهاينة، هم مجندتان اثنتان ومسن، مقابل 110 أسرى فلسطينيين، كما أطلقت 5 عمال تايلنديين. وجرى تسليم اثنين من الأسرى في خان يونس، والثالث في جباليا شمالي القطاع.
وكان مكتب رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو أعلن مساء الجمعة أن الحكومة تلقت قائمة بأسماء الأسرى الذين ستفرج عنهم المقاومة الفلسطينية السبت. وأكد أن مسار الإفراج سيكون كالمعتاد حيث ينقل الصليب الأحمر الأسرى إلى نقطة الالتقاء ثم إلى قاعدة رعيم العسكرية، وتنقل المروحيات العسكرية الأسرى إلى المستشفيات حسب حالتهم الصحية.
من جهته، أوضح مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس أن قائمة الأسرى الصهاينة التي سلمت للاحتلال للإفراج عنهم السبت تشمل أسيراً من المرضى التسعة. وبين أن الاحتلال سيفرج السبت، عن 9 أسرى من ذوي الأحكام المؤبدة و81 أسيراً من ذوي المحكوميات العالية ضمن الدفعة الرابعة من صفقة التبادل.
وأضاف أنه تم الاتفاق على إضافة 12 أسيراً من ذوي المؤبدات، و111 أسيراً من أبناء غزة المعتقلين بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. كما أكد المكتب أن الأسرى الـ111 هم جزء من قائمة ألف أسير من أبناء غزة اعتقلوا بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023.
*الاحتلال الصهيوني يستمر في عدوانه على مدينة طولكرم
من جهة أخرى، تدخل قوات الاحتلال الصهيوني يومها السادس من العدوان على مدينة طولكرم ومخيمها، حيث تسود أجواء من الرعب والدمار، وسط عمليات اقتحام ومداهمات مستمرة لمنازل المواطنين، مما أسفر عن تدمير كبير لممتلكاتهم وتهجير عشرات العائلات بشكل قسري.
ففي مدينة طولكرم، جابت دوريات راجلة من جيش الاحتلال شوارع المدينة خاصة في الاحياء الغربية والجنوبية والشرقية، وداهمت منازل المواطنين وفتشتها ودققت في هوياتهم، وحولت عدة مبان سكنية وتجارية الى ثكنات عسكرية ونشرت قناصتها فوق أسطحها.
ومن بين هذه المباني: مجمع العدوية التجاري قرب مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، وعمارتي الدوو ودياب وسط المدينة، وعمارة الزهراء وعمارة الاغاثة الزراعية في الحي الغربي، وعمارة البعباع في سوق الخضار.
وأفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال المتواجدة في العمارات التجارية أطلقت طوال ليل الجمعة، طائرات تصوير بشكل مكثف في منطقة سوق الخضار، فيما اقتحم جنود مشاة المقبرة الغربية ونفذوا أعمال تمشيط داخلها وفي محيطها.
*عمليات تفتيش وتمشيط
بالتزامن قالت مراسلة “وفا”، إن قوات الاحتلال تنفذ عمليات تفتيش وتمشيط في أحياء المدينة وتنصب الكمائن بين الأشجار والمنازل وفي الأزقة، وتلاحق المواطنين والمركبات وتجبرهم على العودة لمنازلهم، فيما داهمت محلات تجارية في الحي الشرقي بعد تحطيم اقفالها بأدوات ثقيلة.
وتواصل قوات الاحتلال حصار لمستشفيي الشهيد ثابت ثابت الحكومي والإسراء التخصصي، وعرقلة عمل مركبات الإسعاف والطواقم الطبية وإخضاعها للتفتيش واستجواب المسعفين واحتجازهم.
وفي مخيم طولكرم، تواصل قوات الاحتلال فرض حصار مشدد على المخيم، وتنشر دوراتها الراجلة في كافة حاراته، ويعتلي قناصتها المباني المرتفعة داخله وفي محيطه.
*تدمير واعتقالات ونزوح للفلسطينيين
وأفاد شهود عيان لوكالة “وفا”، بأن قوات الاحتلال تواصل اجبار المواطنين في المخيم على مغادرة منازلهم في حارات النادي والشهداء والغانم والمطار وأبو الفول.
وأضافوا أن هذه العمليات تضمنت تدمير محتويات المنازل وتفجير عدد منها وهدمها واحراقها، كوسيلة لترهيب المواطنين والضغط عليهم، بحجة البحث عن مطلوبين.
ويأتي هذا التصعيد المتواصل منذ ستة أيام وسط أوضاع إنسانية صعبة للغاية تفاقمت نتيجة تدمير المرافق الأساسية والبنية التحتية في المخيم من قبل جرافات الاحتلال، وما رافقه من انقطاع للتيار الكهربائي والمياه والاتصالات والانترنت، ونقص في المواد الغذائية والطبية ومياه الشرب وحليب الأطفال.
