تقدُّم يعتمد على قدرات الشباب الإيراني

بارس الجنوبي.. ثورة في تطوير النفط والغاز

خاص الوفاق: إنّ دراسة التحولات الصناعية الواسعة في حقل بارس الجنوبي وإنشاء محور للنفط والغاز والبتروكيماويات في العالم هو نتاج تفكير وعمل المتخصصين الإيرانيين الذين فتحوا نافذة باسم الجهاد الاقتصادي بعد انتصار الثورة الإسلامية وفي فترة التسعينات.

لقد أدى دور الشباب المتخصصين الإيرانيين في إنشاء منشأة ضخمة في صناعة النفط والغاز في جنوب البلاد ومنطقة بارس الجنوبية إلى دهشة جميع العاملين في مجال الطاقة في العالم، حيث تساءلوا كيف استطاعت إيران بناء هذه الإمبراطورية في ظل العقوبات الاقتصادية.

 

تشير البيانات الرسمية من مراكز موثوقة في مجال النفط والغاز العالمية إلى أن إيران، التي تمتلك 32 تريليون متر مكعب من احتياطيات الغاز الطبيعي، تحتل المرتبة الثانية بعد روسيا، حيث تمتلك 16% من احتياطيات الغاز العالمية. بينما يُقدّر إنتاج الغاز الطبيعي الإيراني بـ6% من إجمالي الإنتاج العالمي، أي حوالي 244 مليار متر مكعب سنويًا.

 

لم يعتقد المراقبون والمحللون في مجال النفط والغاز بعد خروج الشركات الأوروبية المرموقة من حقل بارس الجنوبي في أواخر التسعينيات أنه بإمكان إيران أن تقوم بعمليات استخراج وتكرير ونقل الغاز من هذا الحقل المشترك مع قطر الذي يمتد على 9700 كيلومتر مربع، دون الاعتماد على الكارتلات النفطية الكبرى، حيث يتم ذلك في 3700 كيلومتر مربع تعود لإيران.

 

ومع ذلك، جاءت الإرادة الإيرانية لتخدم التخصص والالتزام، بحيث تم تخصيص 410 تريليونات قدم مكعب من احتياطيات الغاز الطبيعي المشتركة مع قطر في حقل غاز بارس الجنوبي الذي يبلغ إجمالي احتياطياته 1310 تريليونات قدم مكعب.

 

أدى التخطيط والتنفيذ والتحديث المستمر للمنشآت والصناعات النفطية والغازية إلى أن تُظهر إحصائيات وزارة النفط أنه في العام الماضي، من بين 49 مليار برميل من احتياطيات المكثفات الغازية في المنطقة المشتركة بين إيران وقطر، كانت حصة إيران 16 مليار برميل.

 

الآن، تفخر الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأنها استطاعت بفضل تقدم التكنولوجيا أن تستوعب في منطقة بارس الجنوبية المشتركة 8% من احتياطيات الغاز العالمية، و50% من احتياطيات الغاز الإيرانية، و70% من الغاز المنتج في البلاد.

 

الإنتاج في بارس الجنوبي

 

حالياً، هناك 13 مصفاة مع 3200 خط أنابيب بحرية بقطر 32 بوصة، و29 منصة تشغيل، و336 بئرًا، تنتج يوميًا 700 مليون متر مكعب من الغاز في حقل بارس الجنوبي. كما تنتج كل مصفاة يوميًا 50 مليون متر مكعب من غاز الشبكة، و400 طن من الكبريت، و77 ألف برميل من المكثفات الغازية، و1800 طن من البوتان، و1100 طن من البروبان، و2750 طنًا من الإيثان، وبإجمالي منتجات بقيمة 10 ملايين دولار يوميًا، أي ما يعادل 5/3 مليار دولار سنويًا.

 

كما هناك 22 مشروعاً بتروكيماوياً في محافظة بوشهر بطاقة إنتاجية تبلغ 43 مليون طن تنتج 51 نوعًا من المنتجات؛ بالإضافة إلى أن هناك 26 مشروعاً بتروكيماوياً بطاقة 21 ألف طن مع 33 نوعًا من المنتجات قيد التنفيذ، مما يعني أنه حتى نهاية البرنامج السابع للتنمية الوطنية سيصل إجمالي مجمعات البتروكيماويات في هذه المحافظة إلى 48 وحدة بإجمالي قدرة إنتاجية تبلغ 64 مليون طن وعدد 64 منتجًا.

 

تعتبر محافظة بوشهر عاصمة الطاقة الإيرانية، حيث تحتوي على 31 محطة و6 موانئ في منطقة بارس الجنوبي 1 و2 وكذلك 13 منطقة خاصة، ومنصتين خارجيتين، و17 منصة بتروكيماوية، وثلاثة موانئ تصديرية، ومركزان لتكرير الغاز، مما يعني أن هناك قدرة تصل إلى 30 مليون طن من السلع البتروكيماوية في ميناء عسلويه مع قدرة تصدير 800 ألف طن سنويًا من الكبريت، و503 أطنان من صادرات المنتجات الصناعية المشتقة والمختلطة وشبه الثقيلة، وعبور 503 أطنان من السلع سنويًا وحوالي طن واحد من الواردات من السلع والتجهيزات كجزء من هذه القدرات الكبيرة للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

 

إستثمار 150 مليار دولار في بارس الجنوبي

 

في هذا السياق، قال المدير العام لمنطقة بارس الاقتصادية الخاصة للطاقة، الثلاثاء، في مراسم الدورة الثانية لكأس أميد للإعلام: إن أحد أهم القضايا التي تم طرحها في تصريحات قائد الثورة الإسلامية هو تقديم الأداء الصحيح للنظام والمجموعة الحاكمة للناس، وهو ما يُعرف بـ”جهاد التبيين”.

 

وأضاف سخاوت أسدي: إن إحدى أبرز خدمات النظام هي تأمين الغاز وراحة الناس، وهو ما تحقق في منطقة بارس الجنوبي. وتابع: لقد استثمرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية 150 مليار دولار في حقل بارس الجنوبي، منها 90 مليار دولار في القطاع العلوي.

 

دور الإنتاج المحلي في صناعة المعدات

 

وواصل أسدي حديثه قائلاً: إن ما لا يقل عن 70% من المعدات والاحتياجات في هذا الحقل هي محلية الصنع، وهو ما يُعتبر ثورة في مجال نمو وتطور التكنولوجيا في بلادنا.

 

وأشار إلى أن بناء 15 رافعة وعدد من المنصات العملاقة وتوفير 16 ألف فرصة عمل مباشرة سيوفر المزيد من القدرات في منطقة بارس الجنوبية.

 

إن وجود البنية التحتية والإنتاج النفطي والغازي قد جعل إيران لاعبًا قويًا للغاية في الساحة الإقليمية والعالمية، وقد أثمر ذلك بفضل جهود المتخصصين الإيرانيين في الجهاد الاقتصادي، مما يدل على قدرات وإمكانات أبناء هذه الأرض.

 

المصدر: الوفاق خاص