الفنان اليمني المقاوم "كمال شرف" للوفاق:

الكاريكاتير سلاح حقيقي مادام يحمل رسالة صادقة ومقاومة

خاص الوفاق: غزة قدّمت لي الكثير من الحكمة والحقيقة وأضافت لي الكثير من الوعي وهذا سترونه في أعمالي التي أنتجتها في هذه الفترة.

موناسادات خواسته

 

 

المقاومة أمام العدو المحتل بأي شكل من أشكالها تحظى بمكانة رفيعة بين أحرار العالم، فكل شخص بأسلوبه يقوم بأداء دوره في هذا المجال، الكاريكاتير من أفضل الوسائل الفنية التي تعكس مواجهة المحتل بسرعة أمام أي حدث يحدث في المنطقة، فالفنان الذي يقوم بالرسوم الكاريكاتيرية يعكس ما يجري في المنطقة، ومنهم الفنان اليمني القدير “كمال شرف” الذي هو فنان من الجيل المجاهد بذل جهوداً في عصر الحرب الإعلامية والفنية وقام بتبديل أداة رسم الكاريكاتور إلى أداة حادة لمحور المقاومة، وأعماله قصة صمود الشعب الفلسطيني.

 

قبل فترة كان في إيران وأقيم معرض له تحت عنوان “كمال الفن” والذي واجه إقبالاً كبيراً، ففي عشرة الفجر المباركة وعلى أعتاب ذكرى انتصار الثورة الإسلامية التي واجهت الأمبريالية، أجرينا حواراً مع الفنان اليمني المقاوم، فيما يلي نصه:

 

 

 

 

الكاريكاتير سلاح

 

بداية سألنا الفنان اليمني الشهير الأستاذ “كمال شرف” عن رأيه حول تأثير الكاريكاتير على المجتمع الدولي ودعم المقاومة، فقال: لدي إيمان ان الكاريكاتير سلاح حقيقي مادام يحمل رسالة صادقة ومقاومة للمشاريع الصهيونية العالمية التي تحكم العالم ورغم بساطته إلا ان له تاثير كبير في فضح الخداع الإعلامي الذي تستخدمه هذه العصابة للسيطرة على عقول الناس .

 

محور واحد

 

كناشط يمني نرى كاريكاتيرات قيّمة للأستاذ شرف في دعم غزة، ولا تقتصر رسوماته على اليمن، فسألناه عن ذلك ورأيه حول دور الفن في توحيد جبهة المقاومة لدعم فلسطين، فهكذا أبدى عن رأيه: دائما أقول ما دام العدو يرانا شيء واحد ويحاربنا لمحور واحد فلماذا لا نتعامل نحن بهذه الرؤية ونحن أولى بها  في طريقة تعاطينا مع قضايا أمتنا سواء في الفن أو أي مجال آخر.. ومن هنا أقدّم أعمالي كإنسان ينتمي إلى المقاومة كوطن ينتمي له كل إنسان حر.

 

الكاريكاتير بعد “طوفان الأقصى”

 

أما عن تأثير “طوفان الأقصى” على أعماله، واختيار موضوع رسوماته، يقول الفنان اليمني: بالتاكيد طوفان الأقصى وكل ما حصل فيه من مواجهة لا تعرف الخوف من أبطال مقاومين مؤمنين بقضيتهم وكيف ساندهم كل مؤمن وصادق في لبنان واليمن والعراق وايران.. وكذلك حرب الإبادة التي شاهدها كل العالم على الهواء مباشرة وقتل فيها القانون الدولي وكل قوانين الغرب التي إتضح أنها مزيّفة ولا قيمة لها.. وكيف أثّرت هذه الحرب على كل حر صادق في كل دول العالم وكلهم ميّزوا الحقيقة وعرفوا من هو القاتل والمعتدي.. وأيضاً كشفت لنا التخاذل العربي المهين لدول خاضعة للغرب.. غزة قدّمت لي الكثير من الحكمة والحقيقة وأضافت لي الكثير من الوعي وهذا سترونه في أعمالي التي أنتجتها  في هذه الفتره .

 

فن عصر الصورة والسرعة

 

فيما يتعلق بميزات الكاريكاتير المفضل عنده يقول الأستاذ شرف: أنا أرى فن هذا العصر عصر الصورة والسرعة والإختزال  وهذه هي صفات الكاريكاتير، ورغم البساطه اذا ما استطاع الرسام ان يمتلك فكرة معقدة وجمع بينها وبين البساطة فهو قد امتلك سلاح مهم وأداة هامه ان كانت في الطريق الصحيح وبمبادىء صادقة وحقيقية فهي ستكون سبب مهم في صحوة الشعوب.

 

الإيمان والعقيدة سِر مهم لتقديم الأعمال

 

عندما ننظر إلى أعمال الأستاذ كمال شرف نشهد فيه نظرة عميقة ليس للوضع الحاضر فقط بل فيه نوع من النظرة إلى المستقبل، فعندما سألناه عن سبب ذلك، أجاب: أعتقد أن الإيمان والعقيدة هي سر مهم يجعلك مهتما بتقديم عمل صادق مبني على بحث واطلاع وفهم وبشغف وبمسؤولية.

 

هذا جعلني مهتما بتثقيف نفسي تاريخياً وسياسياً ودينياً وفنياً  بقدر ما استطيع لكي أقدّم عملاً مهما كان بسيطاً لكنه بالنسبة لي مهم جداً في تركيب فكرته وتنفيذه وأقدّمه بروح مقاتل يقوم بدوره في المعركة… وأنا مؤمن أن من يقوم بجهد صادق في أي عمل سيحضى بتوفيق إلهي وهو ما سيجعله مؤثر وذو قيمة، بل وهو السر الأساسي في أي عمل لي ناجح.. وإذا خلى العمل من توفيق الله مهما كان الجهد المبذول فيه سيكون عملا بلا تأثير .

 

أعمال للسيد نصر الله والسنوار

 

 

كل فنان لديه أسلوبه الخاص في رسوماته، فالأستاذ شرف فيما يتعلق بميزة ورمز أعماله يقول: عندما أرسم أي عمل أحرص أن أكون فيه صادقا وأن أكون فيه بشخصيتي وتفكيري وإيماني.. أنا لا أقلّد أي فنان آخر او عمل مميز لفنان إنتشر، قد استفيد من تجارب الآخرين ولكن أتمسك أن يكون عملي يحمل بصمتي الفكرية والفنية كيفما كانت فهي ستكون مميزة لأنها حقيقية ومختلفة.. اما الأعمال التي إنتشرت لي فهي كثيرة والحمدلله، لكن اقربها الى قلبي عملين رسمتهما عن استشهاد السيد حسن نصر الله وكذلك عمل عن الشهيد القائد السنوار وعمل عن عمليات الجيش اليمني في البحر الأحمر شبّهت فيه البحر الأحمر بسيف الإمام علي(ع) وعمل أيضاً عن الرد الصهيوني الضعيف والخائف، على إيران وعملية الوعد الصادق 2.. وكل الأعمال التي رسمتها بصدق اعتز بها حتى لو لم تنتشر كثيراً.

 

 

الفن الإيراني مميز وثري

 

فيما يتعلق بالفن والفنانين الإيرانيين، واستخدام الفن الإيراني في رسوماته يقول الأستاذ شرف: لدي اصدقاء كثيرون من رسامي الكاريكاتير الايراني وهم عباقرة امثال الصديق والأستاذ “مازيار بيجني” وهو اول فنان اتعرف عليه وأتواصل معه عبر مواقع التواصل الإجتماعي وكذلك الصديق والأستاذ “مسعود شجاعي” والكثير تعرفت عليهم بعد زيارتي إلى ايران وأدهشني ان كل من رأيتهم كانوا يتميزون بالتواضع والاخلاق وهذا دليل على كم هم حقيقيون وصادقون .

 

الفن الإيراني أكيد مميز وثري واستفدت منه الكثير، وقد اقمت معرضا مشتركا مع الفنان مسعود شجاعي والفنان العراقي “علي عاتب” والسوري “رائد خليل” في العراق.

 

العقوبات ومواصلة العمل

 

أما حول العقوبات وسياسة الكيل بمكيالين للفنانين وتأثيره، وتجربته في هذا المجال، يقول الأستاذ شرف: بالتأكيد لها تأثير كبير، لكن كتجربة شخصية قررت أن أستغني عن التعلّق بأي ميزات إعلامية وفنية كالتكريم أو أي شيء يجعلني مقيّد حين يتم منعه عني من منظومة السيطرة الصهيونية على كل ما يدعم الفن والفنانين.. وهذا جعلني حرا، أُمارس عملي كسلوك شخصي خاص بي لا يحتاج لأي مدح أو تقدير، المهم أن تصل رسالتي وهي تصل رغم القيود وحظر حساباتي سواء في فيسبوك او إنستغرام أو إكس، ودائماً ما يحصل هذا ولكني أتجاوز ذلك بمزيد من إنتاج الأعمال ونشرها.

 

مستمتع أن اقول كلمة الحق

 

وعندما سألنا الفنان اليمني عن الرسالة التي يريد إرسالها للعالم عبر الكاريكاتير، يقول الأستاذ شرف: كل ما يهمني أن أقول كلمة حق أنا مؤمن بها في أي قضية أناقشها وأحرص أن تكون واضحة ومتقنة تجمع بين البساطة والفكرة العميقة  تصل لكل إنسان في العالم.. لكن حتى لو لم تصل أنا مستمتع أن اقول كلمة الحق وهذا ما يهمني  واراه واجبي الديني والانساني اقوم به  كمقاتل  في معركة  وهذه الروحية هي التي  اضافة لي الكثير حينما امنت بها وعملت بها وأصبح لها اثر كبير في أعمالي.

 

إندماج المشروع القرآني مع القبيلة اليمنية

 

أما عن سبب البطولة وروح المقاومة التي نراها عند الشعب اليمني في مواجهة أمريكا والغرب والكيان الصهيوني، يقول الأستاذ اليمني: السبب هو اندماج المشروع القراني مع القبيلة اليمنية، المشروع القراني الذي اسسه السيد حسين بدر الدين الحوثي وجعلنا نرى الواقع من خلال القران وجعله كتابا يناقش واقعنا الذي نعيشه وليس كتاباً مهجوراً نقرأه  وكأنه كتاباً تراثياً يحكي قصصاً قد انتهت ولا نفهم معانية وقيمته اليوم .

 

اما القبيلة اليمنية المتميزة بروح المقاتل الذي يرفض الظلم والاستعباد عبر التاريخ وفشل كل من حاول غزو اليمن حينما واجهها. وتتميز القبيلة اليمنية بقيمها الأصيلة مثل الشهامة وإغاثة أي انسان يلجأ لها وتدافع عنه حتى آخر نفس، كذلك الشموخ الذي يشبه جبال اليمن القاسية الشامخة والتي انتصر عليها الانسان اليمني وجعلها مدرجات زراعية وبنى بيته في قمة هذا الجبل الصعب التضاريس، هذا الإندماج أنتج عقيدة صلبة نراها اليوم  في مساندة اليمن لغزة.

 

تجربة تستحق الدراسة والإستفادة

 

وفي الختام قال الأستاذ كمال شرف: أخيراً أشكركم على هذا الحوار الشيق.. وأود ان اشكر السيد وحيد جليلي الذي منحني فرصة ثمينة بدعوته لي لزيارة ايران، والتي من خلالها رأيت جوانب كثيرة لم اكن اعرفها عن هذا البلد الثري بتنوعه الثقافي والعرقي والتراثي الساحر.. وكذلك جوانب نضوج ورقي الثورة الاسلامية في ايران التي ما زالت تحمل فلسفة ورقي الامام الخميني(قدس).. وهي تجربة تستحق الدراسة والاستفادة من الجميع.. والحقيقة في نهاية هذا الحوار اريد ان اعترف اني عشقت هذا البلد بكل تفاصيله الإنسانية والفنية والثقافية والصناعية.. وحتى الأكل الايراني الرائع  الذي أراه فلسفة وثقافة خاصة ومميزة.

 

 

    

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص

الاخبار ذات الصلة