ووفقاً للمعلومات الواردة، فإن هذه الجماعات وبأمر من جهاز أمن أجنبي، وعقب تلقيها أجزاء من قطع المُسيّرات والمواد المتفجرة، قامت بإدخالها الى ايران من أحد الطرق التي يتعذر الوصول إليها في شمال غرب البلاد، وتسليمها إلى أحد المندسين معها في إحدى المدن الحدودية لإيران.
*تفاصيل تهريب أدوات الإعتداء
وتشير المعطيات الى أنه تمّ تجميع الأجزاء والمواد المذكورة أعلاه في ورشة مجهزة باستخدام قوات مدربة واستخدمت في هجوم عدائي على المنشأة التابعة لوزارة الدفاع في أصفهان. ومنذ بضعة أشهر، ألقت وزارة الأمن الإيرانية القبض على مجموعة إرهابية من أعضاء مجموعة كردية معادية لايران نظمتها وكالة التجسس الصهيونية لتفجير منشآت صناعية في أصفهان.
كان المعتقلون الذين تم تدريبهم على تنفيذ عمليات تخريبية من قبل عملاء الموساد في دولة أجنبية، يخططون لتفجير منشآت مهمة في أصفهان من خلال نقل معدات ومواد متفجرة متطورة للغاية إلى ايران عبر إقليم كردستان العراق.
*دعوة لبغداد لوأد الإرهابيين
وكانت قد أكدت الجمهورية الاسلامية الايرانية على ضرورة منع الأعمال التخريبية والمعادية للأمن من قبل الجماعات الكردية المناهضة للثورة المتمركزة في إقليم كردستان العراق.
وحذّرت ايران في عدّة مناسبات من أن استمرار الأنشطة الإرهابية لهذه الجماعات ضد ايران ستكون له عواقب وخيمة، ودعت بغداد للوفاء الكامل بمسؤولياتها القانونية في هذا الصدد لمنع تلك الفصائل الإرهابية من مواصلة أعمالها العدائية ضد ايران.
*حلف إرهابي
لكن تكشّف هذه المعلومات يرفع النقاب عن أمر جديد وهو على مايبدو أن عدّة جهات باتت ضالعة في الهجوم الإرهابي على منشأة أصفهان الدفاعية، فبعد تأكيد تورّط فصائل كردية معادية للثورة في العدوان الغاشم وعقب إعتراف أوكرانيا بضلوعها به أيضاً، وفيما لا يشكّ عاقل بأن الكيان الصهيوني هو المُدبّر والمُخطّط لهذا الإعتداء الإرهابي، سيتبيّن للجميع وجود تحالف إرهابي بين عدّة جهات لتنفيذ هجمات ارهابية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تحالف تمثّل حتى الآن بكل من الصهاينة وجهات كردية معادية لإيران وأوكرانيا، لكن كل من يثبت ضلوعه في هذا الهجوم يعلم علم اليقين بأن تداعيات تدخّله وتورّطه ستكون باهظة جدا.
* معلومات قيّمة للأجهزة الإستخباراتية
وكانت قد كشف التحقّق الفني بمكونات أحد المروحيات المُسيّرة الصغيرة التي أسقطتها بطاريات الدفاع الجوي الإيراني عن معلومات قيّمة للأجهزة الإستخباراتية.
فبعد تحليل مكونات هيكل ومحرك وإمدادات الطاقة ونظام الملاحة للمروحيات المُسيّرة التي تم إسقاطها من قبل الدفاع الجوي الايراني في أصفهان، وبعد مطابقتها مع العينات الموجودة تكشّف بدقة الشركة المصنعة لها ورفع النقاب عن أدلة مهمة.
في عام 2018، تعرضت هذه المنشأة الدفاعية الإيرانية لهجوم من قبل العديد من المُسيّرات، إلاّ انه تم إحباط جميع تلك الإعتداءات. وتشير المعلومات إلى أنه بسبب الإمكانيات الفنية والخبرات الإحترافية للجهات المختصة وكذلك نشر أنظمة إلكترونية متقدمة في المراكز حيث توجد إمكانية لأعمال تخريبية مماثلة، فقد انخفض احتمال نجاح مثل هذه الإعتداءات إلى الحد الأدنى.
*نتنياهو يعلق
وفي محاولة خاوية للتملّص من مسؤولية ما حصل، تهرب رئيس الوزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو من الإجابة المباشرة على سؤال عما إذا كان الكيان متورطاً في هجوم أصفهان.
وقال نتنياهو في مقابلة أجرتها معه شبكة CNN، وبثت مساء أمس الأول: “لن أتحدث عن عمليات محددة.. كل مرة يحدث انفجار في الشرق الأوسط، ينسب لنا الفضل أو يتم إلقاء اللوم علينا”. وواصل نتنياهو تخرّصاته بالقول أن التهديد باستخدام القوة قد يكون العامل الوحيد القادر على وقف برنامج إيران النووي، وهو ما يكشف عن اعتراف مُبطّن بمسؤولية الكيان الصهيوني عن تدبير الإعتداء الإرهابي على منشأة اصفهان. وكانت قد أكدت وسائل إعلام صهيونية وأمريكية مسؤولية الكيان الصهيوني عن العدوان على منشأة اصفهان.
*الاحتلال يرفع مستوى الاستنفار
هذا وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ “إسرائيل رفعت مستوى الاستنفار خشيةَ انتقامٍ إيراني بعد الهجمات الأخيرة المنسوبة لها”. وقالت قناة “كان” العبرية، إنّ “نقاشاً يدور في المؤسسة الأمنية والعسكرية في الأيام الأخيرة حول توقيت الانتقام الإيراني”. ولفت الإعلام الصهيوني إلى أنّه بعد الوعد الإيراني بالانتقام في أعقاب عدوان أصفهان، والهجمات ضد الشاحنات في داخل الأراضي السورية، فإنّ هذا بالتأكيد يُعزز التأهب في “إسرائيل” تحسباً لاحتمال انتقام.