تقرير خاص للوفاق؛

نظرة حول الخدمات الإجتماعية في إيران

تُظهر الإحصائيات الرسمية العالمية والداخلية أنّ 100% من الشعب الإيراني يحظون بكهرباء حكومية على مدار 24 ساعة في منازلهم فيما يكون معدّل هذا الأمر في العالم 87%. الجدير بالذكر أنّ الكثير من شعوب بلدان الشرق الأوسط لايحظون بكهرباء حكومية في منازلهم أكثر من 12 ساعة في اليوم..

إنّ الثورة الإسلامية تمكّنت من تحقيق إنجازات عديدة في شؤون مختلفة منها الشأن الإجتماعي، منذ إنتصارها في عام 1979 الميلادي حتى الآن. بمناسبة عشرة الفجر المباركة نريد أن نشير إلى بعض الإنجازات الإجتماعية التي حققتها الثورة الإسلامية  بعد إنتصارها ونعمل مقارنة للوضع الراهن بما كان عليه قبل إنتصار الثورة الإسلامية.

الثقة بالنفس 

يعتقد علماء علم الإجتماع وعلم النفس أنّ الثقة بالنفس من أهمّ مقوّمات أيّ مجتمع في العالم حيث لا عزّة لمن لا ثقة له بنفسه ولا قوّة إجتماعية ولا فعاليّة.

في زمن البهلوي الأول والثاني لم تكن إيران تحظى بإستقلال إقتصادي ولا سياسي ولا حتى ثقافي ولا خدمات إجتماعية التي تُعتَبر من حقوق المواطنين في أي دولة. أدّت حالة عدم الإستقلال إلى عد الثقة بالنفس عند السلطات الإيرانية إلى حدّ تقول أمّ زوجة الشاه البهلوي البائد في ذكرياتها في كتاب “ذكريات السيدة فريدة ديبا”: إنّ الشاه إستيقظ يوماً من الأيام أثناء الحرب الأمريكية الفيتناميّة وسأل عن طائرته الشخصية فأجابه خادمه بأنّ الأمريكان جاؤوا وأخذوها إلى فيتنام من دون إستئذان منكم. لم يكن الأمر مقتصراً في هذا الحد من الخذلان وعدم الإستقلال حيث أثناء الحرب العالمية الثانية إجتمع في العاصمة الإيرانية طهران كلّ من رؤساء بريطانيا وأمريكا والإتحاد السوفياتي ليتشاوروا حول ما يتعلّق بالحرب وحينما أراد أن يزورهم الشاه البهلوي البائد لم يسمحوا له بالدخول في قصر الإجتماع وزيارة أيّ أحد رغم أنّه كان رئيس بلد إستضافهم آنذاك. هذه الحالة أدّت إلى ظروف إجتماعية كارثية يمكن للكاتب أن يشير إلى هدم الثقة بالنفس عند أفراد المجتمع.

لم يُخطِئ أحد لو يقول أنّ الشاه قام متعمّداً بإضعاف الثقة بالنفس وهدمها عند  الشعب الإيراني حيث قال رئيس الوزراء الإيراني في عهد البهلوي الثاني في إجتماع البرلمان بلغة صريحة:  “اسمع من نواب البرلمان عن ضرورة توطين النفط الإيراني.. أنا أعتقد أنّ الإيرانيين لايقدرون حتى أن يصنعوا إبريقاً بسيطاً!”. هكذا كانوا يهدمون ثقة شعبهم بأنفسهم ويخذلونهم. ولکن الإمام الخميني الراحل(قدس سره) لمّا جاء إلى اليلد، كان أول شيئ قدّم للشعب الإيراني في المجال الإجتماعي كان عبارة عن الثقة بالنفس حيث قال في أول خطاباته: نحن شعبه عظيم نستطيع أن نحقق الإنجازات الكبيرة ولاشيئ مستحيل أمام شعبنا” وهذا الأمر جعل الشباب والبنات يتجرأون على متابعة تحقيق الإكتفاء الذاتي في مجالات عدّة منها الزراعة والصناعة الوطنية وغيرهما.

مؤشر العمر المتوقّع

إنّ مؤشّر العمر المتوقع لأيّ مجتمع يُظهر معدّل أعمار سكانه أو بلغة أخرى  يُظهر العمر المتوقّع لكلّ إنسان في ذلك المجتمع.

وفق الإحصائيات الرسمية التي أصدرها تصنيف “ديتا وورد بنك” العالمي أنّ العمر المتوقع في إيران أصبح 77 سنة فيما كان هذا العدد قبل إنتصار الثورة الإسلامية أقلّ من 60 سنة.

إنّ من أسباب إرتفاع مؤشر العمر المتوقع في إيران، تحسن الوضع الصحّي خاصة توفير إمكانيات وأطباء في جميع المدن وحتى القرى البعيدة عن المدن في إيران حيث كان عدد المولودين الذين كانوا يموتون بعد الولادة في زمن البهلوي مايقارب 120 طفلاً من أصل 1000 طفل فيما أصبح هذا العدد 15 طفلا من أصل 1000 طفل.

لم ينس الشعب الإيراني أنّ في زمن البهلوي كان يدعو الشاه البائد، الأطبّاء من بنغلاديش والهند إلى إيران لمعالجة الناس بسبب قلّة عدد الأطباء الإيرانيين وعدم تمكّن الجامعات الإيرانية من تربية عدد مناسب من ذوي الخبرات الطبّية ولكن اليوم نرى أنّ عدد الأطباء إزداد 6 أضعاف ووصل الوضع إلى حدّ يقوم بعض من الأطباء الإيرانيين بأعمال طبّية في أوروبا وأمريكا وغيرهما من المناطق في العالم.

 

توفّر الماء الصالح للشرب لـ96% من المواطنين

إنّ من ميزات الشعب الإيراني الخاصة بهم أنّهم يحظون بشبكة المياه الصالحة للشرب والتي تُوصل الماء الصالح للشرب إلى بيوتهم من خلال حنفيّات وهذا الأمر يُكلّف شهرياً أقلّ من دولار واحد لعائلة ذات خمسة أعضاء. هذا فيما أغلبية الشعوب في العالم يشترون قناني أو مخازن الماء بحجم 20 لترا أو أكثر بأسعار غالية.

تصنيف “world bank” العالمي يُظهر أنّ هذا المعدّل العالمي لهذا الرقم ليس أكثر من 86%. تُظهر إحصائيات مؤسسة” nstitute Pacific” أنّ معدّل الأشخاص الذين كانوا يحظون بمياه صالحة للشرب قبل إنتصار الثورة الإسلامية كان أقلّ من 50%.

وحسب الإحصائيات الرسمية للجمهورية الإسلامية في إيران ضمن سبع دول تعطي أرخص ماء صالح للشرب في العالم لمواطنيها.

توفّر الكهرباء في المنازل

تُظهر الإحصائيات الرسمية العالمية والداخلية أنّ 100% من الشعب الإيراني يحظون بكهرباء حكومية على مدار 24 ساعة في منازلهم فيما يكون معدّل هذا الأمر في العالم 87%. الجدير بالذكر أنّ الكثير من شعوب بلدان الشرق الأوسط لايحظون بكهرباء حكومية في منازلهم أكثر من 12 ساعة في اليوم.

إنّ الجمهورية الإسلامية ضمن الدول التي تعطي الكهرباء لمواطنيها بأرخص الأسعار حيث تدفع عائلة ذات 5 أعضاء في حال تَستخدم المكيّف والأجهزة الكهربائية نحو الثلاجة وغيرها من الأثاث أقل من 5 دولارات شهرياً و هذا العدد في الشتاء ما يقارب دولار واحد أو دولارين.

ويجدر بالذكر أن تصنيف “globalpetrolprices” يُظهر أنّ إيران، هي ثالث بلد في العالم من ناحية قلة ثمن الكهرباء الحكومية التي تمنح مواطنيها.

وصل الأمر إلى حدّ لاتُوجد في بيوت الإيرانيين مولّدات كهربائية حيث لايحتاجون إليها حتى في القرى في ظلّ توفّر الكهرباء الحكومية الرخيصة.

قبل إنتصار الثورة الإسلامية كان 16% من أهالي القرى في إيران يحظون بكهرباء واليوم لا توجد قرية في إيران إلّا وفيها كهرباء حكوميّة.

توفّر الغاز المنزلي عند الإيرانيين

في العهد البهلوي البائد كانت خمس مدن وقرية واحدة في إيران تحظى بشكبة الغاز المنزلي حيث كان عدد البيوت التي حظيت أنذاك بالغاز المنزلي يبلغ 51 ألف بيت فيما يبلغ هذا العدد 20 مليون بيت في إيران حيث تحظى ما يقارب 1085 مدينة و23206 قرية بشبكة الغاز المنزلي والتي توصل الغاز من خلال الأنابيب إلى بيوت الناس.

اليوم، إيران تُعتَبر ثاني بلد تنمح مواطنيها أرخص غاز منزلي في العالم وفق إحصائيات أصدرها تصنيف “globalpetrolprices” العالمي.

والجدير بالذكر أنّ إيران ثالث بلد في العال   في التصنيف العالمي لمنح أرخص كازوئيل للمواطنين.

يُتبَع..

المصدر: الوفاق خاص